سيطرة المعارضة السورية على «جسر الشغور» الاستراتيجية تضعها على تخوم الساحل

  • 4/26/2015
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

سيطرت فصائل المعارضة السورية المسلحة بشكل كامل على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية بشمال غربي سوريا، وذلك وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام استغرقت ثلاثة أيام. ومن شأن هذا الإنجاز فتح الطريق في اتجاه محافظة اللاذقية بغرب البلاد ذات الثقل العلوي. وفي حين استمر القصف على أحياء المدينة الواقعة في ريف محافظة إدلب الجنوبي الغربي بالقنابل العنقودية، شنت طائرات النظام العسكرية أكثر من 15 غارة جوية حتى اللحظة على الأقل، وفق ما ذكر «مكتب أخبار سوريا»، بينما أقر الإعلام الرسمي السوري بانسحاب قوات النظام من المدينة، متحدثا عن «إعادة انتشار ناجحة» في محيطها. «المرصد» أفاد أمس بأن هناك «ما لا يقل عن ستين جثة لعناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينهم ضباط، منتشرة في الشوارع بعدما قتلوا خلال المعارك التي أدت إلى السيطرة على جسر الشغور». وأشار إلى دخول آلاف المقاتلين إلى المدينة وانسحاب العدد الأكبر من قوات النظام، وإلى استمرار الاشتباكات في نقاط محددة بجنوب المدينة وشرقها. كذلك، ذكرت «شبكة الدّرر الشامية» أنّ مقاتلي «معركة النصر» تمكنوا من السيطرة على المنطقة الأمنية أو «المثلث الأمني» في جسر الشغور بشكل كامل بعد معارك طاحنة. وأشارت إلى أن المقاتلين دخلوا المدينة من عدة محاور ليُحكموا سيطرتهم على مركزها وأحيائها بشكل كامل في حين لا تزال تتركز الاشتباكات على بعض الجيوب في محيطها. وأوضح «مكتب أخبار سوريا» أنّ سيطرة الفصائل على المدينة جاءت بعد معارك طالت أياما مع القوات النظامية، دار آخرها داخل «المثلث الأمني» ومحيط المستشفى الوطني، آخر معاقل القوات النظامية فيها، التي انسحبت من المدينة لدى تحريرها باتجاه قرية دورين في ريف محافظة اللاذقية الشرقي، وتحدث «المكتب» عن سقوط أكثر من 120 عنصرًا من قوات النظام بين قتيل وجريح منذ بدء العمليات داخل المدينة، بينما قتل وأصيب نحو 45 عنصرا في صفوف المعارضة. في هذه الأثناء أبلغ مصدر في المعارضة «الشرق الأوسط» أنّ النظام أعلن «حالة استنفار قصوى» في محافظة اللاذقية، معقل الرئيس السوري بشار الأسد، حيث بات الأهالي يعيشون حالة من القلق إثر وصول فصائل المعارضة على تخوم منطقتهم، وتحديدا في خطوط الدفاع الأولى لمنطقة القرداحة، بلدة الأسد، وفي ظل إدراكهم عدم وجود رؤية واضحة لدى النظام، لا سيما «أنّ هذه المنطقة كانت تعتبر معقل الضباط والشبيحة الهاربين». وما يجدر ذكره أنه لا يزال النظام وجوده محدودا في محافظة إدلب، يتمثل في مدينة أريحا وبلدة المسطومة (على بعد نحو 25 كيلومترا من جسر الشغور)، وبات مجمل المحافظة بين أيدي مقاتلي المعارضة، وأكد المصدر أنّ المعارك مستمرة في أريحا وقد يسيطر عليها مقاتلو المعارضة خلال أيام، وذلك بعدما نجحوا في السيطرة على منطقة اشتبرق، التي لا تبعد أكثر من 60 كيلومترا من جسر الشغور. وقال الناشط من «تنسيقية الثورة السورية» في إدلب خالد دحنون لوكالة الصحافة الفرنسية إن «جسر الشغور محررة بالكامل»، مشيرا إلى أن «مدينة أريحا محاصرة بالكامل، ومعسكري المسطومة والقرميد محاصران». على صعيد آخر، قال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إنّ النظام أرسل عشرات آلاف المقاتلين من أبناء الطائفة العلوية ليدافعوا عن الخطوط الأمامية لقواته ومناطق سيطرته، في محافظات حلب ودير الزور والحسكة، وإذا بهم يجدون آلاف المقاتلين من الفصائل المعارضة على تخوم قراهم في الساحل السوري. ولفت إلى أن النظام يتحدث عن مقاتلين شيشان وآخرين شاركوا في معركة جسر الشغور، لكنه لا يتحدث عن استعانته بمقاتلين أفغان وإيرانيين وعراقيين ومرتزقة ليقاتلوا إلى جانبه في درعا وإدلب وحلب ومناطق أخرى. ورأى عبد الرحمن أن جسر الشغور «أكثر أهمية من مدينة إدلب لأنها تقع على تخوم محافظة اللاذقية ومناطق في ريف حماه الشمالي الشرقي الخاضعة لسيطرة النظام». وأوضح أنّ للمدينة أهمية استراتيجية، كونها بوابة المنطقة الساحلية والنظام راهن عليها كثيرًا، وهي أول مدينة خرجت من يده عام 2011، والسيطرة عليها ستكون بداية نهاية قوات النظام في محافظة إدلب. ولقد نشر أحد الحسابات الرسمية لـ«جبهة النصرة» على موقع «تويتر» صورا لمقاتلي «النصرة» وهم يتجولون أو يجلسون إلى جانب طريق في «جسر الشغور المحررة»، مع أسلحتهم الخفيفة. كما بدت في الصور أعلام لـ«النصرة» مرفوعة على آليات وأبنية. كذلك، أظهرت تسجيلات مصوّرة، بثّها ناشطون إعلاميون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي من داخل جسر الشغور بعد سيطرة المعارضة عليها، عشرات الجثث، قالوا إنها تعود لجنود نظاميين قُتلوا خلال المواجهات مع مقاتلي المعارضة في الأيام القليلة الماضية. أما التلفزيون السوري الرسمي فأورد في شريط إخباري عاجل نقلا عن مصدر عسكري أن «وحدات من قواتنا الباسلة تعيد بنجاح انتشارها في محيط جسر الشغور تجنبا لوقوع ضحايا في صفوف المدنيين الأبرياء». وأضاف المصدر أن «قواتنا الباسلة تعزّز مواقعها الدفاعية وتوجه ضربات مركزة على تجمّعات الإرهابيين وخطوط إمدادهم في جسر الشغور». وكان «جيش الفتح»، وهو تحالف يضم «جبهة النصرة» وفصائل مقاتلة أبرزها حركة أحرار الشام، أعلن الخميس بدء «معركة النصر» الهادفة إلى «تحرير جسر الشغور». وللعلم، تحولت جسر الشغور عمليا إلى مركز إداري للنظام السوري بعد انسحاب قواته في 28 مارس (آذار) من مدينة إدلب، مركز المحافظة، إثر هجوم لـ«جيش الفتح» الذي أعلن تأسيسه قبل «غزوة إدلب» كما سماها.

مشاركة :