هاميلتون يقترب من رقم شوماخر

  • 12/30/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مضى الكثير وبقي القليل بالنسبة إلى البريطاني لويس هاميلتون، فسائق مرسيدس الذي أحرز في العام 2019 لقبه العالمي السادس في الفورمولا واحد، حفر اسمه في سجلات التاريخ وينتظر المحطة الأهم: معادلة الرقم القياسي للألماني ميكايل شوماخر. قدم البريطاني (34 عاما) سنة مذهلة، وأنهى الموسم فائزا في 11 من الجوائز الكبرى الـ21. وسيسعى للقب رابع تواليا في 2020، وهو عام قد يشهد مفاجأة كبرى في عالم الفئة الأولى: انضمام البريطاني إلى فريق فيراري الإيطالي الذي أحرز معه شوماخر خمسة من ألقابه السبعة. من بداية بطولة 2019، لم يظهر أي سائق آخر بمستوى مماثل لما كان يقدمه سائق مرسيدس، ومنافسه الأبرز والوحيد كان زميله الفنلندي فالتيري بوتاس الذي أنهى العام وصيفا له في ترتيب السائقين. قاد هاميلتون وبوتاس فريقهما إلى مواصلة هيمنته، مع ثنائية سادسة تواليا للسائقين والصانعين. في غياب أي إعلان عن تمديد عقد هاميلتون مع مرسيدس، بدأت كواليس البطولة تهمس بخطوة يسأل عنها الجميع: هل هاميلتون مع فيراري في 2021؟ وعلى رغم المنافسة المتأخرة من فيراري وسائقيه الألماني سيباستيان فيتل وشارل لوكلير من موناكو، وبعض محاولات سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرشتابن، كان 2019 عام هاميلتون، كما يرجح أن تكون 2020 السنة التي يصبح فيها اسمه ملاصقا لاسم شوماخر كالسائق الأكثر تتويجا في أكثر رياضات السرعة تطلبا. وفي حال تابع هاميلتون على المنوال ذاته فسيحطم العام المقبل الرقم القياسي لاكبر عدد من الانتصارات في الفئة الأولى المسجل باسم “البارون الأحمر” وهو 91 فوزا، علما أن البريطاني ختم الموسم الماضي بفوزه الـ84 على حلبة مرسى ياس في أبوظبي. وفي سجله أيضا الرقم القياسي لعدد الانطلاق من المركز الأول مع 88 مرة، محطما الرقم السابق الذي كان يحمله “شوماخر” نفسه (68). الجيل الجديد طوت الفورمولا - 1 التي انطلقت منافسات بطولتها في 1950، صفحة السباق الألف خلال هذه السنة، وذلك في جائزة الصين الكبرى التي انتهت بتتويج هاميلتون. معه، اكتسبت الفئة الأولى سائقا لا يتمتع فقط بالمهارة والسرعة، بل أيضا بصفات المنافس الناضج الصبور مع الخبرة. وفرض هاميلتون نفسه (مجددا) في عام شهد صعود العديد من النجوم الشبان المتمتعين بمهارة لافتة، لكن الذين يعانون أيضا من تهور يعود إلى رغبة جامحة في إثبات الذات على حلبات التنافس. على سبيل المثال، تمكن البريطاني في جائزة موناكو الكبرى من احتواء الضغط الذي فرضه عليه فيرشتابن في اللفات الأخيرة، على الرغم من أن إطارات سيارة مرسيدس كانت متآكلة بشكل كبير. في المجر، تكررت المنافسة، لكن هذه المرة مع الهولندي متصدرا والبريطاني مطاردا. يدرك هاميلتون أن رقم شوماخر ليس التحدي الوحيد أمامه، بل سيكون أيضا في العام 2020 أمام نهم الجيل الجديد لكسر هيمنته على البطولة التي تبحث منذ نحو عقد من الزمن عن بطل جديد يرفع كأسها، ولا يكون اسمه هاميلتون أو فيتل أو الألماني المعتزل نيكو روزبرغ. وأقر هاميلتون بوجود العديد من السائقين الشبان على الحلبات، مشيرا إلى أنه “ثاني أكبر سائق سنا في الفورمولا - 1 حاليا (بعد بطل العالم السابق الفنلندي كيمي رايكونن)، والهدف هو مواصلة بلوغ مستويات جديدة”. في الوقت الراهن، يبدو من الصعوبة أن تميل الترجيحات بعيدا من معادلة هاميلتون لرقم شوماخر في ختام بطولة 2020. حسابات المنطق والمهارة والخبرة وقوة سيارة مرسيدس وثباتها، تفرض نفسها، وتصب كلها في صالحه. لكن السؤال الذي سيطرح بحال حقق هاميلتون المتوقع، سيكون ماذا بعد؟ فيراري في 2021 أحرز هاميلتون مع مرسيدس خمسة من ألقابه الستة (توج بطلا للمرة الأولى مع ماكلارين في 2008). علاقته العضوية مع الفريق، وبرئيسه غير التنفيذي الراحل النمسوي نيكي لاودا ومديره توتو وولف، تجعلت من الصعوبة بمكان تخيل البريطاني تحت ألوان فريق آخر قبل الاعتزال. ينتهي الرابط الرسمي بين الطرفين بختام 2020، وقبل أن تدخل الفورمولا واحد عهد القواعد الجديدة في السنة التالية. لكن في غياب أي إعلان عن تمديد عقد هاميلتون مع مرسيدس، بدأت كواليس البطولة تهمس بخطوة يسأل عنها الجميع: هل هاميلتون مع فيراري في 2021؟ وفي ظل علاقة متفاوتة مع الألماني، وامتعاض الأخير من بعض أخطاء فيراري وعثراته مؤخرا، يبدو لوكلير ميالا لتفضيل زمالة هاميلتون.

مشاركة :