يستفزونا برفعهم لقيمة التذاكر وهم يعلمون أن الكثير من محبي الكرة من ذوي الدخل المحدود، وبهذه الطريقة باتت الأندية هي من تتحكم بالحضور". هذه هي العبارة تلخص لنا معاناة الجماهير من رفع الأندية لأسعار تذاكر حضور المباريات, عندما تكون على أرضها، في حديث المعنيين بها، بعدما اتجه بعض الأندية لطرق جديدة في التلاعب بأسعار التذاكر ورفعها لمبالغ مرهقة لميزانيات الجماهير, متوسطة الدخل، لدرجة أن الكثير منها حالت قيمة التذكرة دون حضوره للمدرج وتشجيع فريقه الذي يتابعه ويهتم بأخباره. مما جعل هذه الجماهير, تعتيره نوعا من استفزاز الجماهير المتعطشة لمشاهدة نجوم فريقها بالقرب من أرضية الملعب. القضية ذات شجون, فقيمة التذاكر لم تعد رقما ثابتا، بل وقد يتفاجأ المشجع برقم مالي غير المعتاد لقيمة التذكرة العادية، والسوق السوداء لها يد ودور كبير في تضارب أسعار التذاكر وتحديداً غير الإلكترونية. في الجانب الآخر, فإن الأندية ترى بأن رفع قيمة التذكرة للحد الأعلى حق مشروع لها، لاسيما وأنها تركز على المواجهات المهمة, التي تجمعها مع الفرق ذات الشعبية الجماهيرية مثل الاتحاد والهلال والأهلي والنصر, لتزيد من مداخيلها وهي لقاءات محدودة جداً. (النادي) فتحت ملف التذاكر والتلاعب في أسعارها وبحثت عن الشركات التسويقية وطرق بيع التذاكر, فخرجنا بهذه الحصيلة: مواجهات الكبار فقط تبدأ خيوط المشكلة من نظرة أندية(الصغيرة ) وهي التي تقع في وسط وقاع الترتيب، لمبارياتها مع الفرق الكبيرة ذات الشعبية الجماهيرية العالية فرصة لرفع قيمة التذاكر للحد الأعلى، حتى تخرج بعائد ربحي كبير من إجمالي قيمة الدخل الجماهيري، حتى يكون المدخول المالي كافٍ لتغطية كافة المصاريف الملتزمة بها إدارة النادي المستضيف، وتسعى هذه الإدارات لاستغلال المباريات التي تجمعها مع الفرق الأربعة ذات الجماهير العالية, التي غالبا ما تشهد مواجهاتها حضوراً جماهيرياً عاليا، بحيث ترفع قيمة التذكرة لحدها الأعلى مع زيادة نقاط البيع, ليتم توزيع عدد كبير من التذاكر لأغلب شرائح المجتمع، وتسهيل الحصول عليها في أغلب المواقع المتاحة والمتوفرة لأي مشجع، ورغم أن الجماهير تتذمر من ارتفاع قيمة التذكرة للحد الأعلى, إلا أنها تسارع في الحصول عليها وتشهد مواقع البيع تزاحما شديدا وطوابير طويلة أثناء فتح شبابيكها لبيع التذاكر. الجماهير: نحن الضحية والرابطة مسؤولة الجماهير الرياضية تحدثت لـ(النادي) كاشفة امتعاضها من بعض التصرفات التي تستخدمها الأندية وتسمح بتمريرها على المشجعين الراغبين في شراء التذاكر بطرق نظامية، حيث أشارت إلى أن العملية التنظيمية هي السبب الرئيسي في طريقة بيع التذاكر وهي من تعطي فرصة للتلاعب بالتذاكر وانتشار السوق السوداء خارج أسوار الملاعب، فالمشجع طالع العمري، قال:" للأسف أصبحنا نبحث عن واسطة من أجل الحصول على التذكرة وكأن التذكرة تأتي لنا ببلاش ودون مقابل، الخلل تنظيمي ويجب أن تحله الأندية بالتعاقد مع شركات مختصة محترفة". وحمل المشجع فهد الوائلي المسوؤلية رابطة دوري المحترفين بالكامل كونها المسوؤل الأول عن الأندية وعليه فإنها مُلزمة بتوجيه الأندية للطرق الصحيحة لتوزيع التذاكر، حسب تعبيره، وأضاف: " توزيع التذاكر ووقف الفوضى وقت المباريات المهمة, التي نواجه صعوبة من أجل حصولنا على تذكرة يجب أن تحل ورابطة دوري المحترفين معينة مباشرة بذلك". وأبان المشجع عامر الأسمري " أصبحت التذكرة مثل مخالفات ساهر لها حد أدنى وحد أعلى وبذلك, فإنها تنافس ساهر في التدبيل