وأين هي رؤوس أموالنا يا فصيح !؟

  • 5/5/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في أوائل عام 2006م، كتبت في هذه الجريدة مقالا تحت عنوان: هل حان موعد انفجار البالون؟، تساءلت فيه عما إذا كان الارتفاع الجنوني في أسعار ونقاط الأسهم، حتى «الخشاش» منها، إلى أن وصلت النقاط إلى مستوى عشرين ألف نقطة، ينذر بانفجار بالون الأسهم وهبوطه إلى الأرض وتورط المضاربين في خسائر لا تحتمل، فلما نشر المقال اتصل بي بعض الأصدقاء والمعارف المضاربين في السوق، يطلبون مني تفسيرا لما جاء في مقالي، وهل لدي معلومات مهمة وخاصة حصلت عليها من مصادر ذات مستوى عال بنيت عليها توقعاتي وتساؤلاتي الواردة في المقال، فقلت لمتصل منهم صادني عن طريق الجوال بينما كنت بعد صلاة المغرب في حلقة الخضار إن ما كتبته مبني على الحدس والتوقع، وليس على المعلومات والتحليلات التي لا أدعي علما بخفاياها وأسرارها، وأنا الآن في الحلقة أقلب حبات القوطة! فإن أعجبتك تساؤلاتي فخذ بها وكن على حذر، وإن لم تعجبك فاستمر في المضاربة مثل غيرك. وبعد ثلاثة أيام من نشر المقال، جاءني صديق وسألني: هل شاهدت مساء البارحة البرنامج الذي شارك فيه عدد من كبار محللي سوق الأسهم.. فقلت له: لم أتابع ولم أشاهد! فأردف قائلا: لقد سخر أحد المشاركين من مقالك وأكد أن السوق في صعود وأنه لا يوجد بالون ولا نفافيخ على وشك الانفجار! فتبسمت ضاحكا من قوله وقلت له: يا ابن أخي أرجو أن أكون على خطأ وأصحابك المشاركون في البرنامج الاقتصادي على صواب! أما الذي حصل بعد ذلك بشهرين أو ثلاثة شهور، فإن انهيارا مفاجئا حصل في سوق الأسهم أفقد معظم المساهمين ثلاثة أرباع أصولهم المالية، بل إن بعضهم أفلس ودخل في نوبة من الهستيريا وأصبح يعيش على المهدئات، ولما أخذ بعض من يعرفني يذكرني بما كتبته قبل شهور قليلة من انفجار بالون الأسهم، قلت لهم «رب رمية من غير رام» !! ثم أردفت مقالي الأول بمقال ثانٍ حمل عنوان «فإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم»، ولكن المقال لم يعجب الذين خسروا كل شيء في السوق، فسألوني: وأين هي رؤوس أموالنا يا فصيح؟! وكأني السبب في خسارتهم المدوية! أما ما أعادني إلى تساؤلاتي وتشاؤماتي السابقة، فهو أن سوق الأسهم شهد في الشهور الأخيرة ارتفاعا متواصلا حتى لامست نقاطه حاجز عشرة آلاف نقطة، وقد قرأت تصريحات متخوفة لمحللين اقتصاديين من إمكانية تكرار ما حصل في عام 2006م في حالة اندفاع السوق نحو الصعود المتنامي غير المبرر، فإن كانت مخاوف أولئك المحللين في محلها، فإن على المضاربين الحذر من ملاحقة الأوهام، وألا يكونوا آخر الداخلين في السوق أو آخر الخارجين منها؛ لأن المؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين!.

مشاركة :