رسوم حفلات التخرج ..«فوضى» منعتها «التربية» وأغفلتها اللوائح

  • 5/24/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أيام قليلة ويسدل الستار على العام الدراسي الجاري، ومع اقتراب نهايته، تأتي معه مواسم احتفالات التخرج التي باتت تمثل ظاهرة سلبية، يعانيها أولياء الأمور، لما تكبدهم من مصروفات اختلفت قيمتها من مدرسة لأخرى، فنجدها متعددة تستهدف المراحل التعليمية كافة، بدءاً من الروضة وصولاً إلى المرحلة الثانوية، ليدفع ثمنها ذوو الطلبة. وأكد عدد من أولياء الأمور لالخليج، استياءهم اعتراضاً على تلك الرسوم التي تراوحت بين 200 إلى 1500 في بعض المدارس الخاصة، نظير تلك الاحتفالات التي وصفوها بخراب البيوت، إذ تعني في مضمونها المبالغة في النفقات والإسراف، وجميعها يتحملها ولي الأمر. اعتبر اولياء الامور أن وزارة التربية والتعليم هي المسؤول الأول عن تفشي ظاهرة فوضى حفلات التخرج السنوية، متهمين اللوائح بغير الرادعة، لاسيما وأن لائحة عقوبات المدارس غير الملتزمة لم تتضمن أي عقوبات للمدارس التي تحصد الملايين من أولياء الأمور تحت مظلة تلك الاحتفالات. من جانبها، قالت مصادر مطلعة في وزارة التربية والتعليم لالخليج، إنه تم التنبيه على المدارس كافة حكومية وخاصة بعدم جمع أي مبالغ مالية من أولياء الأمور نظير تلك الاحتفالات، فضلاً عن حرصها على عدم المبالغة في الإنفاق عليها، وأن تجعل أمر المشاركة المالية اختياراً لولي الأمر حتى لا تثقل كاهله بمصروفات قد لا يستطيع الوفاء بها. أما هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي فأكدت أن عقود أولياء الأمور حكمت العلاقات المادية والرسوم كافة، بين أولياء الأمور والمدارس الخاصة في دبي في الجوانب كافة. حفلات بلا فائدة وفي لقاءات متعددة شملت عدداً من أولياء الأمور في إمارات الدولة كافة، قالت ولية الأمر أم مريم من دبي إن طفلها الذي لا يزال في مرحلة الروضة، لا يمر أسبوع واحد إلا ويطلب هدايا لأصدقائه، أو شراء أزياء خاصة بكل المناسبات، فضلاً عن حفلات التخرج التي لا تحمل قيمة فاعلة يستفيد منها الأبناء في تلك المرحلة، متسائلة كيف يتم تخريج أبناء رياض الأطفال في وقت لم يبدأوا رحلتهم العلمية بعد؟ وما فائدة تلك الحفلات؟موضحة أنها ظاهرة تؤكد الإسراف وإهدار الوقت والجهد والمال الذي يدفع ثمنه أولياء الأمور. واتفقت معها في الرأي ولية الأمر أم علي، ومضت تؤكد أنها ظاهرة تتطلب من المسؤولين عن الشأن التعليمي في الدولة وقفة جادة لتقليصها أو العمل بها تحت مظلة معلومة من الضوابط تثقف أولياء الأمور وتكبح جماح فوضى إدارات المدارس في المطلبات المالية التي ترهق أولياء الأمور، خاصة من لديهم أكثر من طفل، من دون مراعاة لظروفهم المادية. مكلفة ومرهقة وأبدى ولي الأمر أبو عبدالله، من الشارقة استياءه، من طلبات المدارس في الأيام العادية، ووصفها بالمكلفة والمرهقة لجيوب الأهل من محدودي الدخل، فضلاً عن قيام بعض المدارس في الوقت الحالي، بجمع مبالغ مالية من كل طالب لإقامة احتفالات التخرج، على الرغم من أن هذا مخالف لتعليمات التربية والتعليم، فأغلب البيوت لديها أكثر من طالب، ويتمنى الأهل ألا يحرموا أبناءهم من فرحة تخرجهم أو مشاركتهم في الحفل، ما يضطر معه أولياء الأمور لدفع المبالغ المطلوبة منهم، حتى إن كانت عن طريق الاستدانة، وناشد التربية والتعليم التدخل العاجل لوضع حل سريع لتلك المشكلة. وفي عجمان سجل أولياء الأمور أكبر عدد من