سقوط مشفى جسر الشغور بيد المعارضة السورية يفتح باب السيطرة الكاملة على إدلب

  • 5/23/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بعد نحو شهر من سيطرة قوات المعارضة السورية على مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب، ومحاصرة نحو 250 من قوات النظام وعائلاتهم داخل المشفى الرئيسي في المدينة، نجحت الكتائب المعارضة المقاتلة، وبضمنها «جبهة النصرة»، يوم أمس، دخول المشفى في خطوة تعزز مساعي سيطرتها على كامل المحافظة. رامي عبد الرحمن، مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رجّح أن يكون خروج القوات المحاصرة «تم في إطار تسوية مع كتائب المعارضة أو بقرار من النظام بالمخاطرة بقواته ودفعهم إلى الفرار بعد عجزه عن فك الحصار عنهم». وقال عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»: «كل المؤشرات تدل على أن سقوط المشفى تم نتيجة صفقة، فمن غير الطبيعي أن ينسحب كل هذا العدد من قوات النظام وعائلاتهم تحت أنظار المسلحين الذين كانوا يحاصرونهم من كل الجهات». وأوضح عبد الرحمن أنّه وبعد السيطرة على المشفى، تكون قوات المعارضة اقتربت كثيرًا من السيطرة على محافظة إدلب كاملة، موضحًا أن «النظام لم يعد يسيطر إلا على حواجزه في بعض المناطق في جبل الأربعين ومناطق أخرى جنوب وشرق جسر الشغور وعلى مطار أبو الضهور العسكري». وأردف: «يبدو أن النظام بدأ يتحضر عمليًا للانسحاب من المحافظة كاملة». وحسب عبد الرحمن، ونتيجة التطورات الميدانية الأخيرة، فقد بات النظام يسيطر فقط على 23 في المائة من مجمل مساحة سوريا. وجاء في بيان لـ«المرصد» أن «سيطرة (جبهة النصرة) وفصائل معارضة أخرى على المشفى الوطني عند الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة جسر الشغور، بشكل كامل»، جاء «بعد تمكن عشرات العناصر من قوات النظام من الفرار باتجاه عناصر آخرين ومسلحين موالين لهم كانوا يحاولون التقدم من عدة محاور نحو المستشفى لفك الحصار المستمر عنه منذ 25 أبريل (نيسان) الماضي». وقال البيان إن «اشتباكات شهدها محيط المشفى ترافقت مع تنفيذ الطيران الحربي غارات مكثفة على تمركزات المقاتلين داخل المشفى وفي محيطه، مما أدى لمقتل وجرح وأسر عدد من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينما لا يزال مجهولاً حتى اللحظة، مصير العناصر التي تمكنت من الفرار». وأوضح عبد الرحمن أن الطيران الحربي السوري نفذ بعد السيطرة على المشفى ما لا يقل عن 60 غارة على مناطق في محيط مدينة جسر الشغور ومنطقة المشفى، ترافق مع قصف لقوات النظام بأكثر من 250 قذيفة. وذكر المرصد في وقت سابق أن «قتالاً عنيفًا دار ليل الخميس - الجمعة في المنطقة في مسعى على ما يبدو من الجيش السوري والمقاتلين المتحالفين معه لإحراز تقدم وكسر الحصار». وأضاف أن طائرات حربية سورية شنت 22 ضربة جوية على الأقل في المنطقة في حين أسقطت طائرات هليكوبتر براميل متفجرة. وبينما قالت «جبهة النصرة» عبر موقع «تويتر» إن «القوات الحكومية فرّت وإن المجاهدين يطاردونهم وينصبون لهم الكمائن»، أفاد التلفزيون الرسمي السوري أنه «تم تحرير الجنود المحاصرين في مشفى جسر الشغور بمحافظة إدلب»، زاعمًا أنه أمكن «فك الطوق في عملية جرى التنسيق لها بالغارات الجوية والقصف المدفعي». وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد وعد في السادس من مايو (أيار) بأن «الجيش سوف يصل قريبًا إلى أولئك الأبطال المحاصرين في مشفى جسر الشغور من أجل متابعة المعركة ودحر الإرهاب». وأظهرت صورة بثها الحساب المنسوب لـ«جبهة النصرة» على «تويتر» عشرات الأشخاص يخرجون من مبنى لحقت به أضرار جسيمة قيل إنه مبنى المشفى. وكتب تحت الصورة أن «القوات تعرضت للمهانة والهزيمة بسبب شدة الحصار». أما شبكة «الدرر الشامية»، فذكرت أن «كتائب الثوار سيطرت على مشفى جسر الشغور بالكامل، بعد هروب قوات الأسد من داخله»، لافتة إلى أن «عملية الهروب جاءت قبل ساعات قليلة من تفجير نفق تحت المشفى قام الثوار بتجهيزه سابقًا، حيث أحدثت العناصر الفارة ثغرة وهربت منها». وبثت «الجبهة الشامية» فيديو يُظهر عنصرين لها داخل نفق قال أحدهما إنّه كان سيجري تفجيره للسيطرة على المشفى. ومن جانبه، نقل «مكتب أخبار سوريا» عن أحد الناشطين قوله إن عناصر القوات النظامية «هربت بشكل عشوائي» إلى بساتين الزيتون جنوب المشفى باتجاه قرية الكفير، التي تعد أقرب نقطة عسكرية تابعة للنظام جنوب المدينة، وذلك بعد سقوط صاروخ من قبل الطيران النظامي على المشفى «عن طريق الخطأ»، مرجّحًا أن العناصر النظامية «ظنّت بأن الصاروخ كان عربةً مفخّخة» لـ«جيش الفتح». وأكد الناشط أن فصائل «جيش الفتح» قتلت «أكثر من 25 عنصرًا نظاميًا وأسرت 50 آخرين»، خلال اشتباكات وصفها بـ«العنيفة» دارت بين الطرفين أثناء خروج من تبقى من العناصر النظامية في المشفى، في حين سقط ستة مقاتلين تابعين للمعارضة قتلى، خلال استهداف الطيران الحربي لمواقعهم. وكثّف الطيران الحربي من غاراته الجوية على محيط المشفى في محاولة منه لتأمين غطاء جوي لعناصره الموجودين في البساتين الزراعية، مسجلاً حتى الساعة أكثر من 65 غارة استهدفت محيط المشفى، بحسب المكتب.

مشاركة :