تمكنت الفنانة المصرية منة فضالي من الحفاظ على حضورها الفني منذ دخولها مجال التمثيل، غير أنها انزوت قليلا عن الأنظار خلال السنوات الأخيرة لصالح ظهور أسماء جديدة استطاعت أن تجسد دور الفتاة الأرستقراطية التي اعتادت فضالي تقديمها، بالتوازي مع أزمات إنتاجية انعكست على حجم الإنتاج الدرامي، وأفضت إلى الاعتماد على وجوه صغيرة لا تكبّد القائمين على هذه الأعمال المزيد من الخسائر. وقالت فضالي في حوارها مع “العرب”، إن اتباع سياسة اقتصادية في إنتاج الأعمال الدرامية فتح المجال أمام استقدام بعض الدخلاء ممّن ليس لهم علاقة بالفن وإسناد الأدوار إليهم، ونتج عن ذلك أن العديد من النجوم أضحوا يجلسون في منازلهم من دون عمل. وأضافت “كنت واحدة ممّن واجهوا معاناة الجلوس في المنزل خلال السنوات الثلاث الماضية، بالإضافة إلى وجود أشخاص لا أعرفهم يقومون بتشويه صورتي بشكل متعمّد، كما اختلت أخيرا موازين اختيار النجوم، وصارت هناك فوضى، فلا أحد يدري على أي أساس يجري إسناد الأعمال الفنية إلى هذا الشخص أو ذاك، غير أن المبرّر دائما يكون بالقول إن ‘ذلك من أجل توفير النفقات’، لكن ذلك يساهم في تدمير صناعة الفن الغالية”. وتتوافق تصريحات فضالي مع الحالة التي بدأ يعاني منها الفن المصري، بعد أن هيمنت الصناعة الاستهلاكية على المسلسلات والأفلام المعروضة، وكان من نتائج ذلك غياب الأفلام المصرية عن الجوائز الدولية هذا العام باستثناء فيلم “احكيلي”، وهو فيلم تسجيلي روائي حاز على جائزة الجمهور في مهرجان القاهرة السينمائي الأخير وسط انتقادات عدة لإدارة المهرجان. الدراما بدورها لم تكن أحسن حالا من السينما، بعد أن تراجعت لصالح الدراما السورية واللبنانية والخليجية، وأعمال الإنتاج المشترك، وتسبب تخفيض ميزانيات الإنتاج بشكل كبير في التركيز على الأعمال الكوميدية والشعبية التي لا تتطلب أموالا كثيرة، وهي أعمال لم تنجح في جذب الجمهور إليها سواء على المستوى المحلي أو العربي. تفاوت الأجور لا تجد منة فضالي غضاضة في تخفيض أجور الفنانين بشكل عام، فهي تؤمن بأنه لا توجد عدالة في التوزيع، وهناك نجوم يحصلون على مبالغ طائلة، في حين ثمة آخرون يحصلون على الفتات، غير أنها في الوقت ذاته ترفض أن يجري تطبيق سياسة التقشّف على الذين يحصلون على أجور منخفضة بالأساس في مقابل وجود أسماء ما زالت تحصل على مبالغ طائلة حتى بعد تقليص أجورهم. وبطء خطوات فضالي الفنية خلال السنوات الأخيرة دفع النقاد إلى توجيه الانتقادات إليها، غير أنها ردت عليها بجرأة ورفضت أن تتحمل بمفردها مسؤولية هذا التأخر، وكشفت عن كواليس اختيار النجوم للأعمال الفنية وانتقدت ما أسمته بـ”الشلة” (دائرة المعارف المقربة) التي تهيمن على الوسط الفني. الفنانة المصرية منة فضالي أكدت أن أزمات الوسط الفني قد تجعلها تفكر في الاعتزال، إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه وأوضحت في حوارها مع “العرب”، أن اختلال موازين إنتاج الأعمال الفنية انعكس على اختيار الممثلين فيها، بالتالي فالموهبة بحد ذاتها باتت غير كافية لتقدم الفنان بخطوات مسرعة في مشواره الفني، وهو ما أفرز ظهور ما يسمى بـ”دخلاء المهنة” الذين استطاعوا الحصول على دعم غير محدود على حساب أصحاب الموهبة، لأنها تتوافق مع حاجة المنتجين في صناعة أعمال مضمونة المكسب من دون خسائر. وذهبت الفنانة المصرية إلى التأكيد على أن أزمات الوسط الفني من الممكن أن تجعلها تفكر في الاعتزال، إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه الآن، فهي تخشى من