أغلب الموروث الوهابي قائم على الإرهاب الفكري والديني، ومخاصمة الواقع والعقل، ولذلك اعتبره البعض بمثابة (دين آخر) غير دين الإسلام!دين يدعو إلى الإرهاب والقتل باسم الله، والله منه براء!وأن ما كان وما زال يجري في العراق وأفغانستان وليبيا وسيناء مصر...و...و...و... من قتل وإرهاب على الهوية الوهابية المتطرفة يؤكد أننا أمام دعوة للإجرام والقتل وليس أمام دعوة لإسلام سمح معتدل!_الوهابية كدعوة وفكر تقوم على نفي الآخر وتكفيره، وأنها تهدد الأمن والسلم في كافة دول العالم الإسلامي لما تبثه من أفكار إرهابية وإجرامية شديدة الخطورة، أفكار تدفع الشباب الإسلامي إلى تكفير وإرهاب المجتمع والحكام لأوهى الأسباب لا سيما وأن العالم المعاصر لم يعان من تنظيم أو دعوة مثلما عانى من الوهابية سواء تمثلت في (القاعدة) أو في التنظيمات الإسلامية الأخرى وأنه لولا المال لما انتشرت الوهابية ولولا النفاق الأمريكي لأمكن مقاومتها والقضاء عليها، ولكن أمريكا كانت تستفيد من هذا الشذوذ الفكري المنتسب زورًا للإسلام والمسمى بالوهابية وذلك لإرهاب العالم تارة أو لابتزازه تارة أخرى.وبقراءة متأنية للمصادر التي يعتمدها الوهابيون الذين يرجعون إليها، تكشف لنا رداءة المبادئ الفكرية التي تعتمد عليها هذه الحركة الضالة والتضليلية، كما نكتشف من خلالها مقدار الإساءة التي يتعرض لها الاسلام من قبل هذا الفكر المنحرف الذي هو عبارة عن أداة طيعة ومعول هدم بيد كل متخلف وجاهل يسعى الى تدمير الإسلام وهدم أركانه، من أجهزة مخابرات دولية ومؤسسات تناصب الإسلام الحنيف العداء المستحكم.وبهذا فالوهابية حركة ارهابية تحاول تشويه الدين الحنيف بما تقوم به من جرائم يمتد خطرها الى البشرية جمعاء، بغض النظر عن الدين أو المذهب أو الاتجاه الفكري فمثل خطرها كمثل الخطر العالمي الذي كانت تمثله النازية والفاشية منتصف القرن الماضي.قال الشيخ أحمد زيني دحلان مفتي مكة في أواخر السلطنة العثمانية في تاريخه تحت فصل فتنة الوهابية، : (كان -اي محمد بن عبد الوهاب -مؤسس الحركة الوهابية_ في ابتداء أمره من طلبة العلم في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وكان أبوه رجلا صالحا من أهل العلم وكذا أخوه الشيخ سليمان، وكان أبوه وأخوه ومشايخه يتفرسون فيه أنه سيكون منه زيغ وضلال لما يشاهدونه من أقواله وأفعاله ونزغاته في كثير من المسائل، وكانوا يوبخونه ويحذّرون الناس منه، فحقق الله فراستهم فيه لما ابتدع ما ابتدعه من الزيغ والضلال الذي أغوى به الجاهلين وخالف فيه أئمة الدين، وتوصل بذلك إلى تكفير المؤمنين فزعم أن زيارة قبر النبي (صلّى الله عليه وسلّم) والتوسل به وبالأنبياء والأولياء والصالحين وزيارة قبورهم للتبّرك شرك، وأن نداء النبي (صلّى الله عليه وسلّم) عند التوسل به شرك، وكذا نداء غيره من الأنبياء والأولياء والصالحين عند التوسل بهم شرك، وأن من أسند شيئا لغير الله ولو على سبيل المجاز العقلي يكون مشركا نحو: نفعني هذا الدواء، وهذا الولي الفلاني عند التوسل به في شىء، وتمسك بأدلة لا تنتج له شيئًا من مرامه، وأتى بعبارات مزورة زخرفها ولبّس بها على العوام حتى تبعوه، وألف لهم في ذلك رسائل حتى اعتقدوا كفر كثر أهل التوحيد" إلى أن قال : "وكان كثير من مشايخ ابن عبد الوهاب بالمدينة يقولون: سيضل هذا أو يضل الله به من أبعده وأشقاه، فكان الأمر كذلك.ومن هنا فإننا نطالب العلماء والخبراء بضرورة إعداد استراتيجية إسلامية وعالمية ثقافية وسياسية لمقاومة الوهابية، وأنه ينبغي أن يكون للأزهر الشريف دور في ذلك لأنه مؤسسة الاعتدال الإسلامي ..إن الأزهر الشريف إذا عاد كمؤسسة تنويرية ووسطية معتدلة فإنها تستطيع الرد بقوة على هذا الغلو الوهابي المعادي لروح الإسلام المتسامح و المعتدل.
مشاركة :