أفادت الرابطة الألمانية للتغذية أن هناك بعض العادات الخاطئة التي تؤدي إلى تراكم الدهون في منطقة البطن، واعتبرت أن أهمها قلة النوم التي تعمل على إنتاج الجسم للمزيد من هرمون الستيرويد كورتيزول، وهو المسؤول عن الرغبة الشديدة في تناول الطعام. وتقول الرابطة إنه لخفض مستوى الكورتيزول يجب النوم لفترة ما بين 7 و8 ساعات ليلا. وتأتي عادة تناول المشروبات المحلاة في المرتبة الثانية، إذ تعمل نسبة السكر الكبيرة الموجودة في مثل هذه النوعيات من المشروبات، على زيادة الرغبة في تناول الطعام، كما أن تناول المشروبات الخفيفة ليس حلا، لأنها بدورها تزيد الشهية، ولكن من الأفضل استبدالها بالماء. وحذّر خبراء التغذية الألمان من أن الأطعمة الموجود على عبواتها عبارة “قليل الدسم” عادة ما تحتوي على نسبة كبيرة من السكر بدلا من ذلك، ويجب استبدال هذه الأطعمة بأخرى تحتوي على دهون صحية مثل المكسرات والأفوكادو والبيض والأسماك، وتجدر الإشارة إلى أن الدهون الصحية لها تأثير مضاد للالتهابات، وتساعد على تقليل الدهون في البطن وحماية الأوعية، كما أنها تساعد على الشعور بالامتلاء. ويعمل الجلوس لفترات طويلة على إبطاء الأيض والدورة الدموية، وهو ما يثبط إنزيمات حرق الدهون، ويوصي خبراء الصحة بدمج الحركة والنشاط خلال المهام اليومية مثل المشي بدلا من ركوب المواصلات، وصعود السلم بدلا من المصعد الكهربائي. وتؤكد العديد من البحوث أن تناول طعام قبل النوم بفترة وجيزة يعدّ من أسوأ العادات التي تسهّل تراكم الدهون في البطن لأن ذلك يجهد المعدة لانشغالها بالهضم، كما أنها لا تقوم بأداء مهامها على النحو الأمثل، ويوصي الخبراء بعدم تناول أي طعام قبل النوم بساعتين حتى لا تتراكم الدهون في منطقة البطن. وتعدّ دهون البطن وتلك التي تتراكم في الأحشاء من أخطر أشكال الدهون لأنها تلتف حول الأعضاء الداخلية، ويمكن أن يكون تراكمها في منطقة البطن بمثابة مقدمة لمضاعفات صحية تهدد الحياة. ويعمل خبراء التغذية على تطوير العديد من الحميات والأنظمة الغذائية التي تقلل من دهون الجسم الضارة، ما يمنع خطر الإصابة بأمراض فتاكة إذ يمكن أن يؤدي قرب دهون الأحشاء من الأعضاء الداخلية إلى مرض استقلابي، ومقاومة الأنسولين وزيادة خطر الوفاة. كانت العديد من الدراسات قد أثبتت الفوائد الصحية لاتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات في هذا الخصوص، والذي يرتكز على تناول الخضار بكثرة، وتناول البروتين المعتدل، والاعتماد المنخفض على الأغذية المصنّعة والسكر والحبوب. وثبت أن هذا النظام يساعد على تجنّب مجموعة كبيرة من المضاعفات الصحية، وينصح به بشكل متزايد للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني، لمساعدتهم على إدارة مستويات السكر في الدم. وبالإضافة إلى ذلك، تبيّن أن اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات يساعد في إنقاص الوزن، كما تبيّن أن النظام الغذائي الكيتوني، وهو نظام عالي الدهون ومعتدل البروتين ومنخفض الكربوهيدرات، يكافح دهون البطن والأحشاء الضارة. وأشارت دراسة نُشرت في مجلة أوبيزتي “Obesity” إلى أن أفضل دفاع ضد دهون البطن هو تناول المزيد من الألياف القابلة للذوبان من الخضروات والفواكه والفاصوليا، وممارسة تمارين رياضية معتدلة. ووجد الباحثون أنه مقابل كل 10 غرامات زيادة في كمية الألياف القابلة للذوبان المستهلكة يوميا، تقل دهون الأحشاء بنسبة 3.7 بالمئة على مدار خمس سنوات. وبالإضافة إلى ذلك، أدت زيادة النشاط المعتدل إلى انخفاض بنسبة 7.4 بالمئة في معدل تراكم دهون الأحشاء خلال الفترة الزمنية نفسها. وكشفت الدكتورة كاري بيلولا، من جامعة بوليتيكنك كاليفورنيا في سان لويس-أوبيسبو بولاية كاليفورنيا، عن طريقة فعّالة للتخلص من الدهون المتراكمة في منطقة البطن. وجاء في مقال كانت نشرته في مجلة (ACSM’s Health & Fitness Journal) أن الحمية الغذائية الغنية بالألياف ومستوى منخفض من الدهون المشبعة تساعد في مكافحة تراكم الدهون في منطقة البطن والجزء العلوي من الجسم. واعتبرت أنه من الضروري تناول الخضروات والفواكه والبقول والحبوب والتخلّي قدر الإمكان عن تناول اللحوم الغنية بالدهون، والمعجنات والمواد الغذائية المصنّعة. وهذا النظام الغذائي يساعد أيضا في تخفيض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وأكدت بيلولا على عدم وجود حمية سحرية أو مكملات بيولوجية فعّالة تساعد في التخلّص من الدهون المتراكمة في منطقة البطن، مشيرة إلى ضرورة إجراء التمارين الرياضية بصورة دورية للتخلّص منها تدريجيا. كما أوضحت أن الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري ومتلازمة التمثيل الغذائي.
مشاركة :