الشكاوى، بسبب مبالغة بعض المدارس في رسوم احتفالات التخرج التي تراوحت بين 200 درهم لتصل إلى 1500 في بعض المدارس، وهذا يتوقف على اسم وشهرة المدرسة ومكان انعقاد الحفل والشخصيات التي ستشهد الحدث، حيث ترى ولية الأمر فاطمة آل علي، طلبات مدرسة أبنائها الأربعة في المرحلة الابتدائية، لم تتوقف على مدار العام فتارة لوحات وأخرى رسوم لحفل نهاية العام، ورسوم حفل الأمهات أو للاحتفال بمناسبة ما، لنختتم العام برسوم مبالغ فيها تثقل كاهلنا ولا تمنحنا فرصة الراحة من الإرهاق المادي الذي نعانيه طول العام الدراسي، وتمنت لو تكون هناك قرارات ملزمة للمدارس وضوابط تحكم فوضى رسوم تلك الاحتفالات التي باتت ظاهرة لابد من التصدي لها، لاسيما أنها تفشت وسجلت حضوراً قوياً في الميدان التربوي بعدما غابت عنها الرقابة والعقوبة. استنزاف الجيوب من جانبهم، قال عدد من أولياء الأمور في رأس الخيمة والفجيرة، إن رسوم احتفالات التخرج، مبالغ فيها وتكبد ذوي الطلبة معاناة مادية كبيرة، حيث يرى ولي الأمر حمد عبدالله، أنها تحتاج إلى ميزانية خاصة، ينبغي أن يستعد لها أولياء الأمور منذ انطلاقة العام الدراسي، لاسيما من لديه أكثر من طالب في مراحل التعليم المختلفة مثلي. وأكد ولي الأمر حمدان الغفلي أن جميع المدارس بمختلف مراحلها الدراسية، بدءاً من رياض الأطفال حتى الثانوية في كل القطاعات، شرعت في وضع برامج احتفالات التخرج ونهاية العام الدراسي، ويتم جمع نفقات هذه المناسبات باستنزاف جيوب أولياء الأمور، ورغم التعليمات المستمرة الصادرة عن وزارة التربية والتعليم والجهات المعنية الأخرى، بعدم إلزام الطلبة بدفع مبالغ لتغطية نفقات الاحتفالات من ملابس ولوحات أو حتى المشاركة في لوازم الحفل، فإن شريحة كبيرة من المدارس لا تزال تعقد هذه المناسبات على حساب الأسر. أمر غير مرغوب فيه إن حفلات التخرج والنجاح تعد من أشكال التعبير عن الفرح والسعادة، بثمرة جهد الأبناء، وهي حق مشروع لاعتبارات معنوية ونفسية تترك أثراً كبيراً وإيجابياً في النفس، فإقامة الحفلات البسيطة ذات التكاليف المنخفضة أو المقبولة في ظل أجواء مفعمة بالحُب والاحترام و المشاركة تلقى لدى أصحابها ارتياحاً عالياً جداً، وتأتي بأثر معنوي وتربوي تلمسه الأم في أبنائها بشكل كبير، هذا ما وصل إليه المستشار الأسري والتربوي، الدكتور محمد علي آل حسن. وأضاف آل حسن أن المبالغة في شكل وهيئة تلك الحفلات ومصاريفها وتكاليفها أمر غير مرغوب فيه، كي لا تخرج عن إطارها ومحتواها النفسي والمعنوي كأحد أشكال التعبير عن الفرح، وتتحول إلى عبء ثقيل وهمّ كبير يفسد الفرح ويفقد أولياء الأمور لذة النجاح؛ فكلما تعقدت الأمور وزادت التكاليف التي قد تصل في بعض الحالات إلى درجة الدخول في ديون، هنا يكون الاحتفال مصدر نكد وقلق مستمر على أصحابها وبالتالي هذا النوع من الحفلات المكلل بالديون والمصاريف سيلقي بظلاله السلبية على الأجواء الأسرية، ما قد يفقدها توازنها. وأكد ضرورة امتلاك معايير وموازين تحكم تلك الاحتفالات، فالمبالغة في هذه المناسبات وإقامتها في قاعات للاحتفالات من دون مبرر قد تكون نوعاً من الذهاب بالمجتمع لتحويله إلى مجموعات متتالية من المناسبات التي تشغل الناس، وبالتالي الابتعاد عن الارتقاء و التطوير وسد ثغرات المجتمع. تجديد وتشجيع فيما، أكد عدد من مديري المدارس الحكومية والخاصة أن حفلات التخرج تلعب دوراً كبيراً في تشجيع الطلبة على التميز وتعد وسيلة جاذبة لهم للدراسة وبذل الجهد ليتم تتويجهم مثل زملائهم من خلال تلك الاحتفالات. إن إقامة الاحتفالات بين مدة وأخرى تجدد وتشجع الطلاب على الإبداع مستقبلاً، هذا ما قاله م.