يتفق عشاق كرة القدم على صعوبة التوقعات لمباريات تلعب على التفاصيل الصغيرة ويحكمها خطأ من مدرب أو لاعب أو حكم حتى بوجود تقنية VAR، ولعلي أبحر معكم اليوم في هذه المجنونة التي لم نعد قادرين على التكهن بنتائجها، فها هو “مانشستر يونايتد” يهزم “مانشستر سيتي” بمدربه العظيم “قوارديولا” ثم يلحق به “توتنهام” بإشراف “مورينهو”، لكنه يخسر أمام متذيل الترتيب الذي يحتاج لمعجزة لتفادي الهبوط ليؤكد دون شك أن “المستديرة مجنونة”. يقولون كرة القدم “سهلة”، لكني أراها لعبة “صعبة ومعقدة وغامضة” كل من حاول فهمها زاد جنوناً بتقلباتها التي لا تهدأ، فمهما بلغ احتراف النجوم وخبرة مدربهم وحنكة إدارتهم فإن تلك المعطيات لا تنقذهم من الوقوع في مصيدة اللعبة التي نعشقها، فقد جرت العادة أن المباراة المضمونة هي الأكثر بعداً عن الضمان مثلما رأينا “بطل آسيا رابع العالم” يتعثر أمام “الحزم”، وربما لو كانت المباراة في “كأس الملك” لغادر البطولة لأن “المستديرة مجنونة”. من يحاول فكّ شفرة كرة القدم ستكون المفاجأة عليه أكبر وأصعب لأن الشواهد في التاريخ تقول لنا استمتعوا باللعبة الجميلة وتقبلوا قسوتها برحابة صدر، فمثلما تمنحك السعادة بالفوز بالمباريات والبطولات تسلبك الفرح في أصعب الأوقات بالأهداف القاتلة والريمونتادات، وفي ذاكرة كل قارئ لحظات يتذكرها والدموع تملأ عينه بالفرح مرات وبالحزن مرات أخرى، ويصبح الأمر أصعب حين تتعرض صحة العاشق للخطر لأن معشوقته “المستديرة مجنونة”. تغريدة tweet: سألت نفسي عن شعور النجوم الذي يفترض أن يكون أضعاف مشاعر الجماهير، فزاد احترامي لهم وتقديري لصبرهم وتضحياتهم وتحملهم للمسؤولية الجسيمة، وضعت نفسي في مكان النجم الذي يسدد ركلة الترجيح الأخيرة التي تعني تحقيق البطولة أو ضياعها فزادت دقات قلبي من مجرد التفكير بخيال لا يمكن أن يصبح واقعاً، وكنت دائماً أتذكر أمهر لاعب أنجبته “إيطاليا” الموهوب “باجيو” حين طوّح بركلة الترجيح الأخيرة فوق العارضة ليمنح “البرازيل” كأس العالم 1994، وتأكدت بأنها اللحظة الأسوأ في حياته وتساءلت عن آثارها الباقية في نفسه حتى اليوم، وحينها أدركت حجم المعاناة التي يعاني منها النجوم الذين يحسدهم الغالبية على الشهرة والمال، لكنهم يدفعون الثمن غالياً من حياتهم وحرياتهم وقبل ذلك تقلبات المستديرة المجنونة التي لا ترحم، وعلى دروب العشق نلتقي،
مشاركة :