تونس 29 ديسمبر 2019 (شينخوا) أبدى عدد من الأطباء التونسيين اهتماما مُتزايدا بالطب الصيني التقليدي "العلاج بالوخز بالإبر"، الذي انتزع مكانه على الصعيد العالمي، إلى جانب الطب الحديث. وشارك نحو 19 طبيبا تونسيا من مختلف التخصصات في دورة مساء الجمعة حول الطب الصيني التقليدي (الوخز بالإبر) الذي تحول إلى عنصر مكمل للعلاج، حيث باتت له عيادات خاصة لا تقتصر على المعالجين الصينيين، بل على أطباء من كافة جنسيات العالم. وجرى تنظيم الدورة في مستشفى المنجي سليم بالمرسى من الضاحية الشمالية لتونس العاصمة، الذي يضم مركزا مُتخصصا في العلاج بالوخز بالإبر الصينية يعمل فيه عدد من الأطباء الصينيين ضمن إطار البعثة الطبية الصينية إلى تونس. وألقى الطبيب كسيو جي رئيس وحدة الوخز بالإبر الصينية التابعة للبعثة الطبية الصينية إلى تونس، محاضرة خلال هذه الدورة، تطرق فيها إلى تقنية الكي الصينية لتعزيز الشفاء بعلاج الوخز بالإبر. وقال كسيو في محاضرته، التي تابعها مراسل وكالة أنباء ((شينخوا))، إنه يعمل في عيادة الوخز بالإبر في مستشفى منجي سليم منذ أكثر من خمس سنوات، قام خلالها بتدريب العديد من الأطباء التونسيين على اتقان العلاج بالوخز بالإبر الصينية. ولفت إلى أن خمسة أطباء صينيين يعملون حاليا في مركز الوخز بالإبر في مستشفى منجي سليم بالمرسى، يستقبلون يوميا أكثر من 40 مريضا. من جهته، قال أحمد لعتار رئيس قسم أمراض المفاصل والروماتيزم ومركز الوخز بالإبر في مستشفى منجي سليم، انه "يتم كل عامين، اختيار نحو 15 طبيبا تونسيا للمشاركة في دورة تدريبية في مجال العلاج بالوخز بالإبر الصينية داخل مستشفى منجي سليم. وأوضح لمراسل ((شينخوا))، أن هذه الدورة تتضمن دروسا نظرية مدتها عامين، إلى جانب 80 ساعة من التدريب في مركز الوخز بالإبر، وهي بذلك تتكون من أربع مراحل، الأولى تتعلق بالنظرية الأساسية للطب الصيني التقليدي، والثانية بعمليات نقل خطوط الطول، والثالثة بمهارات معالجة الوخز بالإبر، ثم الرابعة وتتعلق بعلاج الوخز بالإبر السريري. من جانبه، قال عبد الرؤوف صادق الذي يُمارس العلاج بالوخز بالإبر الصينية في محافظة تطاوين بجنوب شرق تونس، إن "الوخز بالإبر الصينية هو علاج طبيعي يعالج الألم دون آثار جانبية". وأضاف قائلا لـ ((شينخوا))، أن مُشاركته في الدورة التدريبية في مجال العلاج بالوخز بالإبر الصينية، ليس من أجل الحصول على درجة علمية جديدة فقط، وإنما أيضا من أجل اكتشاف الثقافة الصينية، وخاصة منها فلسفة الطب الصيني التقليدي. فيما أشارت منال بن حميدان الاخصائية التونسية في طب الأعصاب، في تصريح لـ ((شينخوا))، إلى أن الوخز بالإبر هو علاج بديل لعلاج بعض الأمراض دون آثار غير مرغوب فيها على المرضى. وتأسس مركز العلاج بالوخز بالإبر الصينية بمستشفى المنجي سليم بالمرسى التونسية في عام 1994، وهو بذلك أول مركز للعلاج بالوخز بالإبر في العالم العربي. وتحول هذا المركز في عام 2004 إلى مركز للطب الصيني والوخز بالإبر، وهو المركز الطبي الوحيد في إفريقيا الذي يقدم التشخيص والعلاج السريري وتدريس الوخز بالإبر، ضمن إطار البعثة الطبية الصينية إلى تونس. وكانت الصين أرسلت أول بعثة طبية إلى تونس في عام 1973، وشارك فيها أكثر من ألف طبيب صيني في اختصاصات الجراحة العامة وطب النساء والتوليد والتصوير بالأشعة وطب الأطفال وجراحة العظام والشرايين والقلب والعلاج بالإبر وغيرها من الاختصاصات الطبية الأخرى. وقامت تلك الفرق الطبية بتقديم خدمات كشف صحي لـ 5 ملايين و760 مريضا تونسيا، وعلاج طبي لـ 880 ألف مريض في المستشفيات، الى جانب إجراء 320 ألف تدخل جراحي.
مشاركة :