الوصول إلى مرحلة فقدان الأمل، مشددة في الوقت ذاته على أن اتخاذها مثل هذا القرار سيكون بقناعة تامة ودون ندم، بعد أن تركت رصيدا مقبولا لدى المشاهدين. وتثير الفنانة المصرية الكثير من الجدل بفعل صورها المثيرة، ومواقفها القاطعة بشأن حالة الفن والدراما، في وقت اختار فيه البعض الصمت إلى حين تجاوز الأزمة أو تغيير الأوضاع الحالية، وانتقلت الجرأة أيضا إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي تحرص فضالي على التواجد فيها بشكل مستمر، وهو ما فسّره البعض على أنه تعويض لقلة ظهورها في الأعمال الفنية. حضور افتراضي خلال العامين الماضيين، بات اسم منة فضالي مقترنا بإثارة الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”انستغرام”، وعوّضت عدسات كاميراتها الخاصة قلة ظهورها أمام عدسات المخرجين بعد أن وثّقت بالصور مراحل من حياتها ما أدّى إلى انتقادها في العديد من المرات، بعد أن ظهرت بمايوه ساخن بجانب ارتدائها ملابس اعتبرها البعض مثيرة جدا وكاشفة لأجزاء كثيرة من جسدها. وردّت فضالي في حوارها مع “العرب” على هذه الانتقادات قائلة، “لا أتعمّد الإثارة على مواقع التواصل الاجتماعي، كما يرى البعض، لكن أنا حرة في ما أنشره على صفحتي الشخصية، وفيسبوك أكثر وسيلة أتواصل بها مع الجمهور من وقت لآخر، لأنه مكان للمناقشات وطرح وجهات النظر، وأدرك تماما إمساكي بسلاح ذي حدين لأنه هناك من يسيء لي، ومن ينتقدونني باحترام”. وقد تعيد الانفراجة المتوقعة في سوق الدراما المصرية عقب فتح الباب أمام بعض شركات الإنتاج التي توقفت عن العمل خلال السنوات الماضية، بزوغ نجم فضالي وغيرها ممّن اختفوا قليلا عن الساحة الفنية، ولعل ذلك بدأ ينعكس على مشاركتها في أكثر من عمل فني في الوقت الحالي، والتي ستعيدها إلى الأضواء من باب الفن وليس الثرثرة. وتشارك الفنانة المصرية في بطولة مسلسل “رحيل زهرة”، مع الفنان عمرو عبدالجليل، المقرّر عرضه على الفضائيات مطلع العام الجديد، بالإضافة إلى الانتهاء من تصوير دورها في فيلم “براءة ريا وسكينة”. وقالت فضالي في حوارها مع “العرب”، إنها تجسد دور “زهرة” وهي فتاة صعيدية ذات شخصية مركّبة وصعبة تمر بالعديد من المراحل، لتبدو شخصية طيبة ثم تتحوّل صفاتها لإدمان شرب الكحول، بسبب ارتباطها بوالدها الذي أثّر فيها بسلوكه وصفاته السيئة، وتسير على خطاه ما يجعلها فتاة شريرة في بعض الأوقات، وهو ما كان له تأثير على حياتها مع زوجها والطلاق منه لرغبتها في تسيير الأمور حسب هواها الشخصي والتحكم في كل شيء. وهذه ليست المرة الأولى التي تقدّم فيها فضالي عملا فنيا باللهجة الصعيدية، حيث قدّمت هذه الشخصية من قبل عبر خمسة أجزاء في مسلسل “سلسال الدم” والجزء الثاني من “أفراح إبليس”، وبالتالي تستطيع استرجاع استيعابها بسهولة وتحاول دائما اتقان دورها كي تظهر وكأنها طبيعية، خاصة أن ملامحها تساعدها على ذلك. وعن مصير الجزء الثالث من مسلسل “أفراح إبليس” بطولة الفنان السوري جمال سليمان، أشارت فضالي إلى أن عدم عرض الجزء الثاني على الفضائيات المصرية لصالح إحدى القنوات المشفرة أثّر على متابعته، مقارنة بالجزء الأول الذي جرى عرضه عام 2009 وحقّق نجاحا كبيرا، وأن انفصال الجمهور عن العمل في الجزء الثاني قد يؤثر على قرار إنتاج الجزء الثالث. وأكدت منة فضالي لـ”العرب”، أنها انتهت من تصوير المشاهد الخاصة بها في فيلم “براءة ريا وسكنية”، لكن ما زالت الفنانة حورية فرغلي والفنانة وفاء عامر تستكملان دوريهما، وأن موعد عرض الفيلم سيتحدّد لاحقا.
مشاركة :