لم تكن المرأة الكويتية غائبة عن العمل العام منذ القدم، عندما كان الرجال خارج البلد في رحلات الغوص أو السفر في قوافل تنقل البضائع التجارية إلى دول الجوار، بل كانت مسؤولة عن شؤون المنزل وتربية الأولاد وتعليمهم، وشراء ما يحتاجونه من الأسواق.ومع بداية النهضة الكويتية الحديثة تولت كوكبة من الرائدات المناصب الحكومية، فكانت السيدة لطيفة الرجيب أول وكيلة وزارة، وتم تعيين الشيخة فاطمة الصباح والمهندسة شيخة البحر كأول عضوتين في المجلس البلدي.وبعد أن أعطيت المرأة حقوقها السياسية في عهد المغفور له الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، كانت الدكتورة معصومة المبارك هي الأولى، وأما السيدة نبيلة الملا فكانت أول سفيرة مثّلت الكويت في 12 دولة مختلفة، وهي اليوم أول خليجية تمثّل بلدها في مجلس الأمن.واليوم هناك 3 سيدات في مجلس الوزراء هن: السيدة مريم العقيل، والسيدة الدكتورة غدير أسيري، والسيدة الدكتورة رنا الفارس، وأما مجلس الأمة فهناك السيدة صفاء الهاشم، التي تكرر انتخابها لأنها تمثّل الصوت الوطني الثابت على المبادئ، حتى أنها استجوبت الوزيرة الدكتورة رولا دشتي عام 2013 من دون تحيّز للمرأة.وللمرأة خصوم، الأول: هي المرأة ذاتها، التي تصر على أن تعطي صوتها للرجل مهما كان مستواه، في فزعة قبلية أو طائفية أو فئوية، وتغض النظر عن سيدات يحملن أعلى الشهادات.والثاني: فئة من الناس تفسر الأحاديث النبوية في غير موضعها، وترفض ولاية المرأة العامة. وأخرى رجعية ترى أن المرأة عورة يجب ألا تخرج من المنزل أو تخالط الرجال.ولو راجعنا إنجازات المرأة في العمل العام لوجدناها قليلة، وخصوصاً للمرأة ذاتها، فهي إما امتيازات بسيطة في السكن وإما تجنيس وتوظيف لأبناء الكويتيات المتزوجات من غير كويتيين، وإما المطلقات والأرامل منهن. ولعل في القادم من الأيام تستطيع أخت الرجال أن تقدم لبلدها وبنات جنسها الكثير والكثير من الحقوق. إضاءةكل عام والأمتان العربية والإسلامية بخير، وآمل أن يكون عام 2020 أفضل من العام السابق.
مشاركة :