لم يمضِ على التقرير الذي نشرته صحيفة الفايننشال تايمز الأميركية وعُنوِن بإيران تجعل السعودية الشيطان الأكبر بدلاً عن أميركا أكثر من أربع وعشرين ساعة ويُعلّق فيه مسؤول إيراني قائلاً: "ندرك أن للسعودية خططاً مستقبلية للتصعيد في سورية بعد اليمن ولهذا يجب أن يكون لدينا يقظة نحن وحزب الله لذلك سورية خط أحمر لنا"؛ فاستحضرت ما ذكرته وتنبّأ به مقال سابق في هذه الزاوية قبل بضعة أسابيع "أثبت التاريخ أن حساسية إيران تجاه السعودية تؤثر باستمرار في تصريحاتها السياسية أو من ينوب عنها بالوكالة كتصريح عبدالملك الحوثي أو نصرالله. ليس سراً استضافة إيران لقيادات القاعدة ومنحهم الدعم لاستهداف المملكة، وإيران التي كانت دائماً حين تُؤمّن السعودية أمنها القومي أو أمن المنطقة العربية أو الحفاظ على أمن الحرمين تشعر إيران بالقهر، ونصرالله الذي وصف "عاصفة الحزم" بالعدوان على اليمن وكشف كم أنّ إيران قد فُجعت بعاصفة الحزم التي أفسدت عليها السيناريو الذي كانت تخطط له، لم يدر بخلدها أبداً أن خطتها ستسحق، وأنّ ما سُمّي زوراً بالربيع العربي قد كشف عن أن تلك الجماعات الإرهابية التي ترعاها إيران ووكلاؤها وتدعمها ليست سوى دكاكين مقاولة وأدوات لتنفيذ سيناريو ذلك المخطط الذي كانوا به يحلمون!" لتثبت فعلياً حادثة تفجير مسجد القديح أنّ المتأزّمين من كل ضربة ونجاح جديد للسياسة السعودية خارجياً سيستهدفون أمننا واستقرارنا داخلياً؛ فاستحضرت ما يُؤثر عن سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله تعالى- "إذا أردت معرفة المجرم الحقيقي فابحث عن المستفيد من الجريمة"! وكم قد فات على حزب إيران وأمينه حسن نصر الله حينما أصدر بياناً يحمّل السلطات السعودية فيه جريمة مسجد القديح؛ أنّ الطائفة الشيعية أقدم من الدولة الإيرانية؛ وأقدم من الثورة الإيرانية، ولا يمكن لإيران وأدواتها في المنطقة أن تخدع مُدرِكا أو عاقلا بمحاولاتها الطائفية لبث الفتنة أو هزّ استقرار المجتمع والشعب السعودي المتوحّد تحت راية وطنه بكافة أطيافه وطوائفه ومكوناته في نسيج فريد من قبل أن يظهر هذا الحزب للوجود أو يظهر للثورة الإيرانية ودولتها صوت يُسمع! حزب الله أو راعيته إيران والتي تندّد وتذرف دموع التماسيح وتدّعي المظلوميات ضد الشيعة بينما تتعامى عن مظلومياتها الكارثية ضد الأحواز والسنة في إيران التي تمارس في إيران ضد أهل السنة؛ لأنها تعي جيداً أن التصدير لثورتها لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال شق الصفوف والفتنة الطائفية كما تحقّق لها في العراق ومن ثم سورية ولكن قُطع الطريق عليها في اليمن بعاصفة الحزم فجنّ جنونها. رهانات إيران ومحاولات تخصيب الطائفية وتصديرها لنا الفاشلة، يُثبتها رعاية إيران ودعمها لمشروعات العديد من الجماعات وتنظيمات جماعات الإسلام السياسي الإرهابية والتي أثبتت الأحداث أنها لم تكن سوى ورقة في بورصة استخبارات دول استخدمت الإرهاب لخدمة مشروعاتها، وكيف أنّ الثورة الإيرانية كانت سبباً من أسباب تشظي الحالة الإسلامية ونزوحها نحو خدمة المشروعات السياسية، لهذا لم يكن من العجب أن ترعى إيران حركات الإسلام السياسي الإرهابية، لأن المشروع واحد وإن اختلفت بعض الأفكار والأيديولوجيات والأولويات، وكلنا كمواطنين على حد سواء نندّد وندرك أن ما حدث من جرم إرهابي في حادثة تفجير مسجد مدينة القديح أو عداها هو أمر مرفوض، وعمل إجرامي وإرهابي بصرف النظر عمّن الفاعل أو الأداة وأن المستهدف في النهاية ليس مكوّناً إنما هو الوطن الأكبر!.
مشاركة :