سارعت الكويت إلى التبرّؤ من لقاء كان قد جمع رئيس مجلس الأمّة (البرلمان) مرزوق الغانم بمعارض إيراني، الأمر الذي احتجّت عليه طهران بشدّة لدى السلطات الكويتية واعتبرته “تدخلا واضحا في شؤون إيران وانتهاكا لمبدأ حسن الجوار”. وعكست الاستجابة السريعة من قبل وزارة الخارجية الكويتية للاحتجاج الإيراني، مقدار الحرج الذي تسبب به اللقاء للكويت الحريصة على تجنّب أي خلاف مع طهران التي يقول مراقبون إنّها تمتلك أوراق ضغط عليها، يمكن أن تصل حدّ تهديد استقرارها. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، تأكيد خالد الجارالله نائب وزير الخارجية خلال اجتماعه بالسفير الإيراني في الكويت محمد إيراني “احترام دولة الكويت لسيادة الجمهورية الإسلامية ووحدة أراضيها بما فيها إقليم الأحواز”. وذكّر المسؤول الكويتي بالمناسبة بـ”ثوابت السياسة الخارجية لدولة الكويت القائمة على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحسن الجوار”. وأكد أن اللقاء بين رئيس البرلمان مرزوق الغانم وممثل عن حركة معارضة في إقليم الأحواز تم بصفة شخصية دون الحصول على موافقة الجهات الكويتية الرسمية. وكان موقع إيراني معارض، نشر تقريرا مصورا يظهر فيه رئيس مجلس الأمّة الكويتي مرزوق الغانم، وهو يسلم درع المجلس لعضو وفد حركة النضال العربي الأحوازي حكيم الكعبي وذلك بحضور النائب عبدالله فهاد العنزي على هامش الاجتماع المنعقد في الكويت تحت عنوان “برلمانيون لأجل الأحواز”، فيما تحدّثت مصادر كويتية عن قيام طرف لم تسمّه بجرّ رئيس البرلمان إلى لقاء الكعبي وتكريمه وتسليمه الدرع دون معرفة هويته الحقيقية وتوجهاته السياسية. حرص كويتي على تجنب إثارة المشاكل مع إيران التي تمتلك أوراق ضغط على الكويت من ضمنها تهديد استقرارها وقال نائبان كويتيان عبر تويتر إنّ اللقاء كان تمحور حول دراسة جامعية يقوم بها المعارض الأحوازي عن “الديمقراطية الكويتية”. واستدعت السلطات الإيرانية، السبت، المكلف بالأعمال الكويتي للاحتجاج على اللقاء بين مسؤولين كويتيين و”مجموعة إرهابية معادية لإيران”، بحسب بيان رسمي. وندد مسؤول إيراني خلال الاجتماع بالقائم بالأعمال الكويتي باللقاء بين مسؤولين كويتيين و”مجموعة انفصالية”. وقالت الخارجية الإيرانية في بيان إنّ “مثل هذه الأعمال تشكل تدخلا واضحا في شؤون إيران وانتهاكا لمبدأ حسن الجوار”. وتحتفظ الكويت على غرار سلطنة عمان وقطر بعلاقات أوثق مع إيران قياسا بالعلاقات المتوتّرة التي تجمع بين طهران وباقي دول الخليج. ويلفت مراقبون إلى أنّ الكويت على الرغم من تعرّض أمنها لتهديدات مباشرة من قبل إيران مثلها مثل باقي دول المنطقة، إلاّ أنّها تفضل اتباع سياسة ضبط النفس إزاء طهران وتجنّب استثارتها مخافة أنّ توظف ما تمتلكه من أوراق ضدّها، ومن بينها الميليشيات الشيعية الناشطة في المنطقة والمشاركة بقوّة في حكم لبنان والعراق الجارة الشمالية الكبيرة للكويت. وثبت قبل عدّة سنوات ضلوع السفارة الإيرانية والحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني بشكل مباشر في قضية تهريب وتخزين أسلحة في الكويت استعدادا لتنفيذ عمليات إرهابية وذلك ضمن القضية التي عرفت إعلاميا بقضية “خلية العبدلي” نسبة إلى المنطقة الواقعة بشمال البلاد والتي اكتشف فيها مخزن السلاح.
مشاركة :