نعى الدكتور غانم السعيد عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر، وفاة الدكتور عبد الصبور فاضل عميد كلية الإعلام السابق، والذي وافته المنية أول أمس الخميس الماضي عن عمر يناهز 61 عاما.وقال السعيد في رثاء فاضل، تعرفت عليه في البداية في المدينة الجامعية، حيث كان يسكن في غرفة مجاورة لغرفتي، ثم ازدادت معرفتي به حينما رأيته زميلا في كلية اللغة العربية، هو في قسم الصحافة والنشر، ذلكم القسم الذي كنت أتمنى الالتحاق به، وأنا في الشعبة العامة.أضاف كانت ملامحه تقول: إنه طالب جاد، وشعاع عينيه يقول ؟ إنه صاحب همة وعزيمة، تخرجنا معا في دفعة واحدة، وتم تعييننا معا معيدين في تخصصاتنا، ثم قرَّبت بيننا الظروف أكثر حينما اكتشفنا أننا نسكن في منطقتين متجاورتين، هو في دار السلام، وأنا في المعادي القديمة، فصارت بيننا علاقة أسرية تقوم على التزاور والود والمحبة، عرفت فيه جِدَّه واجتهاده، كما عرفت فيه الرجل الصعيدي القوي الشكيمة، صاحب الإرادة الفولاذية، والعزة والكرامة التي تهون دونها الرقاب.أوضح السعيد، عرفت فيه أيضا إنسانيته الشديدة، وطيبة قلبه، وبشاشة وجهة، ونقاء سريرته، توليت كلية الإعلام بعد عمادته لها، فكان نعم الناصح والموجه والمعين ما كلفته بعمل أيا كان إلا استقبله برضا تام، وإنجاز سريع، تولى مهمة تسيير أعمال قسمه، فلما كانت الظروف تتطلب تولية زميل آخر، سلم المسئولية بكل أريحية وأبدى استعداده لمساعدته والوقوف بجانبه، وكانت آخر مسؤولياته رئيسا للكنترول العام، فقام بالمهمة خير قيام، حيث الالتزام والانضباط.استطرد قائلا،كان آخر يوم له في الكلية قبل وفاته بساعات، حيث جاء إلى الكلية في هذا اليوم وشارك في اجتماع قسمه وساهم بكثير من الآراء، اتفق واختلف مع زملائه ولكن بموضوعية حرصا على المصلحة العامة، التقى في هذا اليوم بأغلب من في الكلية من أعضاء هيئة التدريس وهيئة معاونة والموظفين والعمال، كان يسلم عليهم بحرارة، ويسأل عن أحوالهم بطريقة غير معهودة.وفي نهاية يوم عمل أنجز فيه كل مهامه، ركب سيارته قاصدا بيته، وأخذ يصعد السلم فشعر بضيق في التنفس وكان معه بعض أفراد أسرته فتساند عليهم حتى دخل شقته، وهناك فاضت روحه إلى بارئها في سلاسة وهدوء وسكينة، ليُخَتم لأخي وصديقي وحبيبي ورفيق دربي الدكتور عبد الصبور فاضل عميد كلية الإعلام السابق، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بأحسن خاتمة ليلقى ربه شهيد علم وعمل، وبقيت أنا الوحيد الذي لم أحظ بوداعه في هذا اليوم، وكأنه أراد الترفق بي من لحظات وداع تدمي القلب وتثير الشجن والألم، فترك اللقاء مفتوحا على أمل أن يجمعني الله به في جنة الفردوس.رحمك الله أخي الحبيب، وصديقي الوفي، وزميلي العزيز.وأعدك بأن رسالة موتك العاجل قد وصلتني بكل إشاراتها ودلالاتها.طبت، وطابت موتتك، وتبوأت من الجنة منزلا.إنا لله وإنا إليه راجعون
مشاركة :