شهدت العاصمة العراقية بغداد ليل الجمعة توافد آلاف المتظاهرين في مسيرات غاضبة لتجديد مطالبهم والتأكيد على التمسك بها. وكرر المحتجون المناهضون للحكومة في بغداد مطالبتهم برئيس وزراء مستقل عن الأحزاب السياسية. كما هتفوا في ميدان التحرير بشعارات تندد بالأحزاب السياسية وتطالب باختيار رئيس وزراء مؤهل من الشعب بعيدا عن النخبة السياسية التي تحكم البلاد منذ عام 2003. في حين أفيد بمقتل متظاهر بالرصاص الحي في ساحة الوثبة وسط بغداد. إلى ذلك، شهدت كربلاء والبصرة (جنوب العراق) تحركات مماثلة وقطع طرقات. وكانت القوات المسلحة اعتبرت أن من يقوم بقطع الطرقات لا يعتبر متظاهراً بل مخرباً. ودعا الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء الركن عبد الكريم خلف، الجمعة، المتظاهرين إلى مساندة القوات الأمنية لاعتقال المخربين الذين يقومون بقطع الشوارع وحرق المؤسسات. وقال إن "القوات الأمنية تقف مع المتظاهرين في مطالبهم المشروعة، وتؤمن لهم الحماية في مناطق محددة للتظاهر في المحافظات وبغداد"، داعياً "المتظاهرين إلى مساندة القوات الأمنية لاعتقال المخربين الذين يقومون بقطع الشوارع وحرق المؤسسات، فضلاً عن تخريب المحال التجارية".الخزعلي يهدد صالح في المقابل، هاجم زعيم حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، الرئيس العراقي برهم صالح مهدداً إياه بالإقالة على خلفية رفض الأخير تكليف مرشح تحالف البناء لتشكيل الحكومة الجديدة. وقال في مقابلة تلفزيونية مساء الجمعة إن "الخطوة الأخيرة لرئيس الجمهورية لم تكن مبررة، والحجج التي أعطاها لم تكن منطقية، والدستور يحتم عليه تكليف مرشح الكتلة الأكبر بالبرلمان"، معتبراً ما قام به "مكر وخداع". كما رأى أن الاعتراض على مرشح معين ليست وظيفة رئيس الجمهورية بل الكتل المتنافسة، وإذا اعترض على مرشح معين يصبح طرفا سياسيا غير محايد."وكان رئيس الجمهورية، أعلن يوم الخميس، في رسالة مكتوبة استعداده لوضع استقالته أمام أعضاء مجلس النواب، فيما قدم اعتذاره عن تكليف مرشح كتلة البناء (أسعد العيداني) لرئاسة الحكومة المقبلة."البصق على الرئيس"! في حين شن عدي عواد النائب عن كتلة "صادقون" (الموالية للخزعلي) هجوما عنيفاً على صالح بسبب رفضه لمرشحي "البناء" الذي ينتمي اليه "صادقون" داعياً العراقيين الى "البصق" على رئيس الجمهورية.التدخلات الخارجية تتصاعد من جهته، حذر الأمين العام لمجلس النواب العراقي، سيروان عبدالله سيريني، من التدخلات الخارجية في تشكيل الحكومة. وقال في بيان ليل الجمعة إن التدخلات الداخلية و الخارجية غير المشروعة في تشكيل الحكومة واختيار رئيسها تتصاعد، وهي ليست مثل كل مرة بل شهدت زيادة ملحوظة وكل يضغط باتجاهه، مضيفاً أن الحوارات بين الأطراف تكاد تكون معدومة إلا ما كان منها جانبي وعلى مستوى ضيق ويغلب عليها صفة المصالح الفئوية. كما دعا جميع الأطياف العراقية إلى الجلوس إلى طاولة الحوار، وإطلاق مبادرة وطنية تتبناها شخصيات تحظى بقبول شعبي. إلى ذلك، طالب العودة إلى الدستور الذي أصبح يخترق بشكل مستمر، مشدداً على وجوب جعله الفيصل في حل الخلافات لإنقاذ العراق والعراقيين من كارثة قال إنها على وشك أن تدمر الجميع. وشدد على أن إشراك الشباب وأصحاب الكفاءات في قيادة الدولة يجب أن يكون من أولويات الحكومة المقبلة. وشهد اليومين الماضيين هجمة إيرانية الملامح، تمثلت بحملة انتقادات وتخوين طالت صالح من قبل فصائل وكتل برلمانية موالية لإيران. واتهم تحالف "البناء" الذي يقوده هادي العامري ونوري المالكي، الرئيس العراقي بمخالفة الدستور، وبانتهاج سياسة قتل الوقت، داعياً البرلمان لإقالته. في المقابل، دعت كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني الجمعة، القوى السياسية إلى تفهم موقف الرئيس برهم صالح. وأضافت الكتلة (التي ينتمي إليها الرئيس العراقي) أنه يجب على القوى السياسية تغليب مصلحة الوطن العليا ووقف سياسة الضغط.
مشاركة :