هل قررت جامعة الدول العربية، أخيرا، أن تعود إلى الحياة، وتنتفض دعما لليبيا، في مواجهة العدوان التركي الغاشم، الذي يستهدف تدنيس ترابها، والاستيلاء على ثرواتها؟رغم حالة الشلل التي تعانيها الجامعة العربية بسبب ضعف آلياتها التنفيذية، وعدم اصطفاف بعض دولها، خلف المصالح العربية إلا أنها وقفت في وجه البلطجة التركية، واصفة قرار البرلمان التركي، بالموافقة على تفويض الرئيس أردوغان، لإرسال قوات عسكرية لدعم فايز السراج في ليبيا، بأنه إذكاء للصراع الدائر هناك.وأكدت الجامعة أن إقرار البرلمان التركي لتفويض أردوغان يتجاهل ما تضمنه القرار العربي الصادر عن مجلس الجامعة، في نهاية ديسمبر الماضي، بضرورة منع التدخلات الخارجية، التي قد ينتج منها انتقال للعناصر الإرهابية، إلى ليبيا، بما يعزز عدم الاستقرار والمواجهات العسكرية هناك، ويهدد أمن دول الجوار الليبي.وأجرى الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، اتصالا هاتفيا، مع السكرتير العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تناول آخر تطورات الموقف في ليبيا، كما أعرب أبو الغيط عن قلق الدول الأعضاء بالجامعة، من تداعيات تصعيد الموقف على النحو الجاري حاليًا.موقف الجامعة العربية، وإن كان لا يرتقي إلى مستوى المأمول لدى شعوب المنطقة، وبخاصة الشعب الليبي، فإنه يمثل إعادة إحياء لدورها السياسي الذي أوشك أن يندثر، فهل تصلح صحوة الجامعة العربية، ما أفسده نومها الذي طال لعقود؟
مشاركة :