لاتزال الأندية السعودية تعاني كثيراً من التحكيم الآسيوي في دوري أبطال آسيا، وكان آخرها الهلال الذي وقع ضحية جديدة للصافرة الآسيوية غير العادلة في مباراته مع بيروزي الإيراني على ملعب الأخير في طهران ضمن ذهاب دور ال16 من دوري ابطال آسيا، إذ سلبه الحكام الماليزيون فوزاً مستحقاً كان في متناول يده بعد أن الغى الحكم ناجور عمر هدفاً صحيحاً لا غبار عليه وتجاهل طرد حارس بيروزي، واتخذ عددا من القرارات العكسية التي رجحت كفة الإيرانيين في النهاية ومنحتهم انتصاراً مهماً، وبذلك يعيد لأذهان الهلاليين زميله الياباني نيشيمورا والمهزلة التحكيمية التي ارتكبها بحق فريقهم في نهائي دوري أبطال آسيا مع سيدني الاسترالي العام الماضي، وظلت لفترة طويلة حديث الشارع الرياضي الآسيوي، ولا تقل أخطاء الماليزيين فداحة عن نيشيمورا، فالمحصلة النهائية هي ترجيحهما كفة فريق لا يستحق الفوز، وحرمان الآخر من فوز محقق. أخطاء التحكيم الآسيوي تجاه الكرة السعودية سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات ليست وليدة اللحظة، فالتاريخ يشهد بأننا أكثر من ظُلم في آسيا، ولا يستطيع إنكار ذلك إلا شخص غير متابع للمنافسات الآسيوية أو أنه يريد أن ينكر لمجرد الإنكار، ولا نعلم حقيقة مالذي يريده الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من المنتخبات والأندية السعودية حتى يضمن لهم تحكيم عادل في مبارياته. الغريب أن الاتحاد الآسيوي يعرف جيداً حجم المنافسة بين الفرق الإيرانية والسعودية وحساسية الأوضاع بين البلدين، وعلى الرغم من ذلك ذلك كلف طاقم حكام متواضعا ومهزوزا تأثر كثيراً بالجماهير الإيرانية وتصرفاتها، على الرغم من أنه كان بالإمكان أن يكلف على سبيل المثال الحكم الأوزبكي رافشان ارماتوف الذي أدار مباراة السد ولخويا القطريين. معظم منتخباتنا وأنديتنا التي شاركت آسيوياً إن لم يكن جميعها عانت كثيراً من الصافرة الآسيوية الظالمة، ودفعت ثمن غياب العدالة غالياً، لذلك فإن الاتحاد السعودي لكرة القدم مطالب بأن تكون له وقفة حازمة مع مايحدث وليس بيانا فقط، لأن في ذلك هدرا للوقت وللمال ولكل شيء، لابد من التصدي للظلم والعبث الآسيوي بأي طريقة نظامية ولو من خلال اللجوء للاتحاد الدولي لكرة القدم، فالعملية ليست معقدة ولن تكون مرهقة لأنه من السهل إعداد ملف متكامل بما تعرضت له الكرة السعودية من ظلم وإجحاف خلال الأعوام الماضية. نؤمن بأن أخطاء الحكام جزء من اللعبة وأنه لا يوجد حكم لا يخطيء، لكن مانراه يحدث في المنافسات الآسيوية ضد أنديتنا يتجاوز ذلك بكثير، ويثير الشكوك حول نزاهة الحكام الآسيويين والاتحاد بأكمله، على الرغم من أننا استبشرنا خيراً بعد أن رأسه عربي، لكن الوضع ظل على ماهو عليه إن لم يكن ازداد سوءاً.
مشاركة :