قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن نصرة الخير لابد أن يكون من المتفق عليه بين البشرية من المسلمين وغير المسلمين، وكذلك محاربة الشر أيضًا.وأضاف « جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» أن الله - سبحانه وتعالى- يقول: {الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}، ( سورة النساء: الآية 76).واختتم أنه لا بد على المسلمين وعلى غير المسلمين أن يفقهوا كلمة « في سبيل الله» وأن يفقهوا كلمة « في سبيل الطاغوت»، وأن يعلموا أن المسلمين جعلوا الشر محارابًا؛ فحاربوه لكونه مذمومًا، ونصروا الخير لكونه ممدوحًا.- علي جمعة يوضح أنواع المحبة في الإسلام:قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن المسلم يبحثُ عن عناصر الرحمة التي بدأ الله بها كتابه، والتي أرسل بها رسوله ﷺ ، فقال بسم الله الرحمن الرحيم: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ».وأضاف علي جمعة في بيان له على صفحته الرسمية على فيس بوك، أن النبيﷺ كان يقول عن نفسه وهو يؤدي رسالة ربه: «إنما بعثتُ رحمةً مُهداة»، مضيفًا: فمرحبًا بهدية ربنا سبحانه وتعالى.وأوضح أن من عناصر الرحمة قيمة مهمة من القيم والأخلاق التي يرتضيها كل أحد، كل إنسان، كل أهل الأديان من المسلمين وغير المسلمين، بل من أهل الأديان وغير الأديان، هي قيمة: (المحبة) الحب، والحب عطاء، والعطاء كَرَم، وهذا لا تسمح به نَفْسٌ إلا إذا كانت رحيمة.وأفاد مفتي الديار السابق، بأن هناك حب الله، وهناك حب الرسول، وهناك حب للمؤمنين، وهناك حب للجيران، مشيرًا إلى أن حب الله وحب الجار هو الذي تُبنى عليه الدعوة: « قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)»آل عمران.وأوضح أن المقصود بـالكلمة السواء: حب الله، وهي حب الجار، وإذا جئنا إلى الكلمة السواء (إلى حب الله وحب الجار)، فهذا من الرحمة، ونتيجته رحمة فيما بيننا.وتابع أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يقول شيئًا من هذا وهو يُعلمنا، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ : «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أَوَلَا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم».وأردف الدكتور علي جمعة أن: «إذن نحن أمام حب وقيمة الحب، يقول أننا لن ندخل الجنة حتى نؤمن، وكيف نؤمن والإيمان من الأمن، والإيمان من الرحمة، لابد أن نتحاب، والوسيلة بسيطة، وكانت هذه سنة سيدنا رسول الله ﷺ أن الشيء البسيط يُسبب النفع الكثير، فقال لنا: " أفشوا السلام بينكم"، فعندما نُفشي السلام بيننا يَحْدُث ويَنْعَقِد محبة».-علي جمعة: الدولة المصرية الحديثة نموذج رائد وفريد ويستحق الدراسةقال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن النموذج المصري يستحق الدراسة في ماضيه وحاضره ومستقبله، وذلك لأنه نموذج رائد، وفريد.وأوضح «جمعة» عبر صفحته بـ«فيسبوك»، أن المقصود بالنموذج المصري تجربة الدولة الحديثة بكل جوانبها السياسية، والثقافية، والقانونية، والدينية، والاجتماعية، والعلمية، وسائر الجوانب التي تكون الحياة منذ عصر محمد علي، وحتى الآن.