تركيا تنفذ برامج مسمومة لاختراق شباب الإعلاميين الأفارقة | تفاصيل

  • 12/30/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كشف تقرير صادر عن شبكة "نورديك لمكافحة التطرف" ومقرها "ستوكهولم"، عن تنفيذ تركيا برنامج لاستمالة و تجنيد شباب الصحفيين فى أفريقيا وربطهم فكريا وعمليا بأهداف النظام التركى وسياسات أردوغان، لافتا إلى أنه بدا واضحا أن أدوات التدخل الخارجى لنظام أردوغان للتوغل فى أفريقيا لا تقتصر فقط على أدوات التدخل العسكري والعمل الاستخباري المباشر بل امتدت إلى الإعلام باعتباره سلاحا مؤثرا فى حروب الجيل الرابع لتفكيك الدول من الداخل. وأشار التقرير إلى قيام مؤسسة تتبع الحكومة التركية على مدار عام 2019 بتنظيم دورات تدريب لشباب الإعلاميين المبتدئين وللكوادر الوسطى فى مؤسسات إعلامية إفريقية منتقاه كان آخرها دورة بدأت فى 21 من أكتوبر الماضى وانتهت فى 12 نوفمبر 2019 وذلك فى إطار مايسمى "Media Representatives Training Program AFMED" أو برنامج تدريب "ممثلو الإعلام الافريقى" الذى شمل متدربين من: "الجزائر و المغرب و تونس و ليبيا وتشاد وإثيوبيا وجنوب أفريقيا وكينيا ومالي والنيجر ونيجيريا والصومال والسودان". وكشف التقرير إسناد النظام التركى مسئولية تنفيذ هذا البرنامج إلى سفير تركيا السابق المثير للجدل فى جمهورية تشاد احمد كافاز وهو الرجل المعروف بـ تعاطفه الشديد مع تنظيم القاعدة الإرهابى، ويتم تدريب شباب الصحافيين الأفارقة من خلال اتحاد الباحثين الافارقة "African Researchers Association - AFAM" هى مؤسسة يدير أنشطتها السفير التركى السابق لدى تشاد أحمد كافاز الذى يتفادى عند انتقاء المتدربين أصحاب المناصب القيادية مركزا على شباب الإعلاميين الطموحين للمال وأصحاب القيادات الوسطى الطموحين للمال والمساندة أيضا وذلك فى دول بعينها تستهدف تركيا تعزيز أقدامها فيها بأفريقيا.واعتبر التقرير أن خلفية السفير التركي أحمد كافاز الذى أسند إليه نظام أردوغان هذا الملف تشير إلى خطورة توليه إدارة مثل تلك البرامج التدريبية المقدمة من تركيا لاستهداف شباب الاعلاميين الافارقة، فقد عمل السفير أحمد كافاز سفيرا لتركيا لدى تشاد فى الفترة من 2013 وحتى 2015 و فى فبراير 2013 وواجه حملة انتقاد واسعة بعد تغريدة له على تويتر، قال فيها إنه لايمكن اعتبار القاعدة منظمة إرهابية ، كما اتهم فرنسا بالمغالاة فى تصوير الارهاب فى مالى كذريعة للتدخل هناك ، بل واعتبر أن كلمة إرهابهى من صنع آلة الدعاية الغربية. كما كشف التقرير عن اسهام مؤسسة الاغاثة الانسانية وحقوق الانسان والحريات فى تركيا المعروفة اختصارا "اى اتش اتش" "Foundation for Human Rights and Freedoms and Humanitarian Relief- IHH" بدور مهم فى عملية انتقاء وترشيح المتدربين الأفارقة من شباب الإعلاميين للحضور إلى تركيا.تجدر الاشارة إلى أن هناك إدانات موثقة قد صدرت بحق مؤسسة الاغاثة الانسانية التركية من مجموعة العمل الدولية لسوريا فى مجلس الأمن الدولى ويثبت تورطها فى أعمال تهريب أسلحة وعتاد ومواد إغاثة للعناصر المسلحة المتشددة والتكفيرية فى سوريا و كذلك لبعض الفصائل الارهابية فى ليبيا تحت غطاء العمل الاغاثى و الانسانى. ويعد "حسين اوروك" نائب رئيس وكالة الإغاثة الانسانية التركية "اى اتش اتش" المحاضر الرئيسي للمتدربين الافارقة فى هذا البرنامج ممثلا لمؤسسته وهو الرجل المعروف عنه بتشدده وتعاطفه مع الحركات الجهادية المتأسلمة التى من بينها حركة "جيش بناجسمورو الإسلامية المسلحة "Bangsamoro Islamic Armed Forces - BIAF" والذى يعد الجناح المسلح لجبهة تحرير مورو الإسلامية فى الفلبين Moro Islamic Liberation Front - MILF".