الدوحة - الراية: قال مراسل صحيفة “صانداي تايمز” في شمال العراق تشارلي فولكنر، إن داعش لا يعيد تنظيم نفسه، ولكنه عاد وسيكون العام المقبل أسوأ. وبدأ المراسل تقريره من بلدة جمجمال في شمال العراق، حيث شهدت في الفترة الأخيرة سلسلة من الهجمات التي نفذها مقاتلون من داعش وقتل فيها شخص وجرح 20 آخرون، كل هذا بعد عامين من خسارة التنظيم معاقله في شمال العراق. فهذا التنظيم الذي سيطر على منطقة بحجم بريطانيا على طول العراق وسوريا، يقوم بإثارة المشاكل من جديد. وفي الوقت الحالي يعمل من تبقى منه في الظل ويختفون في المغاور والأنفاق بالمناطق القريبة من كردستان العراق ويخرجون منها للقيام بهجمات تحت جنح الليل. وتمثل عودتهم والسيطرة على مناطق جديدة تهديداً خطيراً. ونقل التقرير عن رانج طالباني، المسؤول الأمني الكردي في مدينة السليمانية: “نعتقد أن داعش تجاوز مرحلة إعادة التنظيم” و”عاد للمرحلة العملياتية”. واعترف سروان بارزاني، قائد قوات البيشمركة أن داعش يتحرّك بحرية في المنطقة. وقال إن الهجمات الأخيرة هي فقط البداية. وأصبحت محاولات الهجوم تحدث بشكل يومي. وقال متجهماً: “العام المقبل سيكون أسوأ لو زادت قوتهم”. وأضاف إن التنظيم غيّر من استراتيجيته “لم يعد لديهم العدد الكافي للسيطرة على الأرض ولهذا يعتمدون على تكتيكات العصابات” مما يصعب ملاحقتهم. وعلى خلاف تنظيم القاعدة قبلهم، اختفى مقاتلو التنظيم تحت الأرض وهربوا إلى جبال همارين وقارا تشوك. وكان بارزاني في زيارة لقواته قريباً من قارة تشوك حيث زعم بعضهم أنهم يستطيعون رؤية مقاتلي التنظيم يستحمّون في مياه نبع هناك، وقالوا إن التنظيم غيّر علمه الأسود واستبدله بعلم عليه صورة الأسد على خلفية بيضاء، واقترح بعضهم أن العلم هو محاولة للتشويش على العدو. وقال صفد الدين محمد، أحد أقارب عنصر من البيشمركة قتل في جمجمال: “لقد كان يوماً غائماً وهو ظرف جيّد للهجوم لأن الرؤية كانت منخفضة”. وأضاف إن “الهجوم بدأ في الساعة 8.30 مساءً حيث قتل أول جنود البيشمركة برصاصة في صدره”. وأضاف: “كان هناك تبادل لإطلاق النار بين الجانبين، وقتل ثاني عنصر في البيشمركة برصاصة في رأسه”. ووسط الفوضى صرخ أحد زملاء صفد الدين بأن عمه أصيب و”كانت أسوأ لحظة في حياتي” ثم خفّ القتال مما سمح لصفد الدين أن يكون قريباً من عمه في لحظاته الأخيرة. وبحسب صفد الدين فقد تم إبلاغ الضابط عن هجوم قريب إلا أنه فشل في مشاركة المعلومات مع الجنود على الأرض. وعبّر عن خوفه من عودة داعش: “لديه الميزة والأسلحة المتقدّمة”. وأشارت الصحيفة إلى أن مدينة كركوك كانت هدفاً لعدة هجمات في الأشهر الأخيرة. وقتل يوم الجمعة متعهّد أمريكي وجرح عدد من الجنود الأمريكيين بهجوم صاروخي على قاعدتهم في المدينة. ولا يعرف إن كان داعش هو المسؤول عن الهجوم أم لا، لكنّ المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن الجماعات الإيرانية مسؤولة عن سلسلة من الهجمات على قواعد أمريكيّة في الشهرين الماضيين. وفي الشهر الماضي جُرح خمسة جنود إيطاليين بانفجار عبوة ناسفة على الطريق. ويقول طالباني إن داعش سيحاول استغلال حس العزلة الذي يشعر به السُنة ويحاول تجنيد أفراد منهم، محذراً أن التهديد الذي يمثله ربما لن يتم احتواؤه في المستقبل. مضيفاً إن التنظيم يحاول إظهار القوة في مرحلة ما بعد مقتل أبو بكر البغدادي. وفي الأسبوع الماضي قامت جماعة مُرتبطة به في نيجيريا بقتل 11 شخصاً انتقاماً لمقتل البغدادي.
مشاركة :