بغداد: «الخليج»، وكالات توافد الآلاف من العراقيين، أمس، على ساحات التظاهر في العاصمة بغداد ومحافظات بابل، كربلاء، النجف، الديوانية، المثنى، واسط، ذي قار، ميسان، البصرة، للتعبير عن رفضهم للمشاورات التي تجريها الكتل والأحزاب لتسمية مرشح لتشكيل الحكومة الجديدة، في وقت تزايدت الضغوط على الرئيس العراقي برهم صالح مع اقتراب انتهاء موعد المهلة السنورية غداً الأحد، بينما تحدثت مصادر عراقية عن تزايد حظوظ تسمية محمد توفيق علاوي بديلاً لعادل عبد المهدي. ووصل المتظاهرون إلى ساحة التحرير والخلاني والسنك والوثبة ببغداد وساحات التظاهر في محافظات البصرة والناصرية والمثنى والديوانية وواسط وكربلاء والنجف والحلة والديوانية وهم يحملون أعلام العراق ويهتفون بشعارات تدين المشاورات التي تجريها الكتل السياسية ورئاسة الجمهورية لتسمية مرشح لتشكيل الحكومة الجديدة فضلاً عن إخفاق البرلمان العراقي في حسم إقرار قانون الانتخابات الجديد. وذكر شهود عيان أن المتظاهرين وصلوا أفراداً ومجاميع إلى ساحات التظاهر في ظل إجراءات أمنية وانتشار واسع وقطع عدد من الطريق والجسور لمختلف شرائح المجتمع من طلبة المدارس والجامعات ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات أكاديمية وفنانين وشعراء. وأوضحوا أن «المتظاهرين يخضعون للتفتيش قبيل دخولهم من قبل فرق من المتظاهرين، لضمان أمن ساحات التظاهر، فيما تحيط القوات العراقية بساحات التظاهر من مسافات بعيدة». وذكر الشهود أن «المتظاهرين قاموا خلال الأيام الماضية بنشر أسماء جميع الأشخاص الذين أعلنت الكتل السياسية ترشيحهم لمنصب رئيس الحكومة وكتبت عليها عبارة (لا) وتم عرضها بمساحات واسعة من ساحات التظاهر وتأكيد مطالبهم بأن يكون المرشح مستقلاً وغير منتمٍ إلى الأحزاب أو مقرباً منها وأن لايكون قد تسلم منصباً سابقاً أو مزدوج الجنسية». وفي محافظة ذي قار، «تعرض ناشطان من أعضاء اللجنة التنسيقية لمنع الشغب والحرق في مدينة الغراف شمال مدينة الناصرية مركز المحافظة لمحاولة اغتيال فاشلة بعد إطلاق النار عليهما من قبل مسلحين مجهولين قرب الطمر الصحي على طريق آل سهلان». وبحسب مصادر أمنية «أصيب الناشطان بجروح تم نقلهم على أثرها إلى مستشفى الحسين في الناصرية». وفي ضوء الحراك السياسي لاختيار بديل لعبد المهدي أكد النائب البرلماني فيصل العيساوي، أن «المرشح لخلافة عبد المهدي محمد توفيق علاوي يمتلك صفات كثيرة تنطبق عليها المواصفات التي طالبت بها الجماهير». وقال النائب محمد الخالدي، إن «الشعب العراقي قال كلمته برفض المتحزبين، وضرورة البحث عن شخصية يكون ولاؤها للعراق فقط وليس للأحزاب، وبالتالي فإن المرشح محمد توفيق علاوي تم تقديمه بصفته الشخصية ما يعني تجاوز الكتل والمحاصصة»، معتبراً أنه «الخيار الذي نادت به الجماهير وهو إنهاء التخندقات الحزبية والكتلية». إلى ذلك، أعلن مسؤول في المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق أمس، أن إجمالي ضحايا المظاهرات الاحتجاجية في العراق منذ انطلاقها في الأول من شهر أكتوبر وحتى الآن بلغ 485 قتيلاً وأكثر من 27 ألف مصاب. كما دعت المفوضية وزير الداخلية العراقي ياسين الياسري، إلى الكشف عن نتائج التحقيقات في الأحداث والجرائم التي رافقت التظاهرات منذ بدايتها في منطقتي السنك والوثبة وإعلان نتائج التحقيقات أمام الرأي العام.
مشاركة :