بكين 30 ديسمبر 2019 (شينخوا) قتل وجرح العشرات من عناصر الحشد الشعبي إثر قصف أمريكي استهدف مساء الأحد مواقع في منطقة القائم غربي البلاد على الحدود مع سوريا، بعد يومين من هجوم صاروخي استهدف قاعدة عراقية وأودى بحياة مقاول مدني أمريكي. وقالت هيئة الحشد الشعبي في موقعها على الإنترنت نقلا عن مدير مديرية الحركات بالهيئة جواد كاظم الربيعاوي، "إن حصيلة الاعتداء الآثم على مقرات اللواءين (45 و46) بلغت 19 شهيدا و35 جريحا". وتتبع مقرات اللواءين (45 و46) لحزب الله العراقي المنضوي تحت لواء قوات الحشد الشعبي. وقال مصدر أمني عراقي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن طائرات مسيرة بدون طيار قصفت مساء الأحد، موقعين لكتائب حزب الله العراقية المنضوية ضمن الحشد الشعبي، في منطقة المشاريع جنوب غربي مدينة القائم. وكانت حصيلة سابقة للهجوم قد أشارت إلى مقتل أربعة من عناصر الحشد الشعبي وإصابة 30 بجروح مختلفة. وقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) يوم الأحد أن الجيش الأمريكي نفذ غارات جوية ضد جماعة مسلحة تدعمها إيران في العراق وسوريا. وقال جوناثان هوفمان، مساعد وزير الدفاع الأمريكي، في بيان له، إن القوات الأمريكية شنت "ضربات دفاعية دقيقة" ضد ثلاث منشآت تابعة لكتائب حزب الله في العراق واثنتين في سوريا. وأوضح البيان أن هذه الأهداف تضمنت منشآت لتخزين الأسلحة ومواقع القيادة والسيطرة التي تستخدمها الكتائب في تخطيط وتنفيذ هجمات ضد قوات تحالف (عملية العزم الصلب). وأشارت الوزارة إلى أن الغارات كانت ردا على هجوم صاروخي شنته الكتائب على قاعدة عراقية بالقرب من كركوك يوم الجمعة، ما أدى إلى مقتل مواطن أمريكي وإصابة أربعة جنود أمريكيين واثنين من قوات الأمن العراقية. ووفقا للبيان، فإن كتائب حزب الله لديها صلة قوية بفيلق القدس في إيران، ولطالما تلقت من طهران مساعدات قاتلة وغيرها من وسائل الدعم. وإزاء هذا التطور، حذر الزعيم الشيعي مقتدي الصدر فجر اليوم (الاثنين) من مخاطر الزج بالعراق في الصراع بين إيران والولايات المتحدة. وقال الصدر في تغريدة على تويتر بعد القصف الأمريكي لمواقع الحشد الشعبي "لست مع تأجيج الحرب بين إيران وأمريكا ولست مع زج العراق في هذه الحرب وجعله ساحة للصراع الإيراني-الأمريكي". ويبدو أن الوضع مشرح للتطور ولاسيما مع تصريحات رسمية أمريكية بأن الولايات المتحدة لا تستبعد خيارات أخرى. ووصف وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر الهجمات التي نفذها جيش بلاده ضد منشآت حزب الله بأنها كانت "ناجحة". وقال للصحفيين بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أُبلغ بنتائج الهجمات و"إننا من الممكن أن نلجأ إلى مزيد من الاستجابات العسكرية." وأضاف "ناقشنا معه اتخاذ خيارات أخرى. وأود أن أشير أيضا إلى أننا سنتخذ إجراءات إضافية إذا لزم الأمر لضمان دفاعنا عن النفس وردع المزيد من السلوك السئ من جماعات المليشيات أو من إيران". وفي الأسابيع الأخيرة، تعرضت عدة قواعد عراقية تتواجد فيها قوات أمريكية في محافظتي صلاح الدين والأنبار وفي محيط مطار بغداد الدولي لهجمات بالصواريخ وقذائف الهاون، دون ضحايا في صفوف القوات الأمريكية. ويوجه المسؤولون الأمريكيون أصابع الاتهام دوما إلى فصائل موالية لإيران، وهو ما تنفيه طهران. وسبق أن هدد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في منتصف الشهر الجاري بـ"رد حاسم" ضد إيران أو ما ينوب عنها إذا تعرضت مصالح بلاده في العراق للأذى بعد هجمات طالت قواعد عسكرية عراقية. ويوجد أكثر من 5 آلاف جندي أمريكي في العراق لدعم القوات العراقية في المعارك التي تخوضها ضد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية"، وتوفر بشكل أساسي التدريب وتقديم المشورة للقوات العراقية. وتعد هذه القوات جزءا من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يشن غارات جوية ضد أهداف داعش في كل من العراق وسوريا. وارتفع منسوب التوتر بين الولايات المتحدة وإيران منذ انسحاب إدارة ترامب بشكل أحادي الجانب من الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015 وإعادة فرض العقوبات. وبدأت مظاهرات مستمرة فى العراق منذ 3 أشهر وشلت العديد من المدن في البلاد. ودفع المتظاهرون رئيس الوزراء عادل المهدي إلى الاستقالة، لكن الأطراف السياسية لم تتوصل بعد إلى اتفاق بشأن رئيس الحكومة الجديد.
مشاركة :