أحيت حركة فتح الفلسطينية أمس، ذكرى انطلاقتها الـ55 بمسيرات جماهيرية ضخمة انطلقت من مختلف مناطق قطاع غزة وصولاً إلى شارع الوحدة وسط مدينة غزة. ونقلت حافلات وشاحنات وسيارات خاصة عشرات الآلاف من جميع المخيمات والمدن في قطاع غزة إلى مكان مهرجان الانطلاقة قرب ملعب اليرموك بشارع الوحدة وهم يرفعون رايات فتح وأعلام فلسطين وصوراً لقيادات حركة فتح. وردد المشاركون شعارات مؤيدة لحركة فتح والرئيس محمود عباس الذي زينت صورته المنصة إلى جانب صورة الرئيس الراحل ياسر عرفات. من جهته، قال القيادي في حركة فتح أحمد حلس إن فتح تملك كل الخيارات ولم تسقط أي خيار، مؤكداً أن فتح أرادت أن تحول طوابير اللاجئين إلى طوابير من المقاتلين من أجل العمل على تحرير أرضهم. ودعا حلس في الكلمة المركزية إلى وحدة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية مع حركتي حماس والجهاد وكل قوى الشعب الفلسطيني. وقال إن العام القادم هو عام الوحدة الوطنية ويجب أن يكون كذلك. وأضاف: «لن ندخر جزءاً من طاقتنا وإمكانياتنا التي يجب أن تصب في مواجهة الاحتلال مشاريع التصفية وعلى رأسها وعد ترامب المشؤوم ومشاريع القفز عن قضيتنا». وأعلن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أحمد حلس جهوزية حركة فتح للانتخابات التشريعية والرئاسية، وهي موحدة خلف الرئيس محمود عباس. ووجه حلس رسالة إلى الفتحاويين بغزة، مؤكداً أنه لا يريد أن يشعر أحد بأن هناك فرقاً بين فتحاوي وآخر وبين إقليم وآخر، وأن المرحلة القادمة ستشهد إنصاف الفتحاويين بغزة. وأغلقت الشرطة في غزة عدداً من الشوارع لتسهيل وصول الجماهير إلى مكان المهرجان. وسمحت وزارة الداخلية التابعة لحركة حماس التي تسيطر على القطاع، لحركة فتح بإقامة مهرجان الانطلاقة عند مفترق شارع الوحدة الواصل بين شرق المدينة وغربها، وفق ما أفاد قيادي كبير في حركة فتح. وأضاف القيادي الذي فضل عدم ذكر اسمه «قبلنا بإقامة المهرجان في شارع الوحدة لأن رسالة حركة فتح هي وحدة الشعب الفلسطيني، وعبرنا عن رفضنا لعدم السماح لنا بإقامة مهرجاننا في الساحات الرئيسة المعروفة، خصوصاً ساحة السرايا». وأضاف «هذا استفتاء على تأييد شعبنا الواسع لفتح وللقيادة برئاسة الرئيس أبو مازن». وبثت خلال المهرجان كلمة للرئيس الفلسطيني محمود عباس عرضت من خلال شاشات ضخمة أمام أنصار الحركة في قطاع غزة. وأكد عباس في كلمته عدم إجراء انتخابات دون القدس «لن نقبل الانتخابات من دون القدس ومن دون أبناء شعبنا، القدس عاصمة دولتنا وهي ليست للبيع أو المساومة». من جهة ثانية، أكد الرئيس عباس في كلمته الاستمرار في دفع مخصصات «الشهداء والأسرى والجرحى». وقال الرئيس الفلسطيني «نجدد تأكيدنا على قضية أسرانا وشهدائنا وجرحانا ولن نقبل التفاوض والمساومة عليها مهما كان الثمن». وأضاف «سنستمر بدفع مخصصات الشهداء والأسرى كما هي حتى وإن كان ذلك آخر ما لدينا». وقال عباس إن القضية الفلسطينية «تمر بمنعطف خطير جراء استمرار عدوانية الاحتلال الإسرائيلي». واتهم عباس إسرائيل بـ«محاولة تكريس الأمر الواقع وتقويض حل الدولتين، وتمرير صفقة العصر وغيرها من المشاريع الهادفة لتصفية قضيتنا الوطنية». وأعرب الناطق باسم حماس فوزي برهوم في بيان بمناسبة انطلاقة فتح عن أمل الحركة في أن يحمل العام الجديد «تجسيد الوحدة الوطنية والتفرغ لمواجهة المشاريع والمخططات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية». حكومة الاحتلال تبحث التسوية مع «حماس» بدأ المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية أمس اجتماعاً لمناقشة ملف للتسوية مع حماس في قطاع غزة. وكانت هيئة البث الإسرائيلي ذكرت أن وزراء المجلس تسلموا الأحد الماضي تفاصيل اتفاق التسوية الذي تمت بلورته برعاية مصر بهدف ضمان الهدوء في المنطقة الجنوبية من إسرائيل. وكانت حركة حماس نفت الاثنين عقد أي محادثات هدنة مع إسرائيل. وقالت في بيان، إن «الحصار والعقوبات ما زالت قائمة، والعدو الصهيوني لم يلتزم بكامل استحقاقات التفاهمات التي جرت بوساطة الجانب المصري سابقاً». وكانت القناة الثانية عشرة بالتلفزيون الإسرائيلي ذكرت أنه لن يتم التصويت النهائي على الاتفاق قبل الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية الجديدة المقررة في الثاني من مارس. وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أنه بموجب هذا الاتفاق ستمنح «إسرائيل تسهيلات لسكان القطاع مقابل عمل (حماس) على منع الإطلاقات الصاروخية، والحد من نطاق مسيرات العودة إلى أن يتم وقفها كلياً».
مشاركة :