ناصر العميمي يحقق طبعة جديدة من ديوان «سفرجل»

  • 5/25/2015
  • 00:00
  • 31
  • 0
  • 0
news-picture

«سفرجل» هو عنوان ديوان شعري ضمّ قصائد راشد الخضر النبطية، وكان صدر في طبعته الأولى عام 2005، تزامناً مع مرور مئة سنة على ولادته وربع قرن على وفاته. وبعد الاهتمام الذي حظي به الديوان منذ صدوره، نظراً إلى مكانة هذا الشاعر في الإمارات والخليج عموماً، ارتأى القاص والروائي سلطان العميمي المشرف على أكاديمية الشعر أن يعيد إصداره في طبعة ثانية، مزيدة ومنقحة، ضمن برنامج معرض أبو ظبي الذي احتفل بيوبيله الفضي في دورة اختتمت نشاطاتها قبل أسابيع. وأوضخ العميمي، الذي تولّى إعداد الكتاب وتحقيقه تحقيقاً منهجياً دقيقاً، أنّه عمد إلى تحسين الطبعة الثانية من خلال إضافة قصائد جديدة بعدما تيّسر له العثور على أشعار نبطية لراشد الخضر لم تكن منشورة سابقاً، حصل على بعضها عبر رواة من أصدقاء الخضر والمقربين منه، وبعضها الآخر من مخطوطات أُفرج عنها أخيراً. على رغم سنوات رحيله، لا تزال التجربة الشعرية عند راشد الخضر، محطّ إعجاب وانبهار مختلف الأجيال الشعرية في الإمارات، سواء أكانوا ممّن عاصروه أو جاؤوا بعده. ولا تزال قصائده محملة بذلك الوهج المدهش الذي جعلنا نتذوّق في قصائده طعماً غير مسبوق. وهذا ما يؤكده سلطان العمــيمي في مقدمة طويلة وعلمية للديــوان قال فيها إنّ الجدل حول قصائده كان وما زال مستمراً. ما الذي كان يقصده الخضر ببيته هذا أو قصيدته تلك؟ لماذا غيّر في تلك القصيدة؟ أيّة رواية من الروايات العديدة لقصائده هي الصحيحة؟ ولماذا فقدنا بعض قصائده، وبعضها لم يرد كاملاً؟ ومثل هذا لا يزال يدور بين المهتمين بحياته. لماذا لم يتزوج؟ ولماذا لم يصبح غنياً؟ ولماذا كان انطوائياً؟ ومن ثمّ يقول إنّ اهتمامه بحياة الخضر وشعره نابع من وجود «لماذات» كثيرة تحيط بالراحل، فتجسدت أمامه حيّة وباتت تلحّ عليه بالإجابة، فراح يبحث في تفاصيل حياته وقصائده. أمّا عن التغييرات والتعديلات التي طرأت على الطبعة الجديدة من «سفرجل» فيختزلها العميمي في بضــع نقاط أهمها: أولاً، إضافة اثنين وعشــــرين نصاً شعرياً جديداً لم يسبق أن نشرها الخضر في أيّ مصدر، وقد أفرد لها فصلاً في مقدمة هذه الطبعة. ثانياً، إضافة فصل ثانٍ ضمّ أربع قــصائد غير مشهورة للخضر، بمعنى أنها نُشرت في مصادر معينة ولكن لم يضمها في أيّ ديوان ولم تلقَ نصيبها من الانتشار والرواج. ثمّ إضافة فصل ثـــالث ضمّ القصائد الجـديدة التي عثر عليها العميمي ونشرها في الطبعة الأولى من ديوان «سفرجل» وعددها ثلاث عشرة قصيدة. أمّا الفصل الرابع فضمّ سائر قصائد الطبعة الأولى من الديوان، وهي قصائد معروفة ومنشورة في مصادر ومراجع مختلفة. ولم يتوان العميمي عن تحديد المصادر والروايات المتعددة، ووضع في آخر الديوان فهرساً لكلّ القصائد بمطالعها، سواء قصائد الخضر أو الشعراء الذين جاروه أو جارهم أو ردوا عليه أو ردّ عليهم أو تأثّر بقصائدهم وأفكارها، ثمّ تلاه فهرس ثانٍ بقوافي قصائد الخضر في الديوان مثبتة بحسب حروف الهجاء، من دون أن يشمل هذا الفهرس قصائد الشعراء الآخرين المرتبطة قصائدهم بقصائده. وفي مقدمته يكتب سلطان العميمي عن تنفيذ الكتاب قائلاً: «لقد استغرق إعداد الطبعة الثانية من هذا الديوان فترة زمنية طويلة، راجعتُ خلالها القصائد مع عدد من الرواة لتحديد مناسباتها والفترة الزمنية التي قيلت فيها، وكذلك معاني مفرداتها وطريقة لفظ أبياتها ومفرداتها بالصورة الأقرب إلى الصحة، وبحسب لهجة الشاعر. وقد ساعدني بصورة كبيرة في ذلك كلّ من الراوي والمدوّن والشاعر سيف بن حمد بن سليمان الشامسي، والشاعر راشد بن غانم العصري، وهما من أصدقاء الخضر وسمعا عنه عدداً غير قليل من قصائده، وتبيّنا منه معاني مفرداتها والرواية الأدق لبعض أبياتها أو أشطرها أو مفرداتها»...

مشاركة :