أعلن قادة الحراك المعارض لترشح الرئيس بيار نكورونزيزا لولاية ثالثة في بوروندي، هدنة ليومين في العاصمة بوجومبورا بدأت أمس. وكشفوا إطلاق حوار سري مع السلطات مستمر منذ أيام، مطالبين إياها بـ «إظهار حسن نية عبر الامتناع عن إطلاق النار على المتظاهرين». وتجرى المحادثات السرية التي لم يعلن عنها سابقاً برعاية المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى بوروندي، سعيد دجينيت، وممثلين عن الاتحاد الأفريقي ودول المنطقة. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أول من أمس، أنه يشجع «الحوار السياسي» الذي يتضمن ممثلين عن المجتمع المدني والأحزاب السياسية والمنظمات الدينية والحكومة. وبدت منطقة وسط العاصمة هادئة صباحاً ولم تفتح إلا بعض المتاجر أبوابها، فيما جلس رجال الشرطة بارتخاء على تقاطعات الطرق. لكن هذا الهدوء تناقض مع ما حصل ليل الجمعة حين قتل 3 أشخاص وجرح 40 في انفجار قنبلتين يدويتين على الأقل استهدفتا حشوداً قرب السوق القديم. ولاذ منفذو الاعتداء بالفرار من دون تحديد هويتهم. وتلقي التفجيرات التي لا سابق لها، الضوء على عدم الاستقرار في العاصمة التي تشهد منذ نهاية نيسان (أبريل) حراكاً ضخماً ضد ترشح نكورونزيزا لولاية رئاسية ثالثة في الانتخابات المقررة في 26 حزيران (يونيو) المقبل. وتنظم التظاهرات في شكل شبه يومي في العاصمة، وتشهد مواجهات مع رجال الشرطة الذين يحاولون قمعها بالقوة فضلاً عن عمليات كر وفر. وهي أسفرت عن حوالى 25 شخصاً خلال أربعة أسابيع. وبعدما أفشل محاولة انقلاب عليه الأسبوع الماضي، أكد الرئيس نكورونزيز أن ترشحه مجدداً خطوة قانونية بالكامل. واعتبر أن التظاهرات المحدودة في العاصمة تشير إلى أن «الأمن والسلام يسودان في 99,9 في المئة من أراضي بوروندي». وكانت الرئاسة أرجأت، تحت ضغط دولي، الانتخابات الاشتراعية والمحلية التي كان يفترض أن تجرى في 26 الشهر الجاري إلى 5 حزيران. وللمرة الأولى منذ بدء حركة الاحتجاج، أحرق متظاهرون الخميس مواد للانتخابات الاشتراعية والمحلية. وقد فرّ حتى اليوم حوالى 110 آلاف من أقلية التوتسي إلى دول مجاورة، بينهم 70 ألفاً إلى تنزانيا. وتحدثت الأمم المتحدة أمس عن إصابة حوالى 3 آلاف لاجئ من بوروندي بالكوليرا في تنزانيا. وقالت مفوضيتها لشؤون اللاجئين: «تظهر حوالى 400 إصابة جديدة بالمرض القاتل يومياً، خصوصاً في شبه جزيرة كاجونغا بتنزانيا». وأعلن مسؤول صحي تنزاني أن تفشي الكوليرا في مخيم يؤوي آلافاً من لاجئي بوروندي شمال غربي البلاد تسبب في وفاة 33 شخصاً. وذكر أن تفشي المرض الذي ينتقل عبر مياه ملوثة، ظهر في كيجوما على بحيرة تنجانيقا، وفي قريتي كاجونجا ونياروجوسو، وكذلك في بوروندي من دون أن يكشف تفاصيل إضافية. ووجهت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نداء إلى المانحين لتقديم 207 ملايين دولار لمساعدتها في أزمة اللاجئين. على صعيد آخر، علّقت الولايات المتحدة تدريب جنود بورونديين في البعثات الأفريقية لحفظ السلام، «بسبب مخاوف من أن يعرقل العنف السياسي في بوروندي قدرة هؤلاء الجنود على المشاركة في عمليات مماثلة». وقالت ماري هارف، الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية: «استمرار عدم الاستقرار والعنف في بوروندي، خصوصاً ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، واعتداءات من قبل قوات الأمن قد يعرض للخطر قدرة بوروندي لمواصلة المساهمة في بعثة أميسوم لحفظ السلام». ولكن هارف قالت إن «الجيش البوروندي تصرف إلى حد كبير في شكل احترافي وحيادي خلال الاحتجاجات، وقُتل بعض أفراده».
مشاركة :