العلماء: تفجير «القديح» عمل جبان يهدف إلى ضرب وحدة الشعب السعودي

  • 5/23/2015
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

أكد كبار العلماء والمشايخ أن الحادثة الإرهابية التي استهدفت المصلين في صلاة الجمعة أمس، في بلدة القديح في محافظة القطيف شرق السعودية، جريمة نكراء لا تصدر من مسلمين، مؤكدين أن الإسلام بريء من هذه الأفعال الإجرامية الجبانة. ووصف العلماء هذه العملية بالجريمة البشعة التي تهدف إلى ضرب وحدة الشعب السعودي، وزعزعة استقراره، مشيرين إلى أن من يقف وراء هذه الأحداث الإجرامية إرهابيون مجرمون لهم أجندات خارجية، وليس لهم ذمة ولا يراعون حرمة، وغاظهم أشد الغيظ قيام المملكة بواجباتها الدينية والعربية والإسلامية. وقال الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء، إن هذا العمل الإجرامي هو منهج الأعداء بالإجرام والإفساد واختراق صفوف الأمة، واصفاً العمل بأنه إجرام وعار وإثم عظيم. نظارة طبية هي ماتبقت من مصل طاله التفجير الإرهابي. تصوير : عيسى الدبيسي ـ ( الاقتصادية ) وأضاف آل الشيخ: "لعن الله من خطط ودبر له وأعان عليه، والواجب علينا تقوى الله، وأن نكون يداً واحدة، وأن نؤيد ولاة أمرنا، ونشدّ أزرهم، وندعو الناس للتآلف بينهم". وقال إن هذا الحادث حادث مؤثم إجرامي تعمدي, حادث خطير يقصد المنفذون من ورائه إيجاد فجوة بين أبناء الوطن ونشر العداوة والفتن في هذا الظرف العصيب, والمملكة تدافع عن حدودها الجنوبية فأرادوا بهذا العمل إشغالها بتنفيذ هذا المخطط الإجرامي الذي يهدف من وراءه إلى تفريق صفنا وكلمتنا وإحداث فوضى في بلادنا, ولكن ولله الحمد الأمة متماسكة مجتمعة متآلفة تحت دين الله جل وعلا ثم تحت راية قيادتنا المباركة الحكيمة التي تسعى وتبذل جهدا في توحيد المجتمع وتقوية روابطه فيما بيننا جميعا". وأضاف أن هذا العمل الإجرامي لم يفعلوه انتصارا لدين الله ولكن فعلوه لأجل الوصول به إلى كل جريمة وإلى كل فساد وإلى كل إجرام ، فواجبنا جميعا تقوى الله في أنفسنا, وأن نكون يداً واحدة ، مستشهدا بقوله تعالى (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ). وأدان الدكتور وليد بن محمد الصمعاني وزير العدل رئيس المجلس الأعلى للقضاء العمل الإرهابي الآثم الذي استهدف مسجداً ببلدة القديح في محافظة القطيف عقب صلاة الجمعة أمس. وقال إن هذا العمل الآثم الجبان فعلٌ مجرّمٌ لا تفعله أو تُقرّه وترضى به إلا أنفسٌ ملأها الحقد والبغض لما تعيشه بلادنا من تآلفٍ ووحدةٍ أغاظت الأعداء ومرضى النفوس، مبديا استنكاره لمثل هذه الأعمال الإرهابية الآثمة التي تستهدف أرواح الأبرياء والآمنين التي لا يقرها ديننا الحنيف وشريعتنا الإسلامية. وشدد الدكتور الصمعاني على أن القضاء في المملكة الذي يستمد أحكامه من الشريعة الإسلامية سيقف بحزم وعدل في وجه كل مفسدٍ وعابثٍ بأمن البلاد؛ تحقيقاً للعدالة وتعظيماً لحق الأنفس المعصومة التي جاءت الشريعة بحفظها والتشنيع على من استهان بها، مستشهدا بقوله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا)، واستتباباً للأمن الذي امتن الله به على عباده وجعله من أعظم النعم قال تعالى (الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ). وشدد على أن القضاء الشرعي في المملكة ستكون أحكامه رادعة وحازمة في حق كل من يثبت تورطه أو تحريضه أو تأييده لمثل هذه الأعمال الإجرامية الدنيئة؛ وذلك بعد استيفاء الضمانات القضائية والإجراءات التي تحقق العدالة وتحفظ الحقوق وتردع الجناة والمفسدين بكل حزم وقوة. وأكد الشيخ سلمان بن محمد النشوان الأمين العام المتحدث الرسمي للمجلس الأعلى للقضاء أن هذا العمل الإجرامي الخبيث لا يمت إلى الإسلام والدين بأي صلة ولا يمكن تصور أن يرتكبه مسلم عاقل عالم بالحلال والحرام مدرك لحرمة الدماء وعصمتها، ما يدعونا للحذر بأن هناك أيادي خفية تسعى لزعزعة الأمن في بلادنا وإيجاد الفرقة وزرع بذور الطائفية البغيضة بين أبناء الوطن بإيقاد نيران الخلافات المقيتة، التي لها نتائجها الخطيرة في المجتمع وتؤدي إلى الشقاق والفرقة والخلاف ونشر البغضاء والكراهية، التي لها نتائجها السيئة على البلاد والعباد. وأضاف النشوان: "إننا أحوج ما نكون في هذا الوقت لتوحيد صفنا, والوقوف خلف ولاة أمرنا, وعدم إتاحة الفرصة للقوى الخارجية لتحقيق أهدافها التي شرقت بعاصفة الحزم ومن بعدها إعادة الأمل لأنها ستنهي وجودهم في المنطقة, وتفشل مخططاتهم الخبيثة المكشوفة المليئة بالدمار والقتل". وأوضح أنه عند وقوع مثل هذه الحوادث الغريبة والدخيلة على مجتمعنا تكثر الأقاويل والشائعات وأحاديث المجالس التي لا تستند إلى حقائق وإثباتات, والواجب الاعتماد على البيانات الرسمية التي تصدرها الجهات الأمنية المختصة في البلاد فرب كلمة تبلغ الآفاق ويتلقاها الناس وهي محض كذب وافتراء توغر الصدور وتخدم الأعداء, فينبغي الحذر من نقل و ترويج الشائعات. إلى ذلك أشار الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد الأمين العام لهيئة كبار العلماء، إلى أن وعي الشعب السعودي سيكون أقوى رادع لهؤلاء الإرهابيين الذين نزع الإيمان من قلوبهم، ويطمعون أن يوقعوا الفتنة بين أفراد هذا الشعب الكريم الذي اجتمع على ولاة أمره وتحقق له الأمن والرخاء والاستقرار في محيط مضطرب تعصف به الفتن والحروب. ودعا الشيخ الماجد الجميع من مواطنين وعلماء ومثقفين أن يتنادوا إلى تقوية اللحمة الداخلية وتفويت الفرصة على الأعداء المتربصين الذين ما فتئوا ومنذ عقود يتحينون الفرصة لخلخلة أمن واستقرار بلاد الحرمين الشريفين، مبيناً أن الله تعالى لهم بالمرصاد ثم المواطن الذي هو رجل الأمن الأول ورجال أمننا البواسل الذين قدموا أرواحهم في سبيل الدفاع عن حرمات هذا الدين وحدوده وأمنه واستقراره، منوهاً أن ثقة الشعب بهم كبيرة لتقديم من يقف خلف هذه العملية الإرهابية للقضاء لينال عقوبته الشرعية الرادعة.

مشاركة :