تلقى لبنان أمس الخميس مذكرة توقيف دولية أصدرتها الشرطة الدولية (إنتربول) بحق كارلوس غصن الرئيس السابق لشركة نيسان للسيارات. وأصبح غصن هاربا دوليا بعدما كشف يوم الثلاثاء الماضي عن فراره إلى لبنان هربا مما وصفه بالنظام القضائي "الفاسد" في اليابان، حيث يواجه تهما تتعلق بجرائم مالية. وقالت مصادر مقربة من غصن إن ما دفعه للمضي قدما في خطة الاستعانة بشركة أمن خاصة لتهريبه من اليابان على متن طائرة خاصة هو تأجيل محاكمته ومنعه من التواصل مع زوجته. وقال مصدر قضائي لبناني لرويترز إن مديرية قوى الأمن الداخلي تسلمت مذكرة الإنتربول، التي تعرف باسم "النشرة الحمراء" وتدعو السلطات إلى اعتقال شخص مطلوب. وأضاف المصدر أنه لم تتم إحالة المذكرة بعد إلى القضاء. وذكر مصدر أمني لبناني كبير إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت السلطات ستستدعي غصن لاستجوابه بخصوص المذكرة، لكنه قال إن لبنان لا يسلم مواطنيه إلى دول أخرى. وقال المصدر القضائي إنه عندما تلقى لبنان نشرات حمراء للقبض على لبنانيين يقيمون على أراضيه في حالات سابقة مشابهة، لم يتم توقيف المشتبه بهم ولكن صودرت جوازات سفرهم وحُددت كفالة لهم. ولغصن، الذي يحمل جنسيات فرنسا ولبنان والبرازيل، صلات قوية تربطه بلبنان، وهو البلد الذي قضى فيه طفولته وحيث تشمل استثماراته حصة في أحد البنوك فضلا عن قطاع العقارات. وقال وزير الدفاع بحكومة تصريف الأعمال في لبنان إلياس بوصعب لقناة تلفزيوني (إم.تي.في) اللبنانية اليوم إن لبنان لم يلعب أي دور على المستوى الرسمي في خروج غصن من اليابان. تأجيل المحاكمة ذكرت المصادر المقربة من غصن أنه قرر الفرار بعدما علم خلال جلسة عُقدت في الآونة الأخيرة أن محاكمته في إحدى القضيتين المرفوعتين ضده ستتأجل إلى أبريل 2021. وقال أحد المصادر "قالوا إنهم بحاجة إلى عام آخر كامل للتجهيز لها... كان حزينا لأنه لا يتمكن من رؤية زوجته أو الحديث معها". وأضافت المصادر أن طلب غصن رؤية زوجته أو التحدث معها بمناسبة عيد الميلاد قوبل بالرفض، في إطار الشروط الصارمة لإخلاء سبيله بكفالة. وأشارت المصادر إلى أن غصن شعر بالقلق عندما علم أن ممثلي إدعاء يابانيين استجوبوا ابنته وابنه في الولايات المتحدة في أوائل ديسمبر وكانت لديه قناعة بأن السلطات تريد انتزاع الاعترافات منه عن طريق الضغط على أسرته. وقال غصن في ثاني تصريح علني له منذ وصوله إلى بيروت إن عائلته لم تلعب أي دور في خروجه من اليابان. وأضاف في بيان "رتبت لرحيلي بمفردي". وألقي القبض على غصن في طوكيو أول مرة في نوفمبر 2018 ويواجه أربعة اتهامات يدفع ببراءته منها جميعا ومن بينها إخفاء الدخل والتكسب من مدفوعات لوكلاء لبيع السيارات في الشرق الأوسط. وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية أمس الخميس إن السلطات سمحت لغصن بالاحتفاظ بجواز سفر فرنسي احتياطي في خزنة مغلقة بعد إخلاء سبيله بكفالة، مما قد يسلط بعض الضوء على كيفية هروبه رغم احتفاظ محاميه اليابانيين بجوازات سفره. ولم يتسن الحصول على تعقيب من مكتب جونيتشيرو هيروناكا محامي غصن ولا السفارة الفرنسية في طوكيو ولا مكتب الادعاء العام في منطقة طوكيو.كلمات دالة: الولايات المتحدة ، اليابان، لبنان، أحذية نيسان، غصن، كارلوس غصن، إنتربول طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :