خمسة أشهر تفصل أكبر منتج ومصدر مستقل للنفط الخام والغاز والطاقة المتكاملة في العالم، شركة أرامكو السعودية عن إتمام أكبر عملية استحواذ لغالبية أسهم أكبر منتج للكيميائيات المتخصصة والبلاستيكيات المبتكرة وعديد المواد الأساسية الكيميائية الخام والأسمدة والحديد والصلب في العالم بطاقة 75 مليون طن متري سنوياً، شركة "سابك" حيث ترمي أرامكو حالياً بثقلها الأكبر في التأهب لإغلاق ملفات أحد أضخم صفقاتها المنفردة في القرن بتملك 70 % من أسهم شركة "سابك" بقيمة 69,1 مليار ريال والمخطط إتمامها في النصف الأول من العام الجاري 2020، حيث تنوي أرامكو بلوغ القمة سريعاً في صناعة البتروكيميائيات بالشراء الجاهز شبه الكلي لأثمن وأشهر وأقوى منتج في تنوع حقيبة المنتجات البتروكيميائيات. وتتمسك وكالة فيتش للائتمان الدولي بتقييمها لصفقة استحواذ أرامكو لسابك بقدرة الأخيرة على المساهمة بنحو 30 مليار ريال/ 8 مليارات دولار سنوياً في أموال أرامكو السعودية الناتجة عن العمليات، وقالت: "ونحن نقدر أنه مع شركة سابك، فإن حصة المصب للتكرير والكيميائيات في إجمالي الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك في أرامكو السعودية سترتفع إلى 9 %، من 3 % قبل حصة سابك. وهذا التدني الواضح في أعمال أرامكو للكيميائيات، مقارنة بضخامة أعمال النفط والغاز والمعالجة والتكرير، ولد إصراراً خلاقاً لرجالات أرامكو للهيمنة الكيميائية لتحقيق التوازن القوي في أعمالها متحصنة بأقوى متاريس الإنتاج العالمي للكيميائيات الذي تقوده سابك. في الوقت الذي تحمل أرامكو الهدف الاستراتيجي الأعظم من صفقة سابك المتمثل بالتزاماتها الوثيقة برؤية المملكة 2030 التي ترتكز على الضرورة القصوى لتنويع اقتصاد المملكة إلى ما بعد إنتاج النفط، حيث تأكدت شركة أرامكو بأن أحد أقوى منافذ الوصول لتحقيق هدف الرؤية يكمن في قرارها التاريخي بهذا الاستحواذ الضخم للشركة غير النفطية، سابك حيث بدأت أرامكو بالفعل تحقيق أهدافها الاستراتيجية بدمج قطاع التكرير بقطاع الكيميائيات والذي يتطلب تنفيذ استثمارات ضخمة مدمجة متكاملة للنفط والتكرير والكيميائيات والتي ستتحقق بمنظومة فلسفة صناعية مبتكرة للأعمال البترولية العملاقة من البئر للمنزل تبدأ بتدفق الخام من فوهة البئر للمعالجة والفرز مروراً بالتكرير والكيميائيات إلى سلسلة صناعات تحويلية تنتهي المنتجات الاستهلاكية لمنازل المستهلكين في أقوى دورة إنتاجية شرعت أرامكو بالفعل في انفاذها. وبالرغم من تنبؤات متضاربة من خبراء الصناعية في المملكة والعالم حيال ما ترمي إليه شركة أرامكو من صفقة سابك منها سعيها لتعظيم إيراداتها غير النفطية التي تحققها لها سابك بأقصر وأقوى الطرق في ظل المحفظة العالمية المتنوعة المطلوبة الشاسعة التي تزخر بها سابك، وهي تتماشى مع استراتيجية أرامكو لأن تكون الشركة الأولى عالميًا في جميع صناعات النفط، بما فيها البتروكيماويات والتي لا تعرف زعيماً لها بمثل قوة شركة "سابك" والتي تسجل نتائجها نمواً لافتاً رغم تقلب الظروف الاقتصادية العالمية التي أثرت على عشرات كبرى الشركات العالمي للكيميائيات. إلا أن "سابك" في ظل قوة مركزها المالي الدولي المستدام بسلسلة المشروعات الجديدة المتتابعة التي لا تنتهي والتي كان أبرز شاهد لها بقوة إيراداتها بقيمة 169,1 مليار ريال في 2018 مقارنة 149,8 لعام قبله، حيث تزعمت البتروكيميائيات والمنتجات المتخصصة الإيرادات الأكبر من حصيلة سابك بلغت 150,4 مليار ريال بزيادة كبيرة عن 2017 التي بلغت 135,3 مليار ريال، والتي كانت مدفوعة بقوة مبيعاتها في 2018 التي بلغت 49,1 مليار ريال مقارنة بـ46,7 مليار ريال في العام الذي قبله، مع ارتفاع الإنتاج من 71,1 في 2017 إلى 75,3 للعام الماضي. فيما يبرز أهم ما يميز شركة "سابك" إحرازها تقدماً في أهم المعطيات التشغيلية حيث لاحظنا قطاع المنتجات المتخصصة في 2019 التزامه باستراتيجيته للنمو المحددة للقطاع التي تركز على كل من النمو الذاتي والنمو الاستحواذي ليحظى عملاؤها في أنحاء العالم بحلول جديدة فريدة من نوعها تلبي احتياجاتهم الأكثر تحدي. وبالنسبة للنمو الذاتي، أعلنت "سابك" عن مبادرات لتوسيع القدرات الإنتاجية لمادتين من أكثر المواد قيمة لديها تشمل "راتنجات نوريل"، و"ألتيم". في وقت سيزيد إعادة تشغيل خط إنتاج "نوريل" في مصنع سابك في هولندا من الطاقة الإنتاجية بنسبة 40 % عن النسبة المحققة طوال عام 2017 عندما يبدأ الإنتاج في الربع الأول من العام الجاري 2020. ومع سعي الشركة لزيادة الطاقة الإنتاجية لراتنجات ألتيم، من المتوقع تشغيل منشأة إنتاج جديدة في سنغافورة في النصف الأول من عام 2021، ما يزيد من الطاقة الإنتاجية 2021 بنسبة 50 % عن النسبة المحققة طوال عام 2018. وهذا سيجعل من "سابك" الشركة الوحيدة التي لديها منشآت إنتاج في آسيا والامريكيتين وأوروبا، مشكلة ميزة تنافسية قوية للشركة. «أرامكو» و»سابك» في أقوى تحول من المنافسة التقليدية للشراكة المبتكرة
مشاركة :