تعد المملكة العربية السعودية من أكثر الدول التي تقع فيها حوادث مرورية في العالم، ويشير المتحدث الإعلامي للإدارة العامة للمرور إلى أن السلوك الخاطئ لسائق المركبة وعدم اتباع الأنظمة والمخالفة باستمرار تأتي في مقدمة أهم 10 أسباب للحوادث القاتلة في السعودية مشيرًا إلى أن النسبة الأكبر تقع على قائد المركبة، حيث النظام العالمي يضع 85% على قائد المركبة وعدم التزامه بقواعد المرور في حين تتوزع النسبة الباقية على سلامة الطرق وصيانة المركبة وغيرها من العوامل الثانوية الأخرى. من يقود السيارة اليوم في كثير من طرق المملكة يرى بشكل واضح أن هناك خللًا في الالتزام بأنظمة المرور وعدم احترام تلك الأنظمة بل وفي بعض الأحيان التفاخر بها مثل حلبات التفحيط والاعتراف بها من قبل بعض السائقين حتى أصبحت المخالفة في بعض الطرقات هي الأساس والنظام هو الخطأ بل إننا أصبحنا ندرب ونعلم الزوار من خارج المملكة كيفية تطبيق المخالفات المرورية في وطننا حتى اعتادوا عليها وأصبح كثير منهم يطبقها والسبب هو عدم وجود رقابة صارمة تعاقب على تلك المخالفات وعلى عدم تطبيق تلك الأنظمة، فلم يعد ذلك النظام جزءًا من حياتنا ولم نتعود الالتزام به بل أصبح من يربط الحزام أو يلتزم بمساره في الإشارة المرورية أو من يحرص على نظام المرور بشكل عام غريبًا في الطريق وقد يعرض نفسه للخطر لأنه يلتزم بالنظام. في السابق كان السائق إذا شاهد سيارة المرور التزم بالنظام مباشرة وما إن يبتعد عنه حتى يعود إلى مخالفاته، واليوم نظام (ساهر) - وبالرغم مما عليه من ملاحظات - ساهم إلى حد ما في إعادة الهيبة ولو جزئيًا لنظام المرور، كما ساهم في الحد من بعض المخالفات مثل تجاوز السرعة المحددة في بعض الطرقات أو قطع الإشارة عند بعض التقاطعات، فعلامة ساهر أصبح لها هيبة لأنها تشير إلى رصد تطبيق الأنظمة ميدانيًا من خلال الكاميرات وتطبيق العقوبة المباشرة من خلال سداد المخالفات مما جعل الناس يتجنبون مخالفتها باستمرار. في جلسة مجلس الوزراء هذا الأسبوع قام المجلس بإجراء تعديلات على بعض مواد نظام المرور وهي في مجملها رفع لقيمة الغرامات لبعض المخالفات المرورية وحجز المركبة مع تطبيق عقوبة السجن لبعض المخالفات كما شمل التعديل أن (يعد التفحيط مخالفة مرورية) ورصد له عدد من الغرامات من ضمنها عرض من يقوم بالتفحيط على المحكمة للنظر في تطبيق عقوبة السجن في حق من يقوم بالتفحيط، وعلى الرغم من إن هذه التعديلات على النظام تعد من الخطوات الإيجابية والتي نأمل أن تساهم في الحد من المخالفات المرورية غير أنني أعتقد أن من الضروري أيضًا وضع نظام آلي متقن لرصد هذه المخالفات وربط تلك العقوبات بها فالالتزام بالنظام سترتفع نسبته إن كان هناك آلية رصد دقيقة وواضحة للمخالفين، فمع وجود هذه المراقبة والمتابعة سيصبح النظام جزءًا من ثقافتنا وحياتنا وسترتفع نسبة الالتزام به مما يساهم في خفض الحوادث بإذن الله. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :