فيما كانت كل الأعين تتجه إلى المنطقة الخضراء في بغداد، إثر اعتداء عناصر من الحشد الشعبي على السفارة الأميركية، سقط أربعة شباب جرحى برصاص عناصر الميليشيات، في منطقة "فلكة " (ساحة) التربية، وسط كربلاء. يقول المتظاهر سامح باسم لـ"موقع الحرة" إن "عناصر الميليشيات دخلت الفلكة نهارا وهم يهتفون هتافات مؤيدة للمرشد الإيراني علي خامنئي". ويضيف باسم أن "المتظاهرين رفضوا رفع مثل هذه الهتافات، ما أدى إلى مشادات بينهم وبين عناصر الميليشيا تطورت إلى إطلاق نار على المتظاهرين من قبل العناصر المسلحة وتحت أنظار قوات الأمن". وبحسب باسم فإن "المسلحين انسحبوا بعد أن أوقعوا أربع إصابات خطرة بين صفوف المتظاهرين، حالة أحدهم حرجة جدا". وتقول مصادر أمنية، طلبت عدم الكشف عن هويتها إن مسلحين من لواء "علي الأكبر" هم المسؤولون عن اعتداءات الثلاثاء في كربلاء. ولم تفارق حالة التوتر ساحة التظاهرات في كربلاء منذ أكثر من أسبوع، إذ يسقط الجرحى والقتلى في المحافظة بشكل يومي تقريبا، لكن باسم يقول إن هذه "أول مرة يحدث فيها التوتر بمنطقة فلكة التربية، وفي النهار، حيث أن الاعتداءات السابقة كانت تحصل ليلا". لكن التوتر المستمر لا يبدو كافيا لإخراج المتظاهرين من الساحة، فبحسب باسم "الأعداد ازدادت بعد الاعتداء، وهناك معتصمون جدد قاموا بنصب خيمهم في ساحة اعتصام المحافظة". وهناك استعدادات للاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية، ربما للمرة الأولى بشكل علني في كربلاء، المدينة ذات الطابع المحافظ. احتفال "بحزن" في الناصرية يقول المتظاهر حسين الغرابي لـ"موقع الحرة" إن "ذكرى مرور شهر على مجزرة الناصرية تزامنت مع نهاية سنة 2019"، مضيفا "أن الحزن يخيم على ساحات التظاهر التي استذكرت مقتل العشرات من المحتجين على يد قوات الأمن". وقال الغرابي إن المتظاهرين "حضروا دمية لسانتا كلوز ترتدي الأسود حدادا على أرواح ضحايا الجريمة التي حصلت قبل شهر في المحافظة". بغداد.. عودة العوائل للتحرير وفي بغداد، يقول الناشط غيث محمد لـ"موقع الحرة" إن أعداد المتظاهرين ازدادت بشكل كبير اليوم "قد تكون الاحتفالات المستمرة بأعياد رأس السنة، أو ربما التوتر في المنطقة الخضراء، لا أعرف بالضبط لكن الأعداد ازدادت اليوم بشكل كبير". ويضيف غيث "بعد حادثة الوثبة، قل مجيء العوائل إلى ساحة التحرير، لكن اليوم شهد تواجدا كبيرا للعوائل وحتى ساعات متأخرة". ويشير محمد إلى أن ساحة التحرير شهدت اليوم مسيرة لتأبين ضحايا الاحتجاجات، كما أن أجواء الاحتفال كانت موجودة بشكل كبير "يريد الشباب أن يظهروا الروح المعنوية العالية التي مازالوا يتمتعون بها". ومن النجف، يقول الناشط علي السنبلي لـ"موقع الحرة" إن "الأجواء إيجابية للغاية في ساحات التظاهر بالمحافظة"، مضيفا أن "المتظاهرين انشغلوا بالاستعداد لاحتفالات رأس السنة وكأن شيئا لم يكن"، وأكد السنبلي أن الساحة تشهد تواجدا كثيفا للعوائل النجفية منذ الصباح. وبزي عسكري يحمل شعار الحشد الشعبي، اقتحم عناصر تابعون لميليشات موالية لإيران المنطقة الخضراء في بغداد الثلاثاء، وحاولوا دخول مبنى السفارة الأميركية والاعتداء عليه. وتزعم تلك العناصر قيادات رسمية لتلك الميليشيات، والذين غالبا ما كانوا يتجنبون الظهور بأنفسهم في مثل هذه المواقف الهجومية على بعثات دبلوماسية، خاصة وأنهم يمثلون جزءا من الدولة العراقية. واعتبر ناشطون ومراقبون، أن الميليشيات الموالية لإيران وقادتها يريدون الدخول في مواجهة مع القوات الأميركية في العراق، لحرف أنظار العراقيين عن التظاهرات التي تطالب برحيل السلطة السياسية الفاسدة التي تدين بالولاء لطهران. لكن المتظاهرين في ساحة التحرير القريبة، أعلنوا فورا أنهم براء مما يحدث في المنطقة الخضراء، مؤكدين أنهم سيواصلون التظاهرات السلمية لحين تحقيق مطالبهم.
مشاركة :