ذات عام جاءني إلى داري صديقي «حمـود» فرأى أن جهاز التلفاز الموجود لدي في غرفة الاستقبال قديـم نسبيا فأخذ يتحدث عن إمكانية استبداله بجهاز جديد مع دفع الفارق بعد تقسيم سعر جهازي القديم بطريقة جيدة، وقبل أن أصدر موافقتي على فكرته بعد دراستها دراسة متأنية فاجأني بحمل جهازي على كتفه والطيران به عبر «الدرجان» كما كانت تفعل خالته « كدرجان » ، ولم تمض إلا ساعة حتى عاد حمود حاملا معه جهاز تلفاز جديد مطالبا بدفع الفرق بين سعر الجهازيـن القديـم والجديد فلم أجد بدا من دفع المبلغ مرددا القول غير المأثور: إذا وقعت يافصيح.. فإياك أن تصيح!، وبعد أيام دلفت إلى السوق وسألت عن قيمة الجهاز الجديد الذي جاءني به حمود في محل لبيع الأجهـزة فوجدت أن قيمته لا تنقص سوى عشرين ريالا عن المبلغ الذي دفعته ثمنا للجهاز الجديد، أي أن جهازي القديم قد ذهب مع الريح مقابل عشرين ريالا، مع أن صاحب محل «الاستبدال» قد أفهمه أنه قدر سعره بأربعمائة ريال، وكانت اللعبة تقتضي أن يتم رفع سعر الجهاز الجديد والادعاء بسعر معقول للجهاز القديم ثـم طلب الفرق الوهمي بين السعرين، فيما يكون السعر الحقيقي للجهاز الجديد أقل بمئات عن السعر الذي أخبر به المستبدل، ومن يومها عقدت العزم على ألا أدخل محلا لاستبدال الأجهـزة لكون معظمها قائما على الغش، مستغلة كون معظم المستبدلين لأجهـزتـهـم لا يسألون عن القيمة الحقيقية للأجهـزة الجديدة ثقة في محلات الاستبدال وانها تقول الحق ولا شيء غير الحق!، وقررت أنه في حالة وجود جهاز قديـم لدي، فإن أفضل وسيلة للتخلص منه هو إهداؤه لجمعية خيرية أو أسرة فقيرة، أما استبداله بجهاز جديد فإن ذلك يعني أن الجهاز القديم سوف يذهب مجانا أو بسعر رمزي جدا لجهة الاستبدال مع رفـع سعـر الجهاز الجديد حتى يبدو لمن لا يعرف ثمنه أن السعـر المقدر للجهاز القديـم مناسب وما ينطبق على الأجهـزة ينطبق بصورة أشد وأنكى على المفروشات القديمة والجديدة في حالة استبدالهما بعضها ببعض.. والحاصل والفاصل أن التجارب تؤكد أن محلات الاستبدال ماهي إلا مواقع للضحك على الذقون واللحي حتى وإن قال عنها أصحابها غير ذلك !!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 213 مسافة ثم الرسالة
مشاركة :