حقيقة واحدة تجددت في الضربة الأمريكية التي أنهت حياة أكبر إرهابي في العالم ومن معه من قيادات إرهابية عراقية، وهي أن الولايات المتحدة لا تزال الشرطي الوحيد القادر على تغيير قواعد اللعبة في المنطقة والعالم. وبدا كل ما تروج له طهران من قدرتها على أن تكون لاعبا في الشرق الأوسط مجرد «أوهام»، وأنها دولة تعيش على الهامش في حسابات الدول الكبرى ولا تستطيع القيام بأي فعل حين تتحرك واشنطن. كانت ردة الفعل الإيرانية، مرتعدة ومتوترة حيال الضربة، فرئيس النظام حسن روحاني قال في أول ظهور له بعد مقتل جنرال الدم: إن بلاده ستعيد حساباتها الحاسمة مع الولايات المتحدة، وكأنه يتحدث عن مقتل جندي في الحرس الثوري لا مهندس المليشيات في الشرق الأوسط وأحد أبرز الأذرع الإيرانية الفاعلة في المنطقة طوال السنوات الماضية في لبنان والعراق واليمن وسورية.الخوف الإيراني واللهجة الضعيفة في الرد على الضربة الأمريكية، يكشفان أن ثمة خوفا من توسع الضربات الأمريكية على القيادات الإيرانية وأذرعها في المنطقة، في ظل توافق أمريكي عام بين الجمهوريين والديموقراطيين على قرار ترمب في توجيه البنتاغون بتنفيذ عملية «الصيد الثمين».من الآن فصاعدا ستحسب إيران حركتها في كل منطقة وفي كل لحظة، فمن قتل اليوم هو بديل علي خامنئي لولاية الفقيه وليس شخصية قيادية عادية، إنما يعتبر مقتل سليماني كسرا للعمود الفقري الإيراني في المنطقة، وفقدان أحد أهم المهندسين لمشروع المليشيا الطائفية، والصندوق الضخم من المعلومات الإرهابية والمخططات التي كان يحضرها للمنطقة. مقتل سليماني، بداية أفول مشروع المليشيات في سورية والعراق واليمن ولبنان، إذ أبدت الولايات المتحدة بشكل واضح الموقف من هذه المنظومة الإرهابية، التي كانت تدعي محاربة الإرهاب بينما هي أحد الألوية البارزة للإرهاب العالمي.. الرسالة الأمريكية واضحة لكل من يتحالف مع هذه المليشيات وبالتحديد إلى العراق، الذي بات اليوم على نار حامية بعد تداخل الأحداث الداخلية والخارجية. الرسالة الترامبية لإيران تقول: إن التغاضي عن بعض الممارسات في المنطقة لا تعني الضعف، بل إن واشنطن قادرة على تأديب أي قوة متمردة في الشرق الأوسط والعالم.بعد كتابة أمريكا نهاية سليماني وبعض قيادات المليشيا، نكون أمام مشهد جديد في المنطقة ترسمه إدارة ترمب، إذ قتل من يدير آلاف المليشيات من باكستان إلى البحر المتوسط، وبالتالي هناك معركة إيرانية جديدة مع الولايات المتحدة تقوم على أساس ردع المليشياوية الإيرانية في المنطقة وتحجيم هذا النفوذ، وستشهد الأيام القادمة انهيارات للمحور الإيراني في اليمن والعراق وسورية واليمن.. إيران لعبت بالنار وتوهمت قدرتها في المنطقة.. وكانت النتيجة زلزالا أمريكيا يعصف بأبرز قياداتها.< Previous PageNext Page >
مشاركة :