قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن دراسة قصص الأنبياء، وتدبر ما في القرآن كله يبين لنا ملامح التعايش بين المسلمين وغيرهم، ويكشف لنا عن صدق مقولة العلماء، وحكمة منهجهم في مقابلة هشاشة فكر التطرف والإرهاب، وفي مقابلة -أيضًا- هشاشة موقف العلمانيين من الدين، وهذا كله واضح في التجربة المصرية.وأضاف «جمعة» عبر صفحته بـ«فيسبوك»، أنه يحلو لبعض الناس عن طريق استخدام قضية «النسخ» أن يلغي كل هداية قصص الأنبياء، بل أن يلغي كثيرًا من أحكام القرآن الكريم وهدايته، ولقد أثر ذلك تأثيرًا كبيرًا في قضايا مهمة تحتاج إلى مراجعة.وتابع: أن هذا المعنى -معنى الحياة والعقيدة- موجود أيضًا في شريعة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، فلو تأملنا آخر سورة المطففين، والله يتكلم عن جماعة من المجرمين يسخرون ويستهزءون بالدين، لوجدنا نفس المعنى، وهو ترحيل الأمر إلى الآخرة، مع النشاط الاجتماعي، والمحاورة، والجوار، ووصف الأمور بأوصافها الصحيحة.واستدل بقول الله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ* فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ» (المطففين :29 : 36).وأكد أن التعايش له معالم أخرى يحتاج إلى عمل ميثاق شرف يعمل به قد يؤخذ من التجربة المصرية التي يجب أن نتوقف عندها حتى ندرسها كنموذج لهذا التعايش بين المسلمين وغير المسلمين.
مشاركة :