ولفت إلى أن النماذج التي جاءت من بعده تحتاج إلى إعادة تقويم، ولأن كثيرًا من اللبس والخلط قد حدث في تحليله وفهمه مرة عن سوء قصد، ومرات عن حسن نية، ولكن إما عن جهل بحقيقته، وإما عن تحيز في مدرسة تحليله يمينًا ويسارًا، وإما لعدم الوعي بتطوره أو بتغيره.وأشار إلى أن شبابنا يحتاج كثيرًا إلى دراسة هذا النموذج ليس فقط لتقويمه، وإنما أيضًا لمستقبل الثقافة في مصر، ولمستقبل الثقافة في العالم العربي والإسلامي، ولمزيد من الصلة مع العالم كله، ولأن هذا الموضوع كبير، فإننا سنعرض لمفرداته إجمالًا ثم نبدأ في تفصيلها، ونعالج هذه المفردات كلا على حدة.وواصل: أما المفردات فيمكن إجمالًا أن نصوغها في الأسئلة التالية: أولًا: ما موقف التجربة المصرية من الليبرالية والديمقراطية؟ 2- وما مدى اعتمادها على السلطة الدينية، وهل مصر تحكم بالدين -كما يقول بعضهم- أو أنها دولة كافرة كما يقول آخرون؟ 3- وما مدى قبول الشعب المصري للمشروع العلماني؟ 4- وما مدى نجاح ذلك المشروع؟.وأردف: 5- وما الفرق بين الدعوة إلى الحرية والدعوة إلى التغريب؟ 6- وما مفهوم الهوية والخصوصية؟ 7- وهل نحن في حاجة إليها؟ 8- وما معنى المساواة والحرية؟ 9- وما معنى الإبداع؟ 10- وهل هناك أزمة تمر بها الثقافة المصرية، ما ملامحها وما أسبابها؟ 11- وهل هي أزمة دولة أو أزمة عصر، أو أزمة شعب، وكيف الخروج منها؟ 12- وهل نحن في حاجة إلى الإصلاح؟ 13- وما برنامجنا إذا احتاجنا إليه؟ 14- وكيف نزيل الأمية الهجائية، والمهنية، والثقافية، والتكنولوجية، وهل نحن أمة في خطر؟.وأكمل: 15- وكيف نقضي على البطالة الصريحة والمقنعة، وكيف نشيع قيم العمل والبحث العلمي، والرغبة في أن نصبح أقوياء، وأن نشارك في بناء الحضارة الإنسانية، وأن ننفع أنفسنا والآخرين، وما الذي لا نعلمه لأولادنا، والذي نعلمه لأولادنا حتى نتوارث الأمية والبطالة في أجيال متعاقبة، على الرغم من أننا شعب زكي صاحب تاريخ وحضارة يحسدنا عليها العالم كله؟ 16- وهل هناك تجارب يمكن أن نستفيد منها، كما استفادت اليابان من تجربة محمد علي في القرن 19، كاليابان والصين، وكوريا، وسنغافوره، وماليزيا، أو كإنجلترا وأمريكا والفاتيكان، وما علاقة ذلك بالخصوصية والهوية، والإبداع العلمي والثقافي؟.واستطرد: 17- وما مدى معرفتنا بعلوم الإدارة الحديثة، وما مدى اطلاعنا الحقيقي على مجريات الأحداث في العالم، وأين نحن من جيراننا؟ 18- وأين نحن من بناء أدوات ثقافة المستقبل (الموسوعات، والترجمة إلى العربية ومنها، والفنون، والآداب، والتربية والتعليم والتدريب)؟ 19- وكيف نتعامل مع التراث الإسلامي، ومع التراث الإنساني؟ 20- وكيف نصوغ بعد كل ذلك نموذجنا المعرفي، وكيف يكون قادرًا بأن يتواءم مع كل عصر على أساس أن ذلك النموذج نسق مفتوح له وعليه؟وأفاد بأن هذه بعض الأسئلة التي نريد أن نجري حولها الحوار، وكل سؤال يشتمل على كثير من المشكلات، ونحتاج فيه إلى تحرير كثير من المصطلحات التي احتلت، أو التي اختلت بإزاء مفاهيمها، ويمكن بعد ذلك أن نضع أيدينا على مواضع الخلل، إذا أردنا أن نسير في الاتجاه الصحيح، ويمكن لنا أيضًا أن يتضح لنا مدى تفوق النموذج المصري على كثير من النماذج المعاصرة في العالم الإسلامي.
مشاركة :