ع مدير إحدى المدارس الخاصة، ومضى يؤكد أن تلك الاحتفالات جاءت بناء على رغبات أولياء الأمور ومساهمتهم المادية من دون أي ضغوط، لتشجيع الطلاب على تنمية مواهبهم وعرض أنشطتهم ومهاراتهم وإبداعهم بتواجد أسرهم مما ينعكس إيجاباً على تنمية وتشجيع قدراتهم، ويرى أن هناك جهوداً ذاتيه لإقامتها، مشيراً إلى أنه لا يحق لأي مدرسة جمع رسوم من الطلاب لأن أعباء رسوم الاحتفالات إذا تم فرضها على الطالب فهي تؤثر في ولي الأمر، لاسيما الأسر محدودة الدخل. اكتشاف المواهب من جهتها، أوضحت س.ع مديرة إحدى المدارس الخاصة في الشارقة، أن هذه الاحتفالات تقام لتشجيع الطلاب واكتشاف المواهب وعرضها من خلال فقرات الحفل، وأنها مناسبة لدعوة مجالس الآباء والأمهات وأولياء الأمور، لحضور الحفل لتشجيع أبنائهم وإيصال رسائل إليهم بأهمية التواصل مع المدرسة، لمتابعه مستوى أبنائهم كون العملية التعليمية، مشتركة بين المدرسة والأسرة، وأضافت أن دعم الاحتفالات يكون على حساب إدارة المدرسة وتتم مشاركة بعض الشركات بجوائز رمزية كدعاية للشركة، وتقوم إدارة المدرسة والمعلمين بدعم الطلاب المبدعين والموهوبين، ولا يتم فرض أي رسوم من أجل الاحتفالات، إلا بمشاركة اختيارية من أولياء الأمور وبمبالغ هم من يحددونها. وتوافقها الرأي آ.د مديرة إحدى المدارس الحكومية في دبي، حيث ترى أن الاحتفالات هي نشاطات لترغيب الطلاب في الدراسة والمدرسة، والاحتفال هو مرة واحدة في السنة ويكون لتكريم الأوائل، والإشادة بجهود المعلمين، وهو فعالية تزيد من دافعية الطلاب للتحصيل العلمي التي ينتظرها الطالب بفارغ الصبر وكذلك ولي الأمر، مضيفة أن هذه الاحتفالات لا تكلف الطلبة وأولياء الأمور سوى ثمن زي التخرج فقط، وبالنسبة إلى الدعم فيكون من المدارس لأن عائداتها كبيرة وليست بحاجة لدعم خارجي، وهناك مدارس تبحث عن داعمين مستثمرين وشركات كبرى. تعاميم وتعليمات فيما أكدت مصادر مطلعة في وزارة التربية والتعليم، أن الوزارة أصدرت تعليمات في وقت سابق، بمنع إقامة حفلات التخرج في قصور الأفراح والفنادق الفخمة، لما في ذلك من تحميل أولياء أمور الطلاب أعباء مالية متزايدة، فيما حددت مجموعة ضوابط لإقامتها، ودعت إدارات المدارس الحكومية والخاصة، إلى إقامة حفلات التخرج لطلابها وطالباتها داخل المدارس، في أعقاب تزايد شكاوى أولياء الأمور من أعباء إقامة الحفلات في أماكن خارجية. وسمحت الوزارة بالتعاون مع جهات أخرى لدعم تلك الحفلات مادياً وعينياً، على ألا يتحمل الطلاب وأولياء أمورهم أي مبالغ مادية أو تكلفة من أي نوع، كما منعت أيضاً تبادل الهدايا الخاصة بين منسوبي المدرسة مع ضرورة التقيد ببرنامج الحفل. وأوضحت المصادر أن تعميم التربية أوضح أن بعض المدارس الحكومية والخاصة تبالغ وتسرف في إقامة الحفلات الختامية ومناسبات التخرج، وصاحب ذلك شكوى عدد كبير من أولياء أمور من تحميلهم أعباء مالية لتغطية التكاليف. 300 درهم لطالبة الروضة في شكوى تقدمت بها إحدى واليات الأمور، أكدت من خلالها أن ما يحدث في رياض الأطفال معاناة حقيقية، يعانيها أولياء الأمور، حيث فرضت عليها روضة ابنتها الحكومية سداد مبلغ 300 درهم للمشاركة في حفلات التخرج للعام الدراسي الجاري، متسائلة عن ضوابط تلك الرسوم من الجهات المعنية؟

مشاركة :