إساءات برامج التوك شو!! | عبد الله منور الجميلي

  • 5/24/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

المتابع للساحة الإعلامية المصرية، ولاسيما بعد أحداث الـ(25 من شهر يناير2011م) التي أطاحت بالرئيس المصري الأسبق (محمد حسني مبارك)؛ يجزم بحالة الانفلات الإعلامي الذي سقطتْ معه عند بعض المؤسسات الإعلامية وكُتّابها ومُحرِّريها ومُذيعيها كلّ معايير ومواثيق وقواعد المهنية الإعلامية!! وهذا أدى إلى أن تكون تلك الأدوات الصحفية معاول لِنشْر الفوضى في المجتمع المصري، وهدم استقراره، والقفز على المُسَلّمَات الدّينية والقِيَمِيّة! ولعل أخطر تلك المَعَاول ما يُسَمّى بـ(برامج التُّوك شُو) التي تبثها القنوات الفضائية كل ليلة؛ ولا هَدف لأغلبها إلا البحث عن المردود المادي والرعاية والإعلانات بارتفاع نِسَب المشاهدة!! وذلك إنما تحققه وتصل إليه بطرح الموضوعات المثيرة كـ(القضايا الجنسية، والشذوذ، وتغيير الجِنْس البشري، وتَلُبّس الجِنّ)، وكذا تغطية ومتابعة الحوادث والتجاوزات الفردية في المجتمع وتصويرها وكأنها ظواهر، وهناك إثارة النّعَرَات الطائفية، والتكريس للدعوات الشاذة حتى ولو كان مَن أطلقها لا مكان من الإعراب كحَملات التشكيك بـ(صحيحي البخاري ومسلم)، وجعلها قضايا رأي عام!! تلك البرامج التي يتنافس مذيعوها بقبض الملايين سنويًا، بينما هم يقتاتون على التشهير أحيانًا بالبسطاء الذين لا يدركون عواقب ما يفعلون؛ بل ثَبَتَ أنّ بعض ما يُعرض ما هو إلا مشاهد تمثيلية متفق عليها. والآن هناك دعوات من العقلاء في مصر الحبيبة لتصحيح مسار الإعلام عمومًا وتلك البرامج بخاصة. وهنا ودون المَساس بحرية الرأي والإعلام أتمنى أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون وأن نُفيد من التجربة المصرية وغيرها؛ بحيث يحذر إعلامنا وبرامجنا من تلك المنزلقات الخطيرة، والنظر قبل بَثّ أية قضية، ونَشْر أيِّ خبر لما يترتب عليهما من تَبعات ربما أساءت لصورة ديننا ومجتمعنا ووطننا! ولعل أقرب وأبسط الشواهد اللقاء التلفزيوني مع ذلك الشّاذ فكريًا - فمع أننا لا نشكك أبدًا في حُسن نوايا مَن قَام به - إلا أنه تمّ توظيفه من قبل الأعداء كإيران وأذرعتها وأتباعها، إذ تمت ترجمته لعدة لغات ونُشر على نطاق واسع؛ للإساءة لعقيدتنا ووطننا. أخيرًا كم أتمنى أن يكون هناك ميثاق شَرف إعلامي تتبناه وزارة الثقافة والإعلام، ويتم تعميمه على المؤسسات الإعلامية ويوقع عليها جميع منسوبيها. aaljamili@yahoo.com

مشاركة :