وهذا أمر يصعب على شريحة كبيرة من المشجعين البسطاء ومحدودي الدخل". مكاني تميز في السنة الأولى يعتبر ملعب مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله" هو الأفضل من ناحية التوافق بين الرقم المعلن لعدد الحضور الجماهيري, مقارنة بالمنظر العام للمدرجات، وظهرت نتائج عدد الحضور في الحد من السوق السوداء والتلاعب في قيم التذاكر، إذ نجح موقع (مكاني) بنظامه الإلكتروني في إيجاد طرق حديثه, يحصل من خلالها المشجع على تذكرته الخاصة بعد إدخال بياناته الكاملة، وساهم ذلك في إيجاد خدمة جيدة ومميزة في موسمها الأول، ويعتبر مشروع مكاني التابع لمؤسسة البريد السعودي موقع لتقديم الخدمات ومنها التذاكر الإلكترونية للجماهير الرياضية. مدير مشروع مكاني بدر الشمري، أوضح أن الموقع حقق نجاحات كبيرة في ظهوره الأول من ناحية تقديم التذاكر الإلكترونية للجماهير، موضحاً بأنهم وضعوا خطوات متتالية حتى يحصل المشجع على تذكرته، بحيث يقوم بإدخال اسمه كاملاً مدعوماً برقم بطاقة الأحوال المدنية ورقم جواله الخاص إضافة الى ايميله الشخصي، وبعد هذه الخطوات التي يسجل من خلالها يتم حصوله على التذكرة المزودة بكود ورقم تسلسلي يستخدم لمرة واحدة بعد تمريره على الأجهزة الإلكترونية المتوفرة عند بوابات الملاعب، وبهذه الطريقة ظهرت جميع المباريات التي أقيمت على ملعب " الجوهرة " برقم مطابق لعدد الجماهير والتذاكر المباعة، مشيراً إلى أن العمل سيكون أفضل تطوراً في المواسم المقبلة وجميع الملاحظات سنضعها بعين الاعتبار لتقديم الخدمة بأفضل شكل من الأشكال. شركات التسويق لم تنجح خاضت إدارة نادي القادسية، تجربة مع الشركات التسويقية، واتفقت مع إحدى الشركات للتسويق بهدف توزيع وبيع التذاكر إلكترونيا، الإ أن الشركة لم تحقق نسبة النجاح المأمولة, التي عولت عليها الإدارة أمالا كبيرة في تنظيم عملية بيع التذاكر والاستفادة من خبرة الشركة في المجال التسويقي لرفع وتوزيع عدد التذاكر المباعة لجميع المباريات، وبعد مرور أكثر من جولة في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين لم ترَ الإدارة أي بوادر نجاح، بل إنها دخلت في إشكاليات مع إدارات الملاعب والمدن الرياضية بسبب عدم تسليم التذاكر بعد طباعتها للملعب المقامة عليه المباراة, ليتم ختمها وتصديقها بشكل رسمي، حتى يتسنى لإدارة الملعب معرفة عدد التذاكر المباعة وعدد الرجيع, ليتم الإعلان عنها وقت سير المباراة وتحديداً بين الشوطين أو بداية الشوط الثاني كما هو معتاد. هذا التناقض كشف أن الشركة قادرة على التلاعب بعدد التذاكر وقد تستغل هذه الطريقة للاستفادة المالية, كونها المتصرف الوحيد في الطباعة والتوزيع والبيع وعمليات الدخول، وظهرت سلبيات كبيرة في طريقة بيع وتسويق الشركة ولعل أبرزها طريقة وآلية دخول الجماهير للمدرجات، بحيث يتطلب من حامل التذكرة الإلكترونية أن يتم تمريرها على جهاز إلكتروني عند الدخول، ليتعرف الجهاز إلى رقم الكود والرقم التسلسلي للتذكرة وهذا سبب تأخير لعملية دخول الجماهير رغم أن الأجهزة الإلكترونية موزعة على بوابات الملاعب من الخارج، لكن الوقت الذي يتعرف إليه الجهاز على التذكرة قد يستغرق دقائق، وهذا ساهم في تزاحم الجماهير وتدافعها على البوابات بطريقة عشوائية، أضف إلى ذلك أن التذاكر قد يتم شراؤها من قبل الشركة التسويقية، وفي حال نفادها يقوم مالكي التذاكر ببيعها عند بوابات الملاعب بأسعار مضاعفة وبذلك فإن الشركات التسويقية لم تنجح بشكل كبير في حل مشاكل التذاكر.
مشاركة :