مقالة خاصة: قصص تجديد اللقاء يرويها أطباء البعثة الصينية في الجزائر

  • 4/5/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بعد ليلة متعبة من صيف عام 2022، التحق تو دا تشون، بفريق البعثة الطبية الصينية في الجزائر، إلى ولاية النعامة الصحراوية، قادما من ولاية عين الدفلى الواقعة في الشمال، في رحلة دامت 10 ساعات، ليشارك في عملية الفحص الطبي المشترك. وعند نزوله من السيارة سمع صوتا يناديه "دكتور تو.. دكتور تو"، لكنه لم يستطع التعرف على المنادي الذي بادره بالتعريف عن نفسه قائلا " أنا المريض الذي عالجته في ولاية سعيدة في عام 2013، وسرعان ما كشف لي ندبا على الفخذ، وأخذ يقفز بخطوات ثابتة مزهوا بتعافيه". وقال تو دا تشون إنه "في الساعة العاشرة ليلا، مرتديا قناعا وقبعة، يا لها من مفاجأة سارة!" وبدورها، ساعدت طبيبة الوخز بالإبر للبعثة الطبية الصينية في الجزائر العاصمة يانغ يي ذات يوم من النصف الثاني من عام 2021، مريضة تبلغ من العمر ، 58 عاما، على التخلص من آلام الكتف المتجمد. وبعد أسابيع قليلة، جاءت لتشكر الطبيبة يانغ يي وهي تحمل في يدها صورتين قديمتين التقطتهما مع أعضاء البعثة الطبية الصينية منذ 27 عاما، كانت هذه المريضة الجزائرية تعمل كممرضة في إحدى مستشفيات الجزائر العاصمة، حيث قامت تلك البعثة بعلاجها آنذاك بالوخز من إصابة في كاحلها، وقالت والسعادة تغمرها "بعد 27 عاما شفيت بمساعدتكم من جديد!". وقالت يانغ يي إن "تلك الصورة التي أصفرت من الزمن، لكنها أظهرت مدى الصداقة المتجذرة والعميقة بالرغم من أن ما نقوم به من عمل هو شيء عادي، إلا أنهم يتذكروننا دائما وصدقا". وشكلت شهادة أخرى عن عمق هذه العلاقة ذروة التقارب بين البلدين الصديقين، وتمثلت في استقبال البعثة الطبية الصينية في الجزائر العاصمة في فبراير من العام الجاري، رجلا مسنا فقد وعيه بيد واحدة، وبعد علاج متكرر تحسنت حالته بشكل ملحوظ. إن هذا الرجل شخصية لها تاريخ مشهود مع الصين، واسمه نور الدين جودي، ويبلغ من العمر 89 عاما، وكان قد شغل منصب سفير الجزائر في جنوب إفريقيا وفي هولندا وفي دول أخرى. ويقول السيد جودي، "لقد بذلت جهودا كبيرة من أجل استعادة المقعد القانوني لجمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة منذ عام 1963، وهو العام الذي أرسلت فيه الصين أول بعثة طبية إلى الجزائر. وعندما تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 2758 في عام 1971، كنت شاهدا على هذه اللحظة التاريخية بصفتي الأمين العام المساعد لمنظمة الوحدة الإفريقية". وعند الحديث عن صلته بالصين، بدت كلمات هذا الرجل المسن لا نهاية لها، تحدث فيها عن الصداقة التي نشأت بين البلدين قبل استقلال الجزائر، وزيارته إلى بكين وشنغهاي وكانتون في عام 1967، قائلا "كانت الصين في ذلك الوقت دولة عظيمة ويسعدني أن أرى مدى روعة العلاقة بين البلدين". بدوره ذكر إدريس خوجة مدير الصحة بولاية عين الدفلى، حيث يعمل الدكتور تو دا تشون مع زملائه، أن ولادته كانت على يد الدفعة الأولى من الأطباء الصينيين في ولاية سعيدة عام 1965، وقد أبدى فرحته للقاء البعثة الصينية خاصة وأنه كان يعمل في المستشفيات العمومية بولايات سعيدة وباتنة وقد التقى بالبعثة الطبية الصينية مرة أخرى في وظيفته الجديدة في عين الدفلى. ومنذ وصول الدفعة الأولى من البعثة الطبية الصينية إلى الجزائر في إبريل 1963، كتب الأطباء الصينيون قصصا مؤثرة خلال 60 عاما، مع حكايات اللقاء المتجدد مع المرضى السابقين، أو مع الذين تم توليدهم على يد الأطباء الصينيين، أو تلقوا العلاج منهم، أو عندهم صداقة عميقة مع أعضاء البعثة الطبية الصينية، فلا عجب إذا صادفت سائق تاكسي يحتفظ بصورة تذكارية قديمة مع أعضاء البعثة الطبية الصينية، أو يقص عليه رجل عجوز في الشارع حكاية عن أعضاء هذه البعثة، هكذا هي الذكريات الجميلة التي لا ينساها الجزائريون. وبما أن الجزائر تستعد لاستقبال دفعة جديدة من البعثة الطبية الصينية في شهر سبتمبر المقبل، فإن 20 عضوا من 81 من أعضاء البعثة، سبق لهم وأن عملوا في الجزائر، وحتما ستتجدد قصص اللقاء بين البعثة والشعب الجزائري. لقد أثنى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في آخر تصريح أدلى به إلى قناة ((الجزيرة)) بشأن العلاقات مع الصين، قائلا "إنها طيبة جدا، وأنا أتذكر عندما كنا طلبة غداة استقلال الجزائر، قدوم أول أطباء إلى الجزائر من الصين، لقد ساعدتنا الصين وعلاقاتنا بالصين بدأت قبل الاستقلال".

مشاركة :