تفوق القطريات يعكس نجاحات قطر في تطوير التعليم حوار - هبة البيه: استطاعت القطريات إثبات وجودهن وتحقيق النجاح والوصول لأعلى المراتب ليصبحن فخرًا لبلادهن ونموذجًا مشرفًا للمرأة الخليجية. نورة ناصر الكبيسي نموذج للفتاة القطرية التي حددت هدفها وتسلحت بالعزيمة والإصرار في التغلب على الصعب، فحصلت على المركز الأوّل بين طالبات دفعتها خريجات كلية الاقتصاد جامعة قطر وحظيت بتكريم سمو الشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني حرم سمو الأمير، خلال احتفال جامعة قطر بتخريج دفعة 2015 من طالبات جامعة قطر. الراية التقت نورة الكبيسي وأجرت معها حوارًا حول طريق التفوق وأحلامها لمستقبلها ومستقبل بلادها. وتؤكد نورة الكبيسي لـ الراية أن العزيمة والاجتهاد كان طريقها للتفوّق كل عام، وتكريمها على قائمة العميد وصولاً لتحقيقها المركز الأول على خريجي كلية الاقتصاد. وأشارت إلى أن التفوّق أكبر فرحة عاشتها في حياتها، مُعربة عن سعيها لاستكمال التميّز في الحياة العملية لخدمة بلادها، لافتة إلى أن الخريجين أهم ثروات الوطن ودعامة أساسية لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، ومواصلة حركة التنمية والنهضة الشاملة التي تشهدها قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. وأوضحت أنها بدأت الحياة العملية مبكرًا بمركز السدرة للطب والبحوث التي كانت بمثابة الراعي لتفوّقها، وستواصل العمل فيه رغم تلقيها العديد من العروض الوظيفية من البنوك، حيث ستواصل مسيرتها عبر قسم الاقتصاد بالمركز حيث كان تخصصها مالية واقتصاد. وأكدت أن تفوّقها ووصول القطريات لأعلى المراكز الأكاديمية والوظيفية يعكس ما حققته قطر من نجاحات في مجال تطوير التعليم، والوصول بالتعليم للمعايير العالمية وترسيخ مكانة جامعة قطر العريقة في تخريج أفضل الكوادر الأكاديمية. وأشارت إلى أن مجالات التعليم والعمل أصبحت واسعة لاستيعاب القطريات لتحقيق التقدّم والإبداع بما يحافظ على العادات والتقاليد، لافتة إلى أن نجاح القطريات في الحياة العملية يُمثل فخرًا للوطن وركيزة أساسية لتقدّمه. ودعت للاهتمام بتعليم الأطفال اللغة الإنجليزية لتأهيلهم للمراحل الدراسية من التعليم الأساسي إلى التعليم الجامعي.. وفيما يلي تفاصيل الحوار: > هل كنتِ تتوقعين وصولك للمرتبة الأولى في الجامعة أم كنتِ تسعين لذلك؟ - توقعت أن أكون من بين الأوائل ولكن ليس المرتبة الأولى، خاصة أنني طوال مسيرتي الجامعية كنت ضمن طلاب قائمة العميد للمتفوّقين الذين يتم تكريمهم كل عام، وأيضًا كنت على قائمة رئيس الجامعة المتفوقين، ولكن لم أتوقع أن أكون الأولى هذا العام. كنت دائمًا أسعى بإصرار للتفوّق والتميّز مسلحة بالإرادة وروح التحدي والعزيمة لتخطي الصعاب، وقد بذلت أقصى الجهود لأكون صورة مشرفة للفتاة القطرية الطموحة والعازمة على الاستفادة من فرص التعليم المتميزة، وتحقيق أعلى النتائج الأكاديمية لخدمة وطني بعد التخرّج. > ما هو شعوركِ لحظة تكريمك؟ - كرمتني سمو الشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني حرم سمو الأمير، خلال احتفال جامعة قطر بتخريج دفعة 2015 فكان ذلك أعظم لحظات حياتي، بالتفوّق وشرف التكريم، شعرت خلالها بالفخر بما حققته من تفوّق، وما منحته من سعادة لأسرتي، فاختلطت الفرحة بالإصرار على مواصلة التميز لخدمة وطني.. فالخريجون أهم ثروات الوطن ودعامة أساسية لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 ونهضتها الحديثة. > بما تنصحين الطلاب لتحقيق التفوّق ؟ - التفوق قدرات في النهاية ولكن لا بدّ لكل شخص من الاجتهاد والعزيمة والتحصيل الأكاديمي منذ اليوم الأول للدراسة هو أهم وصفة للتفوّق، كما لا بد أن يعي كل طالب أن أي نجاح يُحققه هو سلاح للمستقبل وإضافة لمسيرة جامعته، ومكسب لبلده الذي وفر له كل الإمكانيات، وعليه أن يردّ الجميل بالمساهمة في رفعته وتقدّمه وازدهاره. > هل تعتبرين تفوقك مساهمة في تغيير النظرة المجتمعية للفتاة ؟ - وصول القطريات لأعلى المراكز الأكاديمية والوظيفية يعكس ما حققته قطر من نجاحات في مجال تطوير التعليم، والوصول بالتعليم للمعايير العالمية وترسيخ مكانة جامعة قطر العريقة في تخريج أفضل الكوادر الأكاديمية. فالفتاة شريك في أي مجال أكاديمي واجتماعي وعملي، والمجال التعليمي والوظيفي أصبح يستوعب الفتيات بشكل كبير وباتت البيئة مشجعة على الإبداع، ويلقى وجود الفتيات دعمًا كبيرًا من المجتمع وأصبح وضعها متطورًا ومحط أنظار. ولم تعد النظرة القديمة موجودة بأن الفتاة لا تستطيع التقدم، ولكن ما زلنا نحافظ على عاداتنا وتقاليدنا التي لا نستطيع التجرّد منها، ولكن بشكل متطوّر أصبحت الفتاة عندما تنجح هي فخر لكل الشعب وليس للفتيات فقط، حتى الشباب صاروا يفتخرون بها وبأنها استطاعت أن تواكب العصر وأن تحافظ على كونها محتشمة وناجحة. > ما رأيكِ في المنظومة التعليمية ؟ - التعليم تطور جدًا في قطر وأصبحت كل الجامعات العالمية موجودة في قطر، وباتت جامعة قطر تنافس الجامعات العالمية ووصلت لمستوى متقدّم إقليميًا ودوليًا، ووصل التعليم أيضًا لتطبيق المعايير الدولية وأصبح قادرًا على المنافسة. فعندما كنت أفكر في الالتحاق بكليات بالخارج قرّرت البقاء في جامعة قطر التي هيأت لنا البيئة المشجعة على التفوّق والإبداع. > بماذا تقترحين للنهوض بالمستوى التعليمي للنشء؟ - أهم شيء أودّ التركيز عليه في المدارس هو زيادة الاهتمام بتعليم الأطفال اللغة الإنجليزية واللغات بشكل عام التي أصبح لها أهمية كبيرة في كل المجالات خاصة أنها تنمي مهارات الطلاب للالتحاق بالجامعات دوليًا وعالميًا في المستقبل. > كيف ترين الاقتصاد الوطني؟ - قطر دولة طموحة ونجاحاتها عملاقة في مختلف المجالات الاقتصادية والاستثمارية والعمرانية.. وتواصل تقدمها بخطى سريعة لترسيخ مكانتها العالمية.. وقد تعلمنا كطلاب اقتصاد التنبؤ بالنظرة المستقبلية، وهذا التوقع للمستقبل من شأنه تدريب كوادر جديدة تستطيع المساعدة على تنمية اقتصاد الدوحة، وتعطينا مؤشرًا أننا سالكون الطريق الصحيح نحو الازدهار الاقتصادي. > ما المجال الوظيفي الذي تتمنين العمل به ؟ - بدأت بالفعل في العمل بمركز السدرة للطب والبحوث إحدى المؤسسات العلاجية والبحثية والتعليمية التابع لمؤسسة قطر وسألتحق بالعمل في قسم الاقتصاد بالمركز لأنني تخصص مالية واقتصاد. > لماذا لم تتجهي للعمل في البنوك والهيئات الاقتصادية ؟ - حصلت بالفعل على عدد من العروض للعمل بالبنوك وبديوان المحاسبة وغيرها من الأماكن، ولكن فضلت الاستمرار في العمل مع الراعي الخاص بي. > ماذا عن نشاطكِ بالمجالات الأخرى بجانب الدراسة ؟ - رغم تخصصي في اقتصاد المالية لم أكتفِ بالدراسة الأكاديمية فقط، لديّ ميول وأفكار جديدة حول ريادة الأعمال وقد شاركت في عدد من المسابقات منها مسابقة أفضل فكرة، وهي مسابقة لطرح أفضل فكرة مشروع اقتصادي يخدم رؤية قطر 2030، كما فزت بمسابقات أخرى ضمن فريق عمل كأفضل فريق عمل جماعي، كما تم اختياري لرئاسة ممثلي فئة الشباب دولة قطر بملتقى ريادة الأعمال في جامعة بلغيي باسطنبول في تركيا في المنظومة العالمية لريادة الأعمال لفئة الشباب التي تشمل عدة دول مثل دول الخليج. > ما هواياتكِ ؟ - أحب القراءة والاطلاع على كل ما هو جديد، وأعشق التصميم وتنسيق الفاعليات.
مشاركة :