من جانبه, أشار مدير مركز الملك فهد الثقافي الإسلامي في الأرجنتين الدكتور محمد بن سند الحربي, إلى أن المتمعّن في واقع الأمة اليوم, يلحظ فرقاً شاسعاً في أهدافها واختلافاً كبيراً في منطلقاتها، حيث يرى الإفراط والتفريط, والغلو والجفاء, والإسراف والتقتير، مؤكدًا أن تلك الأمور جعلت أعداء الأمة يرمون الأمة الإسلامية بالتطرف والإرهاب، ويتخذونها ساحة للصراعات والحروب بدعوى محاربة تلك الأفكار والتصرفات الناجمة عنها. وأكد الدكتور الحربي, على ضرورة التزام جانب الوسطية والاعتدال والابتعاد عن الإفراط والتفريط في الدين, مشيرًا إلى أن ذلك من أهم الضمانات اللازمة لاستمرار نعمة الأمن والاستقرار في بلاد المسلمين، مبيناً أن الوسطية تمثل منطقة الأمان والبعد عن الخطر، فالأطراف عادة تتعرض للخطر والفساد، بخلاف الوسط فهو محمي ومحروس بما حوله . وشدد مدير مركز الملك فهد الثقافي الإسلامي في الأرجنتين, على ضرورة أن يقوم بالأنشطة الدعوية في المراكز الإسلامية, دعاةٌ مؤهلين يحملون العلم الشرعي، والأخلاق الإسلامية، ويسعون إلى غرس الآداب ، و تعزيز القيم والمبادئ الإسلامية، ومن تلك القيم والمبادئ مبدأ الوسطية, وذلك من خلال التأكيد على وسطية الإسلام، ونبذه للعنف والغلو والتطرف, والتركيز على تسامح الإسلام ، وحرصه على التيسير، ورفع الحرج في تكاليفه الشرعية, وبث ثقافة الحوار والجدال بالتي هي أحسن امتثالاً للتوجيه الرباني للرسول الكريم في قوله سبحانه : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) , مع ضرورة الحرص على فئة الشباب وتوجيههم وحمايتهم من الأفكار الهدامة، وصيانة عقولهم من الشبهات التي قد تُلقى عليهم, وإشاعة روح التسامح والتعايش بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى . بدوره, قدّم الاستاذ المساعد بقسم القراءات بجامعة أم القرى الدكتور أحمد بن علي الحريصي, ورقة علمية بعنوان (طريقة القرآن في الإرشاد إلى التوسط والاعتدال وذم التقصير والغلو ومجاوزة الحد ), تناول فيها المجالات التي أرشد القرآن الكريم فيها إلى الوسطية, ومنها مجال العبادة, والإيمان بالرسل, وحقوق العلماء والأولياء, والتعاملات المالية, والصبر والشجاعة, وأداء الحقوق, والاقتصاد في الأكل والشرب واللباس, مؤكدًا أن القرآن كفيلٌ بمعالجة جميع المشكلات الإنسانية في شتى مرافق الحياة الروحية والعقلية والبدنية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية علاجاً حكيماً ؛ لأنه تنزيل الحكيم الحميد سبحانه وتعالى . عقب ذلك اختتم الأستاذ المشارك في قسم القراءات بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى الدكتور ياسين بن حافظ قاري, الجلسة الرابعة, ببحثٍ بعنوان ( الحوار وأثره في نبذ الفرقة والاختلاف ), مبينًا فيه أن الحوار مبدأ إسلامي عظيم, أشار إليه القرآن الكريم, وتمثّل به النبي صلى الله عليه وسلم في واقعه الدعوي, وسبقه في ذلك أنبياء الله ورسله, ومن ثم تبعه الدعاة من الصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم واتبع سبيلهم إلى يومنا هذا, وذلك لما للحوار من عظيم الأثر في النفوس . وتضمن البحث الذي قدمه الدكتور قاري, العديد من المحاور المهمة, ومنها تعريف الحوار وأهدافه, ومبادئ الحوار المؤدية إلى نبذ الفرقة والتعصّب التي تشمل الإخلاص والعلم والرفق واللين والتواضع . // انتهى // 21:53 ت م تغريد
مشاركة :