منذ أن دوت صافرة الفرنسي الدولي "بينويت ميلوت" معلنة نهاية السباق المثير نحو لقب دوري عبداللطيف جميل باكتفاء الأهلي بالتعادل مع ضيفه التعاون وتجاوز النصر عقبة الهلال، لم يكن يتردد على لسان جل الأهلاويين سوى "قدر الله وما شاء فعل"، خصوصا بعد مسلسل تنافسي طويل أثبت فيه فريقهم أنه صاحب نفس طويل وقادر على تحقيق بطولة أصبحت تعانده طويلا، وأكدت جماهيره أن خسارة لقب أو مباراة لن تبعدهم عن فريقهم رافعين عبارة "نعم نحزن لكن لن نسقط"، ورأوا أن فريقهم بطل غير متوج. تعثر البدايات انقسم الأهلاويون بعد حسم أمر لقب دوري عبداللطيف جميل لمصلحة النصر، ما بين مقتنع بما قدمه الفريق وآخرون يرون أن الفريق أخفق في البدايات بتعادله في تسع مباريات في المسابقة، خمس منها في بداية الدوري، أفقدت الفريق المنافسة على لقب الدوري وأمام فرق الوسط، تلك الانتقادات كانت متباينة، بيد أن الجميع وبوعي رفض أن يهضم حق موسم كامل تميز فيه الفريق من خلال عمل جماعي قدمه الجهازان الفني والإداري واللاعبون، واتفقوا أن هناك أخطاء تحتاج إلى الكثير من التغيرات في الفريق مستقبلاً، وأن الأهم في هذه الفترة المحافظة على مكتسباته وتدعيمه ببعض العناصر في مراكز مختلفة بعناصر محلية وأجنبية. نجاح جماعي تمثلت نجاحات الأهلي هذا الموسم في بلوغه دور الـ16 من دوري أبطال آسيا دون خسارة متصدرا مجموعته، مع العلم أنه تأهل عبر الملحق الآسيوي، بالإضافة إلى تحقيق الفريق لقب كأس ولي العهد، في ظل عمل كبير وجاد قامت به الإدارة في معالجة أخطاء المواسم السابقة منذ البداية وبحثت عن إظهار الفريق بشكل قوي بجلب بعض اللاعبين المحليين الذين حققوا نجاحات مميزة مع الفريق وأثبتوا أنهم من مكتسبات هذا الموسم. منافسة وفرض فلسفة نافس الأهلي بشراسة في بطولة الدوري مع النصر وكان التنافس معه نقطيا ولم يكن ميدانيا بعد أن تفوق على المتصدر ذهابا وإيابا وكان الفريق الوحيد الذي أذاقه الخسارة مرتين، وفرض مدربه السويسري جروس فلسفته التدريبية على الفريق دون أي خسارة، بيد أن البدايات لم تخدمه، وتحمل الكثير من العقبات وأثبت أن الطموح لا يقتصرعلى الأسماء فقط واستطاع أن يحقق مستويات ونتائج مميزة مع الفريق وفرض شخصيته على اللاعبين بالقرب منهم والتعامل النفسي الجيد والتعامل بهدوء بعد أي اهتزاز، حيث كان يسير بالفريق بثبات في المرحلة الثانية من الدور الثاني مواجها الإصابات بالتدوير بين اللاعبين مما أربك عمله في المباريات الأخيرة. برازيليان خارج الخدمة لم يكن للعنصر الأجنبي، وتحديدا المحترفين البرازيليين سيزار وأوزفالدو الظهور والتأثير الكبير على مسيرة الفريق، إذ لم يعتمد عليهما المدرب كثيراً بعد اقتناعه بأنهما لن يضيفا الكثير بعد أن كان الأهلاويين يتأملون في ظهورهما بالسمعة المعروفة عنهما، بعكس المحترفين العرب عمر السومة ومحمد عبدالشافي حيث قدما الكثير وكانا أكثر حماسا وتأثيرا في الفريق. إصابات وخلل عانى الأهلي من غيابات أبرز نجومه في معظم خطوطه بسبب الإصابات، وكان التأثير الأكبر هجوميا، بعد غياب هدافه عمرالسومة خلال المواجهات الأخيرة حتى وبديله مهند عسيري يسجل النجاح تلو الآخر وفي ظل اعتماد الفريق عليه عاودته الإصابة، وسبقه الشاب صالح العمري الذي كان خيارا ثالثا، ما جعل جروس يضطر لخوض بعض المباريات دون مهاجم رئيسي، معتمدا على اجتهاد بعض لاعبي الأطراف وعلى مهارات لاعبي الوسط للوصول إلى مرمى الخصم. الخلل الفني الآخر لم يسع الجهاز الفني للتعامل معه بالشكل الصحيح، وتمثل في ضعف الانسجام بين خطي الدفاع والوسط وبعض الثغرات وحالة غياب التفاهم بين حارس المرمى عبدالله المعيوف وقلبي الدفاع، والفراغ بين المحور والخط الخلفي والذي شهد وصول المنافسين لمرمى المعيوف من خلال هجمات مرتدة وسريعة كلفت الفريق الكثير. انزعاج ومطالبة بالحقوق حالة الغضب والانزعاج لعدم تحقيق الفريق بطولة الدوري هذا الموسم، دفعت جماهير الأهلي مسؤولي ناديها بالمحافظة على الفريق واستقراره، مع إحداث تغييرات بسيطة وضرورية تضمن مواصلة الفريق على هذا النهج مستقبلا وعدم هدم كل شيء تم بناؤه، دون أن تغفل مطالبتهم بعدم السكوت عن حقوق الأهلي والتي سلبت في هذا الموسم بأخطاء تحكيمية رأت أنها سلبت 12 نقطة كاملة، موثقة واعترف بها جميع المحللين التحكيميين، وأن يكون للإدارة صوت قوي وتغيير خطابها الإعلامي والدفاع عن حقوق النادي فلا مجال للصمت مستقبلاً.
مشاركة :