ما يؤرق أعداء المملكة هو التلاحم والتواشج المجتمعي الذي يشكل نسيجا واحدا لا يختلف عليه المواطنون ما يمثل وحدة وطنية متماسكة على طول وعرض هذا الكيان الكبير الذي كان الركيزة الأساس منذ توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، حيث قامت نظريته على ربط المواطن بالوطن من أقصاه إلى أقصاه، وليس هناك فرق بين منطقة وأخرى، وإنما وطن واحد يجمع ويشمل كل الفئات بأنواعها، وأطيافها ما حبب الوطن للمواطنين تحت ظل القيادات الحكيمة التي تمثلت في سلاسة تولي الحكم في أبناء القائد الملهم صقر الجزيرة من بعده ما مكن للبلاد من أن تكون محط أنظار العالم لما تتمتع به من تلاحم، وأمن، واستقرار، وتطور حضاري في نقلات متسارعة مواكبة لأحدث المتغيرات الحياتية، وموفرة ما يمكّن المواطنين من حقوقهم المشروعة تعليميا، وصحيا، واقتصاديا، في مناخ أمني شامل يكفل حقوق الجميع بفضل النهج الشرعي المستمد من الكتاب والسنة.. وكان لهذا النهج القويم ولا زال فعله قائما في هذا العهد المزدهرالذي يتسنم قمته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يمعن في التوجيه في حفظ الحقوق التي تكفل للمواطن العيش بأمن وسلام، وهذا الامتداد لما نشأت عليه المملكة هو ما خلق التواشج والتداخل بين مختلف المواطنين حيث يستطيع أي مواطن أن يعيش في أي مدينة يريد، وأي منطقة يشاء، لايحس فيها بأي فارق، فالعيش واحد، والمناخ الاجتماعي لايفرق بين فرد وآخر، وكلّ يذهب حيث تكون مصلحته المعاشية ويساهم في التشييد والبناء، وهذه الميزة التي حبا الله بها هذا الكيان الذي يفخر ويفاخر معتزا بوجود الحرمين الشريفين ضمن نطاقه الجغرافي، والذي يتوجه المسلمون في جميع أنحاء العالم بكافة أطيافهم مستقبلين القبلة في كل يوم خمس مرات هذه نعمة كبرى، ثم نعمة الاستقرار والأمن التي لا يجحدها إلا مغالط ومكابر، فهي التي يجب على كل مواطن أن يعمل على المحافظة عليها، وأن يجتهد كل في موقعه بترسيخ هذه الوحدة الوطنية التي لاتقبل المساومة، ونحن نشاهد في الوقت الراهن ما يدور حولنا، وبجانبنا من الدسائس والمؤامرات، والاحترابات التي تسفك فيها دماء المسلمين بين بعضهم، وما نال البلاد من اعتداءات دفعت إلى أن تقف بحزم لردع الأشرار المأجورين لأسيادهم الإيرانيين الفرس الحالمين بالإمبراطورية التي تعشعش في أفكار الملالي المترهلين الذين يعملون جاهدين في محاولات يائسة للنيل من الكيان الكبير الذي يقف لهم بالمرصاد في كل موقع يحاولون فيه تحقيق أحلامهم، وكم من موقف شريف صدهم وأوقفهم عند حدهم بفضل الحزم والعزم، والأمل، ومناصرة الأشقاء في اليمن لاستعادة الشرعية التي تقرها الأعراف الدولية على مختلف مستوياتها، فتحرك العالم مناصرا للحق والشرعية وها هي المؤتمرات الدولية تتوالى للعمل على تثبيت ما يقره المجتمع الدولي ويكفل للأوطان حرياتها واستقرارها، وأن يسود السلام العالم عامة من أجل سعادة الإنسان الذي يعمل من أجل أخيه الإنسان في كل مكان. المملكة التي حققت هذه الوحدة الوطنية، والتي نفخر كمواطنين بمواقفها الداعية للسلام، والعاملة على حماية مواطنيها من الزعازع والفتن، والقضاء على كل مايمس كرامة الوطن والمواطنين، وتقديراً لهذه الأعمال الشريفة كان المواطنون في أنحاء الوطن يعبرون عن أن من يعمل ليزرع الفتنة، ويحاول تفتيت التلاحم الوطني هو عدو آثم تتوجب محاربته والقضاء عليه، وأن كل من تسول له نفسه أن يمس العقد الاجتماعي مع الدولة سيلقى الرفض والنبذ، والعقاب الرادع له ولمن يرتكز عليه من الخارج، والعدو المتربص لم يظهر اليوم وإنما من عقود، فكم من محاولة باءت بالفشل لكون المجتمع السعودي بكافة مكوناته يرفض أن يكون عرضة للفتن الطائفية التي يعمل العدو المشترك على أن يزرع بذرتها في أرض ترفض طبيعتها أن تنمو فيها بذرة فاسدة، والشعب السعودي بأطيافه يقف صفا واحدا في حماية وحدته الوطنية التي لايساوم عليها، ولن تؤثر فيه المحاولات اليائسة مهما كان مصدرها، من الشائعات والحزازات وسيظل على عهده دائما مناصرا دولته، دولة دستورها العمل على إعطاء الحق لصاحب الحق دون منازع، والحق هو ما يطلبه الإنسان في كل مكان حيث لا شيء يعلو عليه. رحم الله الأموات وشفى المرضى والمصابين من العمل الهمجي اللاإنساني، وحمى الوطن من كل سوء، ودحر كل متربص بالوحدة واللحمة والتكاتف الوطني.
مشاركة :