حماية حرفة نسج السعف من الاندثار

  • 12/27/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يعد حي دبي بمثابة حجر الزاوية لأسبوع دبي للتصميم منذ انطلاقته بعام ٢٠١٥، حيث أنه الوجهة الأولى للصناعات الإبداعية في الشرق الأوسط ومنصة لدعم المواهب الصاعدة في المنطقة وازادا رواجه سنة تلو الأخرى حتى بلغ عدد الزوار ٧٥ ألف زائر من منطقة الشرق الأوسط وغيرها في عام ٢٠١٨. تقول المهندسة شهد فيما يتعلق بتصميم الكسوة التراثية التي شاركت بها في أسبوع دبي للتصميم : «كنت أريد أن أنقل شيئاً من أرواح السيدات الحرفيات والرجال الحرفيين التي يملؤها النشاط على الرغم من قدم الحرفة، وتقدمهم في السن تشتعل شمعة إبداعهم أثناء تعاملهم مع النخيل. يمزجون الألوان، ليعيدوا الحياة للسعف، وهذا التفاوت بين الماضي والحاضر شدني فأردت أن أعمل مع أصحاب هذه الحرفة المهددة بالانقراض لنقدمها بشكل عصري، لعلي أسلط الضوء على ما يقدمه هؤلاء المبدعون من تراث نوشك على نسيانه في سعينا للحياة الحديثة...» هكذا استلهمت شهد العزاز تصميمها الذي شاركت به في معرض «أبواب» لأسبوع دبي للتصميم بنسخته الخامسة بدعم من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء). تمثلت مشاركة المملكة هذا العام من خلال تصميم للمهندسة المعمارية الشابة « شهد العزاز» الذي عملت به على أخذ نسيج تقليدي للغاية وتحويله إلى مادة بناء نتاج تعاون مباشر مع الحرفيين المحليين من المقاطعات الشرقية بالمملكة ساعية لحماية حرفة نسج سعف النخيل من الزوال أو الاندثار. كما شرع العمل الضخم في إعادة تعريف المخرجات ومنتجات سعف النخيل التقليدية حيث غطت الكسوة المكونة من ٤ أنواع مختلفة من التصاميم المنسوجة والتي يبلغ طولها 13 متراً الجناح السعودي بالمعرض. تمكنت شهد العزاز أن تكون من الواعدات في المجال الإبداعي الهندسي فهي من أبرز معماريات المملكة العربية السعودية والمؤسسة لشركة معماريو العزاز، حاصله على شهادة في الهندسة المعمارية من جامعة مانشستر، وماجستير في التصميم المعماري وإدارة المشاريع من كلية إدارة الأعمال (آي إي) في عام ٢٠١٤م بتفوق. بدأت مسيرتها المهنية عندما انضمت إلى شركة إسبانية كمتدربة صيفية، لتعيّن لإدارة المشاريع في منطقة الشرق الأوسط حتى قامت بتأسيس مكتبها الهندسي الخاص الذي نال بدوره على جوائز عالمية تكريماً لتصماميه الرائدة. وهي ممثلة المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين في الرياض. تهتم العزاز مؤخراً بالمشاريع السكنية، ومفهوم العيش والتعايش في بيئة مريحة لإعادة بناء علاقة الإنسان بمسكنه. كما أنها تعمل على إطلاق سلسلة خاصة من قطع الأثاث بتوظيف أفضل تقنيات النحت على الرخام في إيطاليا، بعد أن انتهت من تصميم سجادة ستباع بالمزاد في العاصمة البريطانية لندن. وقد صرحت بشأن تجربتها مع مركز إثراء:» وصلتنا دعوة من الجهة المنظمة لأسبوع دبي للتصميم لنقدم فكرة تصميمية لتمثيل جناح المملكة العربية السعودية في معرض «أبواب»، وقد وقع بحمد الله الاختيار علينا وعملنا جاهدين معهم على تطوير الفكرة بكل حماس.. فكان مركز إثراء هو الراعي الممول لجناح المملكة، ومعنا في كل مراحل تطور التصميم حتى انتهينا. ولا شك أن أهم ما يميز أسبوع دبي للتصميم هو العدد الكبير من الزائرين والقادمين من شتى أنحاء العالم، فأسبوع دبي للتصميم يعد المهرجان الإبداعي الأكبر في المنطقة، وتعد هذه المنصة عالمية تمكننا من عكس صورة أتمنى أن تكون مشرفة للمملكة..» وأشارت بحديثها عن أبرز انجازات المملكة في مجال الهندسة قائله: « فقد شهدنا في السنوات الماضية افتتاح معالم عمرانية بالمقاييس الدولية في منطاق مختلفة في المملكة والتي صممت من قبل أهم المعماريين، على سبيل المثال: مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية الذي صممته المعمارية الراحلة زها حديد. ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي ( إثراء ) في المنطقة الشرقية. ومن المهم ايضاً ذكر التطوير وإعادة التأهيل في حي البجيري التاريخي، والدي أدرج في قائمة التراث العمراني لدى اليونسكو. ستنعكس كل هذه الإنجازات على الوعي العام للمجتمع، حيث إن الارتقاء بالفن المعماري من أهم العوامل التي ستضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة. لمحة عن أسبوع دبي لتصميم تطلق دبي فعالياتها للتصميم سنويا تحت رعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم في حي دبي للتصميم والتي تتضمن سلسلة من المعارض والورش المحاضرات في مجالات التصميم المختلفة كالفن المعماري وتصميم المنتجات والديكور الداخلي والوسائط المتعددة والتصميم الغرافيكي إضافة لعروض المعالم الفنية المتنقلة التي استقبلت محترفي القطاع الخاص والجمهور. ويعدّ أسبوع دبي للتصميم نقطة تجمّع متاحة للمصممين والمبدعين في أرجاء المنطقة. تقول روان قشقوش المدير الإبداعي لمبادرة أبواب: «يعد معرض «أبواب» مشروعاً معمارياً مكرساً لعرض تصاميم المجتمع الإبداعي المزدهر من ثلاث مناطق تقع دبي في مركزها. ويتطلع المعرض إلى مد جسور التواصل بين هذه المناطق المتباعدة عبر التصميم وما نقوم به هو محاولة إظهار المشهد الإبداعي لما يحدث في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا كل عام ، والذي يتطور باستمرار» علّقت خديجة البستكي، المديرة التنفيذي لحي دبي للتصميم: «يسهم حي دبي للتصميم بدور حيوي في ترسيخ مكانة دبي ودولة الإمارات كوجهة عالمية للتصميم والفنون والإبداع، وفي هذا السياق يقوم الحي بدور محوري في تطوير وترسيخ مكانة أسبوع دبي للتصميم كواحد من أضخم فعاليات التصميم بالمنطقة»، لافتة إلى أن «الحي ي ّمكن المصممين الطموحين من تحويل أفكارهم الخلاقة إلى قصص نجاح تجاري من خلال توفير منصة هامة تعمل على الترويج للمواهب الإبداعية الكثيرة المتواجدة في دولة الإمارات ومختلف أنحاء المنطقة. ولكونه الجهة الأبرز في مجال التصميم إقليمياً، يمثّل الحي حافزاً هاماً لمنظومة قطاع التصميم بكاملها، ويتيح مجموعة من الفرص للشركات الإبداعية لكي تعزز تواجدها عن طريق التعاون بين المصممين والعلامات التجارية، ورعاية مواهب المستقبل».

مشاركة :