برلين- اعترف لاعب كرة القدم البرتغالي أندريه غوميز، لاعب برشلونة، بأنه في بعض الأحيان لا يستطيع الخروج “من فرط الخجل” بعد الهتافات المعادية التي يتلقاها حتى من مشجعي فريقه على ملعب كامب نو. قال غوميز في مقابلة مع مجلة بانينكا “أخشى الخروج للشارع من فرط الخجل. أصدقائي يقولون إنني متحفظ ومنغلق على نفسي”. ولكن غوميز ليس الوحيد الذي يعاني من الضغط، الألماني بير ميرتيساكر لاعب الأرسنال، يحكي أيضا عن تجربته مع الضغط في عالم الساحرة المستديرة، حينما كان ضمن صفوف منتخب الماكينات عام 2006 حين خسر في نصف النهائي أمام إيطاليا، واعترف لاعب خط الدفاع في تصريحات لمجلة دير شبيغل “بالطبع كنت محبطا، لأننا خرجنا من البطولة على يد إيطاليا. ولكن انتابني شعور غريب بالارتياح”. يلعبون في أفضل النوادي، وهم مليونيرات، ويحلم آلاف الأطفال بأن يصيروا مثلهم. إلا أن حياة لاعبي الكرة المحترفين لها وجه آخر مر؛ الضغط والتوتر اللذين قد يحولان اللعبة الشعبية الأولى في العالم إلى جحيم حقيقي، أو على أي حال، يجعلان الحياة في منتهى الصعوبة ويضيف “لا أزال أتذكر تلك اللحظة كما لو كانت اليوم. كل ما كنت أفكر فيه هو: لقد انتهى الأمر، لقد انتهى أخيرا”، بالرغم من أنه عاد وتوّج مع فريقه باللقب في البرازيل عام 2014. وينتقد مدافع الأرسنال في المقابلة الضغوط التي يتعرض لها لاعبو كرة القدم، والتي تؤدي إلى إصابته أحيانا بنوبات غثيان وقيء وإسهال قبل كل مباراة. هل السبب المبالغة في التوقعات؟ أم عدم القدرة على التحكم في القلق أو التوتر؟ على أيّ حال، يبدو أن كرة القدم حطمت أحد تابوهاتها، وبدأت تقبل أن يكون لاعبوها ليسوا مجرد رياضيين يتمتعون بلياقة عالية فحسب، بل تعترف بأنهم يعانون ويتعرضون للضغط والقلق، بصورة أكبر بكثير مما يمكن تصوره. وإذا كانت تصريحات ميرتيساكر قوبلت بانتقادات حادة، من قبل رموز كبيرة مثل لوتار ماتيوس، قائد منتخب الماكينات للفوز بمونديال 90، الذي رد قائلا “لو كنت تعاني من ضغط كبير إلى هذا الحد، فلماذا لا تعتزل”، ومع ذلك فقد أعربوا عن تعاطفهم مع مدافع الأرسنال، مثل صانع ألعاب البايرن السابق توماس موللر؛ “إنها مشكلة بكل تأكيد، إلا أنه قال الحقيقة. سيظل التوتر موجودا لأن الجمهور يقيّم أداءنا علانية”، أضاف نجم المنتخب الألماني الذي كان ضمن صفوف 2014 صانع المجد في البرازيل. “إنها مشكلة تطال الجميع”، علق نجم المنتخب الأرجنتيني خورخي فالداني، الذي حصد مع منتخب بلاده لقب مونديال مكسيكو 1986، مضيفا “عندما كنا نغادر غرفة خلع الملابس ونتجه نحو النفق للخروج إلى الملعب، كنا نقول “أين خوسيه أنطونيو. كاماتشو كان يتأخر عن الخروج لأنه مضطر للتقيؤ بسبب الضغط الرهيب. في الحقيقة الضغط يظهر بصور مختلفة”. بالرغم من ذلك، ربما يتعين على فرق المحترفين الاعتناء أكثر بالجانب النفسي للاعبيها.
مشاركة :