جنوب السودان: «فاو» تضاعف جهودها لنقل البذور والمعدات إلى المزارعين جواً

  • 5/24/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بينما يوشك موسم الزراعة الرئيسي في الجنوب السوداني أن يبدأ، صعّدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) جهودها للإسراع بتوصيل البذور والأدوات وغيرها من المستلزمات الزراعية الحاسمة، إلى المزارعين الأشد ضعفاً في جنوب السودان. وتسعى منظمة «فاو»، بتنفيذ ما يصل إلى 18 رحلة جوية محمّلة بالبذور والأدوات ومعدات الصيد إلى جوبا يومياً، الى وضع هذه المواد في متناول المزارعين في الوقت المناسب للمباشرة بعمليات الزرع في المناطق المتضررة نتيجة الصراع في أعالي النيل وجونقلي، حيث يستشري الجوع وسوء التغذية بمستويات بالغة الارتفاع. ويُكمل النقل الجوي عمليات النقل البري في المناطق التي بات من المتعذر أن تبلغها الشاحنات. وفي غضون الأيام الأخيرة، نُقل جواً من المستلزمات ما يقرب من 100 طن من جوبا إلى مهابط الطائرات المحلية، تمثل جزءاً من الإمدادات الموجهة هذا الشهر إلى أكثر من 175000 أسرة زراعية تعاني من انعدام الأمن الغذائي في ولايات أعالي النيل والوحدة وجونقلي. وقال الخبير سيرج تيسو، القائم بأعمال ممثل المنظمة في جنوب السودان: «بالنسبةالى كثر من المزارعين، تمثل هذه (العمليات) الفرصة الوحيدة لزراعة الحبوب هذا العام»، مضيفاً: «وبلا بذور الآن، سيضطرون إلى الانتظار سنة أخرى قبل زرع محاصيلهم، أي ما يعني أنهم لن يملكوا أي حبوب حتى نهاية عام 2016». وإلى الآن، تمكنت رحلة واحدة فقط من الهبوط في ولاية الوحدة، قبل أن يرغم الصراع الشركاء ووكالات الأمم المتحدة على تعليق نشاطاتهم. وتراقب منظمة «فاو» الوضع عن كثب بغية تطويع برنامجها لتلبية حاجات الآلاف من الأشخاص المعرّضين للخطر بالسرعة الممكنة، في حين تواصل اغتنام أي فرصة لتقديم مساهمات في المناطق الأكثر أمناً. وتأتي موجة القتال الراهنة في وقت حاسم بالنسبة الى المزارعين الذين استُنفدت مخزوناتهم من المواد الغذائية، ولا يملكون سوى الأسابيع القليلة المقبلة لزرع محاصيل الموسم الجديد. وأضاف الخبير كريم باه، مدير عمليات «فاو» للاستجابة لحالات الطوارئ في جنوب السودان: «لدينا نافذة صغيرة من الفرص لتزويد المزارعين بالمدخلات التي يحتاجونها لبدء الزرع»، مضيفاً: «ونظراً إلى ضخامة الكميات التي يلزم نقلها خلال وقت قصير جداً، وسط تجدّد انعدام الأمن في بعض المناطق وبدء هطول الأمطار، علينا أن نلجأ إلى أسرع وسائل النقل - حيث لم تعد الشاحنات خياراً قابلاً للتطبيق، ولا نملك سوى عمليات النقل الجوي كبديل». وتتعاون «فاو» مع المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية الموجودة في المناطق المستهدفة، لتوزيع المواد المنقولة جواً بواسطة الوسائل البرية المتاحة محلياً. ويُعتبر النقل الجوي جزءاً من جهود أوسع نطاقاً تبذلها المنظمة لتزويد الأسر المتضررة من النزاع وانعدام الأمن الغذائي في جنوب السودان، بوسيلة لإنتاج غذائهم وبناء سبل معيشة أعلى تجاوباً. وفي المحصلة النهائية، تهدف «فاو» إلى دعم 2.8 مليون شخص في جميع أنحاء جنوب السودان هذه السنة، من خلال تقديم مجموعات من مستلزمات الخضار والمحاصيل وصيد الأسماك، إلى جانب نماذج أخرى من الدعم. وإذ تتواصل عمليات الزرع على قدم وساق، تُخصّص مجموعات المحاصيل التي تعتبر ذات أولوية ويحوي كل طقم منها ثلاثة محاصيل على الأقل من بذور الحبوب (الدخن والذرة والفول السوداني والسمسم واللوبياء) ومجرفة للزرع، بحيث يكفي الطقم الواحد لزرع 1.3 هكتار لكل أسرة. والمتوقع أن يحصَد 1360 كيلوغراماً من الحبوب في أيلول (سبتمبر) - تشرين الأول (أكتوبر) لإنتاج ما يكفي لإطعام أسرة واحدة في المتوسط لمدة 5 أشهر. كذلك، تواصل منظمة «فاو» تنفيذ حملات تطعيم الماشية على نطاق واسع خلال الموسم الجاف، مستهدفة الرؤوس والقطعان الموجودة في مخيمات الماشية قبل حركة تنقّلها مع بداية الأمطار. وقال تيسو: «حتى الآن، غطينا مليوني رأس من القطعان هذه السنة، وبذلك أتممنا حماية الأصول الاجتماعية والاقتصادية الرئيسية لمئات الآلاف من المزارعين الرعاة في جنوب السودان، مع حماية الصحة العامة من انتشار الأمراض الحيوانية». وكجزء من جهود المنظمة للسيطرة على تفشّي الأمراض الحيوانية، سهلت «فاو» لقاءات بين السلطات البيطرية في أوغندا وجنوب السودان لبحث التعاون، بغية السيطرة على الأمراض الحيوانية العابرة للحدود والوقاية منها. وتملك الزراعة إمكانات هائلة لدفع عجلة النمو والازدهار، حتى حين يحدّ العنف من الإنتاج ويعطّل النشاطات الاقتصادية الأخرى. ومع تدهور الأمن الغذائي في أجزاء عدة من البلاد، تُضاعف «فاو» جهودها في المقابل لدعم سكان جنوب السودان ومساعدتهم على إنتاج الغذاء الحاسم لأسرهم ومجتمعاتهم المحلية. ويجمع برنامج المنظمة في جنوب السودان بين جملة من النشاطات القصيرة والطويلة الأجل بهدف عام يتمثل في مساعدة المزارعين والصيادين والرعاة والمجتمعات التي تعتمد على الغابات، على بناء سبل معيشة أقوى وأكثر تجاوباً مع الظروف المستجدة.

مشاركة :