إسرائيل تسرع تهويد القدس ومحاصرة الأقصى

  • 1/1/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

القدس المحتلة - وكالات: تسَخّر أذرع الاحتلال الإسرائيلية والجمعيات الاستيطانية كل إمكانياتها ووسائلها المختلفة من أجل تهويد القدس المحتلة ومحاصرة المسجد الأقصى المبارك بالكُنُس والمتاحف التوراتية من أجل فرض واقع جديد على الأرض، وترويج للرواية اليهودية التلمودية على حساب الرواية العربية الفلسطينية. ولتحقيق هذا الغرض أقامت جمعيات استيطانية من بينها جمعية إلعاد المتطرفة متحفًا توراتيا في منطقة العين الفوقا في بلدة سلوان على بعد أقل من 10 أمتار عن السور الجنوبي الغربي للأقصى. ويقول الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب إن إقامة المتحف التوراتي يأتي ضمن مخطط إسرائيلي كبير لتغيير المشهد والطابع التاريخي في مدينة القدس المحتلة وإضفاء صبغة يهودية تخدم الرواية التلمودية على حساب الرواية العربية الفلسطينية. وبحسب أبو دياب فإن المتحف يتكون من 3 طوابق على مساحة تبلغ 1390 مترًا مربعاً (طابق تحت الأرض وطابقان فوقها) وضع بداخله آثار ومقتنيات تم سرقتها والاستيلاء عليها من منطقة الأنفاق بالقدس بعد طمسها وتغيير معالمها العربية الإسلامية. ويشير إلى أنه تم أيضًا وضع كتابات داخل المتحف تتحدث عن تاريخ يهودي مزعوم وتدل على أن هذه الآثار تعود لما قبل 3 آلاف عام لافتًا إلى أنه جرى الانتهاء من تجهيز الطابق الأول ومن المتوقع افتتاح الطابقين الآخرين قريبًا. ولبناء المتحف التوراتي عملت سلطات الاحتلال على سرقة حجارة صخمة من حقب تاريخية قديمة في المنطقة وجرى نقل كميات كبيرة منها لمناطق مجهولة وبعضها تم إعادتها بعد معالجتها بطريقة مهنية لتحاكي حضارة يهودية مزورة. وتمنع بلدية الاحتلال المقدسيين من تنفيذ أي أعمال بناء في المنطقة أو حتى ترميم منازلهم القديمة بدعوى أنها منطقة تحوي حقبًا تاريخية مختلفة كما جرى الاستيلاء على كثير من المنازل بدعوى أنها «أملاك غائبين». ويضيف أبو دياب أن هذا المتحف يهدف إلى ترويج روايات تلمودية على حساب الرواية العربية الإسلامية ومحاولة غسل أدمغة الزوار لإثبات أحقية اليهود المصطنعة في المنطقة والترويج بأن الحجارة التي استولوا عليها مأخوذة من «الهيكل الأول أو الثاني المزعوم أو بقاياه». ويؤكد أن الاحتلال يستهدف منطقة «العين الفوقا» بهدف فرض السيطرة الكاملة عليها، بادعاء أنهم «أصحاب الحق فيها، لما تحويه من آثار وحضارة يهودية». والاحتلال يسقط السياسة والتاريخ اليهودي على المنطقة لأغراض سياسية، ويعمل على تحطيم الموجودات الأثرية التي تدل على الهوية الحقيقية لمدينة القدس العربية، بما فيها من آثار بيزنطية وعثمانية وإسلامية، ويدّعي أنها كانت قبل 3 آلاف عام». ويوضح أبو دياب أن الاحتلال يخطط لإقامة مشروع تهويدي ضخم في سلوان تحت عنوان (أورشليم حسب الوصف التوراتي) حيث خصص ملايين الشواقل لذلك. ويشير إلى أن أكثر من مليون زائر زاروا المنطقة خلال العام 2019 بصحبة أدلاء سياح ومرشدين من الجمعيات الاستيطانية قدموا خلال هذه الزيارات روايات تلمودية تحاكي تاريخ عبري موهوم. وللمتحف التوراتي مخاطر كبيرة على الأقصى وسلوان بحسب أبو دياب، بحيث سيعمل على محاصرة المسجد الأقصى بالكُنس والمتاحف التوراتية وحجب الرؤية عنه بشكل كامل, وتزوير التاريخ والهوية وتحطيم الإرث الحضاري واصطناع تاريخ عبري مزور. ويشير إلى أن هذا المتحف سيفرض معوقات على وصول المقدسيين إلى الأقصى، بسبب حجم الانتشار العسكري الإسرائيلي من أجل حراسة المستوطنين والسياح.

مشاركة :