ذهول في اليابان بعد الفرار اللغز لكارلوس غصن.. تعليق فرنسي وبيان لبناني

  • 12/31/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

على طريقة أفلام هوليود، تمكن رجل الأعمال كارلوس غصن من الهروب من اليابان والوصول إلى منزله في لبنان ما ترك السلطات في طوكيو في حيرة من أمرهم خاصة وأن جوازات سفره الثلاثة لا تزال في حوزة محاميه باليابان. وحتى الآن، لا تزال طريقة هروب غصن (65 عاما) قيد التكهنات، حيث يحاكم باليابان بتهمة استغلال الثقة وإخفاء قسم من مداخيله في تقارير مالية لشركة نيسان بين عامي 2015 و2018، ولكن ما كشف عنه حتى الآن، أن الرجل غادر على طائرة خاصة من طوكيو إلى إسطنبول ومن ثم وثل إلى بيروت. وكان غصن الذي يحمل جنسيات ثلاث: لبنانية، فرنسية وبرازيلية يخضع للإقامة الجبرية حيث يمنع عليه مغادرة مدينة طوكيو لأكثر من ثلاثة أيام، ولكنه تمكن من مغادرة اليابان إلى دون رجعة. التكهنات وبحسب المعلومات قال مصدر في الرئاسة اللبنانية لفرانس برس الثلاثاء إن غصن وصل على طائرة جاءت من تركيا، مستخدما جواز سفر فرنسيا وبطاقة هويته اللبنانية. ويثير هذا التأكيد تساؤلات حول طريقة مغادرته اليابان، في وقت أكد محاميه أن فريق الدفاع، باعتباره الضامن للتدابير القانونية المفروضة على غصن بعد إطلاق سراحه بموجب كفالة، يحتفظ بجوازات سفره الثلاثة. ووفق رواية تناقلتها وسائل إعلام لبنانية فإن مجموعة "بارا العسكرية" كانت قد دخلت إلى منزل غصن على أنها فرقة موسيقية، وقامت بتهريبه داخل أحد صناديق الآلات الموسيقية، فغادر عبر مطار محلي، واتجه بعدها إلى إسطنبول، لكن لم تعلق أي جهة رسمية على الرواية. ونشر مغردون مسار الرحلة التي غادر بها غصن اليابان، وهي رحلة لطائرة خاصة (Bombardier global express) والتي تحمل الرقم (9126)، وهي قد غادرت مطار أوساكا لتحط في مطار إسطنبول.     لبنان.. غصن دخل بصورة شرعية من جانبها أكدت السلطات اللبنانية الثلاثاء أن غصن دخل البلاد "بصورة شرعية"، مؤكدة أن لا شيء يستدعي ملاحقته. وصدر عن المديرية العامة للأمن العام بيان أكد أن غصن "دخل الى لبنان بصورة شرعية ولا توجد أية تدابير تستدعي أخذ إجراءات بحقه أو تعرضه للملاحقة القانونية". وأكدت وزارة الخارجية اللبنانية من جهتها "شرعية" دخول غصن "فجر أمس"، مشيرة إلى عدم معرفتها بظروف مغادرته اليابان. فرنسا.. لا معلومات حول فرار بدورها أكدت وزارة الخارجية الفرنسية الثلاثاء في بيان أنها لم تتلق أي معلومات حول فرار الرئيس غصن بعد وصوله المفاجئ إلى بيروت. وأوضحت الوزارة في بيان مقتضب أن "السلطات الفرنسية تبلغت عبر الصحافة بوصول كارلوس غصن إلى لبنان. وهو ملاحق قضائيا في اليابان ويخضع لتدابير تهدف لمنعه من مغادرة الأراضي اليابانية". وتابعت أن "السلطات الفرنسية لم تتبلغ بمغادرته اليابان ولم تكن أبدا على علم بظروف هذه المغادرة".   صدمة في اليابان   وذكرت قناة "إن اتش كاي" اليابانية العامة نقلا عن مصدر لم تذكر هويته أن "وكالة خدمات الهجرة أكدت أنها لا تملك أي أثر" (معلوماتي أو فيديو) لشخص اسمه كارلوس غصن غادر البلاد. ويحتجز محامو غصن اليابانيين جوازات سفره الرسمية الثلاثة لضمان احترامه شروط إطلاق سراحه. وقال محاميه الرئيسي جونيشيرو هيروناكا إنه علم بالخبر من "التلفزيون"، معربا عن "صدمته". وصرح المحامي لوسائل الإعلام وقد بدا عليه التأثر، "طبعا هذا غير مقبول، لأنه خرق لشروط إطلاق سراحه المشروط، وغير قانوني بنظر القانون الياباني. مع ذلك، فإن القول بأنني لا أفهم مشاعره قصة أخرى". وأكد الثلاثاء محاميه هيروناكا أن الجوازات لا تزال بحوزتهم، ما يدعو إلى الاعتقاد أن غصن فر باستخدام أوراق أخرى. وظهرت انتقادات صادرة عن نواب يابانيين على وسائل التواصل الاجتماعي. واعتبر ماساهيسا ساتو من الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم أن "سماح بلد بمثل هذا الخروج غير القانوني يطرح إشكالية". ويجد المدعون العامون اليابانيون أنفسهم عاجزين أمام الحدث. ويرى هيروناكا أن النتيجة المنطقية لفرار غصن هي إلغاء إطلاق سراحه المشروط، وحجز القضاء للأموال التي سددها والبالغة قيمتها تقريبا 12 مليون يورو. لكن في ظل غياب اتفاقية لتسليم مطلوبين بين بيروت وطوكيو، ليس من المرجح أن تتم إعادة غصن إلى اليابان. وحتى ولو كافح المدعون لاستعادته ومحاكمته، إلا أنه سيكون من الصعب إثبات التهم الموجهة ضده في الخارج، خصوصا في لبنان المستعد للدفاع عن مواطنه، وفق ما شرح لوكالة فرانس برس المدعي العام السابق والمحامي نوبيو غوهارا غير المرتبط بالملف، لكن الذي يقوم بتحليل عناصر القضية منذ البداية. ويرى غوهارا أن "هناك أمرا واحدا مؤكدا. بالنسبة للمدعين، الوضع شديد الخطورة. يجب أن تشعر شركة نيسان بالخوف، وكذلك المدعون". ويضيف "فريق الدفاع فقد اعتباره تماما. لقد تعهدوا للقاضي بأن غصن سيبقى في اليابان كشرط من شروط إطلاق سراحه. احتفظوا بجوازات سفره لكنه غادر مع ذلك". وليست محاكمته غيابيا خيارا في اليابان، وفق المحامي الذي يعتبر أن فرار غصن هو نتيجة لنظام قضائي لا يترك أملا بوجود منفذ. وبذل المدعون العامون من جهتهم أقصى جهودهم لكي لا يتم الإفراج عن غصن، مستندين خصوصا الى احتمال أن يغادر البلاد إذا أطلق سراحه. وقال غصن في البيان الذي نقله المتحدثون باسمه في طوكيو مع رحيله "أنا لم أعد بعد اليوم رهينة لنظام قضائي ياباني متحيز، حيث يتم افتراض الذنب، وحيث التمييز موجود على نطاق واسع وحيث حقوق الإنسان تنتهك، في تجاهل تام للقوانين والاتفاقات الدولية التي تصادق عليها اليابان والملزمة باحترامها". وأضاف "لم أهرب من العدالة، لقد حررت نفسي من الظلم والاضطهاد السياسي".

مشاركة :