من يخطىء يجب أن يحاسب ومن يتعمد الخطأ يجب أن يعاقب ومن يتعدَّ على الآخرين وعلى حقوقهم يجب أن تطبق عليه الأنظمة والقوانين مع ضرورة إعطاء فرصة للمخطىء لإبداء رأيه والدفاع عن وجهة نظره – إن وجدت – أو الإقرار بالذنب وبما ارتكبه من خطأ وتقبل العقاب الذي نص عليه النظام أو صدر فيه الحكم الشرعي . المخالفات المرورية التي يتم رصدها آلياً بناء على أفعال أو ممارسات خاطئة وتكون تلك الأفعال موثقة من خلال الصور التي يلتقطها نظام (ساهر) آلياً أوغيرها من الوسائل الإلكترونية الأخرى أصبح لاخلاف عليها كما أصبحت موثقة ومقبولة بين الناس وغير قابلة للنقاش ، كما أصبح صاحب المخالفة المرورية يتقبل تلك الغرامة أو العقوبة بكل صدر رحب وبدون أي اعتراض أو جدال لأنه يعرف بأنه أخطأ ويجب أن يتحمل دفع قيمة المخالفة التي ارتكبها ويتحمل نتيجة خطئه ، وهذا الأمر ساهم بشكل كبير في الحد من الكثير من المخالفات المرورية وفي مقدمتها زيادة السرعة في الخطوط العامة . فالمخالفات المستحقة لاخلاف عليها وأهلاً بها لمن يستحقها ، ولكن المشكلة اليوم في وصول بعض الرسائل لبعض الأشخاص لارتكابهم مخالفات لم يقوموا بها ولامجال للاعتراض عليها وفي مقدمة هذه المخالفات مخالفة ربط الحزام والتي لايرصدها ساهر ولايصورها آلياً ، ولكن يقوم برصدها بعض رجال المرور الذين نحترم ونقدرجهودهم ورأيهم وسعيهم لتطبيق النظام إلا أن الآلية الحالية التي يقوم بها بعضهم لرصد مخالفة عدم ربط الحزام وذلك من خلال حمل ورقة وقلم والسير بين السيارات لتدوين أرقام لوحات السيارات التي لايربط أصحابها الحزام قد تكون فيها نسبة خطأ عالية خصوصا في الليل مما يتطلب مراجعتها ، كما إنه على الرغم من وجود آلية للاعتراض على المخالفات التي يتم رصدها من قبل نظام ساهر إلا أنه لاتوجد آلية للاعتراض على المخالفات التي يرصدها رجل المرور وتفاجأ برسالة المخالفة تصل لجوالك للدفع دون أي اعتراض أو نقاش . ربط الحزام قضية أساسية لما له من دور كبير في الحفاظ على سلامة الركاب وضرورة إلزامهم به ومخالفة من لايقوم بربطه إلا أنه في المقابل هناك مخالفات كبيرة وذات أثر خطير نراها أمام أعيننا اليوم ولانجد من يقوم برصدها ومحاسبة من يقوم بها مثل عكس الطرقات والدخول للشوارع العامة من مخرج الطريق وعدم الالتزام بالمسارات الرئيسة وخصوصاً عند الإشارات والقفز على الأرصفة . لاشك أن هناك جهوداً كبيرة تبذل وهناك تحسن ملحوظ في أسلوب السير ولكن في المقابل نحتاج إلى أن نواصل توسيع دائرة الرصد والتوثيق لتصبح آلية بعيداً عن أي تأثيرات بشرية قد تحدث لظروف خاصة يصعب التأكد منها وتوثيقها . Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :