الدكتور الصيني : الموروث الشعبي هو الوجدان الحقيقي للشعوب

  • 12/27/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

وجد رئيس تحرير صحيفة الوطن الدكتور عثمان بن محمود الصيني ، في منطقة جازان مساحة خصبة يتكئ على موروثها ، بوصفها “سلة موروث المملكة” بغناها وتنوع موروثاتها الشعبية ، لينطلق في محاضرته ” الموروث الشعبي .. حفظه وإعادة إنتاجه ” التي نظمتها لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بأبوعريش، بالتعاون مع نادي جازان الأدبي مساء الأربعاء . وطاف الدكتور الصيني بحضور قاعة الأمير فيصل بن فهد بمقر النادي ، في رحلة لاستعراض الموروث الشعبي منذ العصر الجاهلي الذي كان شاهدًا آنذاك على ثقافة عامة رسمية وثقافة شعبية من خلال رواية شخصيات الأوائل ، حيث اتسم الجيل الأول من الرواة برواية البطولات والأساطير ، ثم تبع ذلك مرحلة التدوين وجمع الموروث وتناول القصص التي تحدث في الصحاري فأصبحت آنذاك نواة للموروث ، لافتًا إلى ما تخلل تلك الحقب من فترات زمنية ضاع فيها كثير من الموروث الشعبي . وبين أن العصر العباسي شهد بداية السير الشعبية فكانت تلك السير نبضًا للشعوب ، مستعرضًا عددًا من تلك السير .. منها السيرة الهلالية وحرب البسوس ، وسيرة عنترة بن شداد التي قدمت مجتمع الصحراء والحروب في تلك الفترة الزمنية ، مبينًا أن السير الشعبية ارتبطت كثيرًا بالفن والأساطير ، فيما اختفى كثير من تلك السير الشعبية لأنها لم تدون . وأكد رئيس تحرير صحيفة الوطن أن كثيرًا من الموروثات الشعبية في العصر الحديث ظلت مهملة دون تدوين ، مستعرضًا عددًا من الأوائل في العصر الحديث الذين رصدوا الموروثات الشعبية ومنهم محمد سعيد كمال الذين كان يحرص على الاستماع لشعر القبائل ومن ثم عمل على جمعها في 20 جزء ، إلى جانب إسهامات عبدالكريم الجهيمان وعلي السلوق في رصد الموروثات الشعبية . واستعرض في محاضرته مجالات التعامل مع الموروث الشعبي ، فالموروث هو الشعر بمجمله .. شعر البطولات وشعر الحب وقصص السمر ، مؤكدًا أن الإنسان هو العنصر الأساس في الموروث الشعبي فهو الذي أنتج كل ذلك وعاش معه ، فكل موروث يستمد قيمته من الإنسان ، ومشددًا على أن الموروث هو الوجدان الحقيقي للشعوب . واستشهد الدكتور الصيني بظاهرتين لغويتين هما الخلط بين الحميرية واليمنية وظاهرة العنعنة بقلب الهمزة عينًا كإحدى ظواهر الخلل المنهجي في دراسة اللغة عند العرب ، مبينًا أن الفصحى هي مجموعة لغات فصيحة اُنتخبت منها لغة مشتركة كلغة فصحى . ودعا في ختام محاضرته إلى أهمية العناية والحفاظ على الموروث الشعبي من قبل جهة مؤسسية رسمية وفق استراتيجية وخطة عمل تضمن الحفاظ على ذلك الموروث ولا تكتفي باختزاله بل تقدمه بكافة مدلولاته الشعبية ، فيما شهدت المحاضرة العديد من المداخلات والتساؤلات . حضر المحاضرة رئيس نادي جازان الأدبي حسن الصلهبي ومدير تعليم صبيا ضيف الله الحازمي ورئيس لجنة التنمية الاجتماعية في أبوعريش عبده راجحي .

مشاركة :