كما بينت تقارير للاستخبارات الاوروبية ضلوع الرجل فى تهريب أسلحة و ذخائر إلى العناصر الإرهابية التى تتبع القاعدة فى سوريا وليبيا تحت غطاء أنشطة الإغاثة الانسانية التركية. ومن بين الداعمين لبرنامج تدريب شباب الإعلاميين الأفارقة فى تركيا يظهر اسم ما يعرف بمركز التنسيق والتدريب الافريقي التركي "African Coordination and Training Center - AKEM" التابع لمنظمة دينيز فينزيرى شاريتى التركية الخيرية "Deniz Feneri charity" وثيقة الصلة بمؤسسة الرئاسة التركية كذارع للتواصل مع أتراك الشتات و تجمعاتهم حول العالم وتعبئتهم كطابور خامس لخدمة الاستخبارات التركية حول العالم ورصد و ملاحقة المعارضين الاتراك فى الخارج لسياسات اردوغان.وتأسست منظمة "دينيز فينزيرى" المشار إليها فى سبتمبر من عام 2008، وفى العام الماضي أدانت محكمة ألمانية ثلاثة من عناصرها بتهمة اختلاس 6ر18 مليون يورو من أموال التبرعات الخيرية المحصلة من ألمانيا وتحويلها إلى جهات تمويل غير معلومة وتنفيذ أنشطة مشبوهة على الأراضى الألمانية للتجسس على المعارضين الأتراك المقيمين هناك كواجهة عمل للاستخبارات التركية و تمويل أنشطتها الخارجية تحت غطاء جمع التبرعات من أثرياء أوروبا للضعفاء والمنكوبين فى العالم الإسلامي.وكان ذلك يتم بدعم من حملات إعلانية مكثفة تتم إذاعتها عبر القناة التلفزيونية التركية السابعة التى تمتلكها عائلة "البيرق" التى تعد أكبر العائلات التركية الداعمة لحزب العدالة والتنمية التركي وذات الصلة الوثيقة بالرئيس التركى رجب طيب أردوغان، حيث أن بيرات البيرق زوج ابنته هوسليل تلك العائلة. ورصدت جهات التحقيق الألمانية التى حظرت نشاط تلك المنظمة المشبوهة على أراضيها 200 واقعة جمع أموال عبر عناصر تلك المنظمة التركية خلال الفترة من مطلع عام 2002 و حتى أبريل 2007 تحصلت فيها على 41 مليون يورو. وتلعب وكالة الأناضول التركية للأنباء التى تديرها الحكومة التركية دورا مهما فى تفعيل برامج التواصل مع شباب الإعلاميين فى افريقيا واستمالتهم إلى أنقره وتجنيدهم للعمل لحساب تركيا فى بلدانهم بعد عودتهم "مغسولي العقول" فى اسطنبول ، حيث يتم تدريبهم فى استديوهات هيئة الاذاعة والتلفزة العامة التركية TRT و مؤسسة معارف التركية للتدريب و الثقافة "Maarif Foundation"، وعلى مدار دورات التدريب التي تستغرق 3 أسابيع لكل دورة بإجمالى 200 متدرب فى الدورة الواحدة يتم تلقين المتدربين أهداف السياسة الخارجية التركية وأوجه " دبلوماسية العمل الانسانى للأتراك " وموضوعات متعددة فى التناول الاعلامى لقضايا السياسة والاقتصاد.كما لم يغب عن مصممى برنامج التدريب تعليم المتدربين الأفارقة مسائل متعلقة بجمع المعلومات واستمالة المصادر والحملات الإلكترونية وتوظيف وسائل التواصل الاعلامى والتصوير وجميعها كما يقول التقرير مهارات لا غنى عنها للقائمين على تنفيذ حروب الجيل الرابع، كما لم يغب عن وضع برامج تدريب تركيا لشباب الإعلاميين الأفارقة إعماء عقولهم بشيء من الترفيه والسياحة وجوانب الاستمالة الحسية الأخرى.

مشاركة :