هل تنجح «الدبلوماسية» في منع الحرب بين إيران وأمريكا؟

  • 1/6/2020
  • 00:00
  • 22
  • 0
  • 0
news-picture

في (الحروب) قوانين تحكم الدول المتصارعة.. وفي (الدبلوماسية) هناك قوانين وأعراف تحكم تصرفات الدول تجاه بعضها بعضا، لكن في العلاقة المتوترة بين أمريكا وإيران يخرج شيء جديد في كل أزمة بين الطرفين، وهو ما يمكن تسميته عامل (المباغتة)، وقد استخدمتها إيران ضد أمريكا أكثر من مرة، وخصوصا في العامين الأخيرين، إذ اسقطت إيران طائرة أمريكية بدون طيار، كما فجرت سفن شحن نفطية في الخليج، واختطفت سفنا نفطية أخرى، بينها سفينة بريطانية، و(المباغتة الأكثر) تمثلت في قصف منشآت حيوية نفطية سعودية، وفي كل هذه الأعمال العسكرية الإيرانية كانت طهران اما تنفي ضلوعها في هذه الحوادث، وإما تنسبها الى مليشياتها الموالية لها في العراق واليمن. ويبدو ان (طهران) لم تضع في حسابها ان تلجأ (واشنطن) هي الأخرى إلى استخدام عامل (المباغتة) ضدها، وكانت عملية تصفية (قاسم سليماني) في العراق مباغتة كبرى لم تحسب لها إيران حسابا.. وهي في الحقيقة لم تكن فقط (مباغتة)، بل مفاجأة لم تتوقعها إيران والدول الأوروبية أيضا.. الذين كانوا يستمعون لدعوات أمريكا إلى الحوار بدلا من الحرب. بعد اغتيال (سليماني) كل دولة، سواء (واشنطن) او حتى الدول الأوروبية، تنتظر طبيعة الرد الإيراني القادم.. هل ستقدم عليه إيران بشكل مباشر أم سوف توكل عملية الرد لمليشياتها الموالية لها في العراق وسوريا واليمن ولبنان؟ وبعيدا عن اللغة العسكرية دعونا نتوقف امام اللعبة الدبلوماسية بين البلدين، فبعد عملية اغتيال (سليماني) في العراق سارعت طهران إلى استدعاء السفير السويسري في طهران باعتباره يمثل المصالح الأمريكية بالنيابة هناك؛ للاستنكار والتنديد، وأيضا لمعرفة ما اذا كان استهداف (سليماني) مجرد مباغتة أم اعلان حرب، وكان رد الرئيس «ترامب» أن العملية كانت بهدف منع اندلاع حرب بين البلدين.. اما الرسالة الرسمية الأمريكية التي تسلمتها طهران عبر القائم بالأعمال السويسري في إيران فـ(طلبت الا يتجاوز حجم الرد الإيراني سقف الانتقام لسليماني فقط). هل سوف تلتزم إيران بذلك منعا لاندلاع مواجهة عسكرية كبيرة مع أمريكا، تعرف مسبقا أنها الخاسر الأكبر منها؟ ام سنكون امام (مباغتات) إيرانية غير متوقعة في العالم؟ في عالم السياسية كل شيء وارد، لكن من الجنون بمكان ألا تحسب (طهران) حساب الترسانة العسكرية الأمريكية الفتاكة.

مشاركة :