هل تصنع كرة القدم السعادة؟

  • 5/25/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الجلد المستدير الذي يلاحقه 22 رجلا على معشب أخضر, هل يمكن أن ينثر السعادة في أي مكان؟ سؤال يمكن طرحه على محبي اللعبة الشعبية الأولى في العالم, وعلى كارهيها أيضا أو المتأذين من صخبها المتصاعد. .. في الفهم السطحي للسؤال, يمكن أن نجيب مباشرة بأن كرة القدم تصنع السعادة للفائز، وتبعث شيئا من الكآبة على الخاسر. هذا صحيح, لكن السؤال له بعد آخر يتجاوز حدود المعادلة الدائمة للعبة؛ إذ إن الفوز والخسارة عمليتان متغيرتان، ولذلك لا يمكن قياس السعادة بهما. ماذا إذاً؟ كرة القدم لعبة رائعة، تحولت إلى لغة عالمية يفهمها الجميع دون أن تتحرك الألسن بأي حرف, انتشر محبوها على امتداد هذه البسيطة, أسهم في ذلك سهولة الحصول على أدواتها, وصعود نجومية ممارسيها في كل المجتمعات. يستطيع فريق كرة قدم ينتمي أعضاؤه إلى مجتمعات عربية, آسيوية, أوروبية, إفريقية، لاتينية, صنع سعادة لأنفسهم وللآخرين دون أن يتواصلوا مع بعضهم لغويا. تلك أيضا سعادة طارئة, ماذا بعد؟ .. تتعلق قلوب كثير من الأطفال والفقراء والمرضى المصابين بأمراض مزمنة بنجوم كرة القدم, يقلدونهم, يتابعون أخبارهم, يلبسون أرقامهم, يتعصبون لنصرتهم في قضاياهم الرياضية, وهؤلاء لديهم نقص ما, وقاهر في قدرتهم على الاندماج في المجتمعات. هل تستطيع كرة القدم أن تمدهم بشيء من السعادة؟ الجواب: نعم. ومن شاهد الأسطورة الاتحادية محمد نور في مركز الرعاية المتطورة لرعاية وتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة في جدة, يتنقل بين مرتادي المركز, ويرسم الابتسامات، وينثر السعادة بين صفوفهم, يتأكد أن كرة القدم ونجومها يمكن أن يفعلوا الكثير اجتماعيا وإنسانيا. دور النجم الرياضي اجتماعيا وإنسانيا لدينا يقتصر على الدعوات, أغلب نجومنا إن دُعوا إلى مثل هذه المناسبات يستجيبون, لكنهم لا يقدمون مبادرات شخصية, بعضهم لا يملك الوعي الكامل بأهميته ودوره الاجتماعي, وبعضهم لا يعرف الطريق إلى هذا ويكتفي بحضور عابر. نجوم جماهيريون مثل يوسف الثنيان, ماجد عبدالله, حسين عبدالغني, محمد نور, سامي الجابر, ياسر القحطاني, محمد السهلاوي, جدير بهم أن يقدموا أنفسهم كنماذج يحتذى بهم بين زملائهم الآخرين, ونماذج تقدم النجم الرياضي في أجمل صوره الإنسانية, ما يعكس وجها مشرقا للعبة التي تعاني نظرة دونية أحيانا في المجتمع السعودي والعربي عامة. .. ربما يرد واحد من هؤلاء النجوم على الحديث أعلاه, بأنه زار مركز كذا وجمعية كذا، والتقط عددا من الصور مع المقيمين هناك, وهذا لا يكفي, بل هذا ليس ما عنيت تماما. ما أعنيه أن يكون ماجد عبدالله عضوا رسميا في جمعية مرضى السرطان, يقوم هو بدور فاعل في جمع التبرعات للجمعية والدعوة لنشاطاتها, وأن يخرج ياسر القحطاني في إعلانات غير مدفوعة الثمن للترويج لدعم جمعية الأطفال المعوقين, ويستغل بعض لقاءاته الإعلامية في تمرير رسالة خاصة بهم, ويسهم كعضو فاعل لا ضيف مدعو فقط. أعلم أن خيرا كثيرا يسكن قلوب هؤلاء النجوم, ولن يتأخروا لو طلب منهم المشاركة في أي من هذه الفعاليات والزيارات, ولكنها يا أحبة, يا أعزة.. لا تكفي, تقدموا أكثر للأمام، وأسهموا بنجوميتكم الرياضية في نشر السعادة.

مشاركة :