دعت الجزائرالإثنين المجموعة الدولية وخاصة مجلس الأمن الدولي إلى "تحمل مسؤولياته في فرض احترام السلم والأمن في ليبيا". دعوة الجزائر تأتي عقب لقاء رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها من الأمم المتحدة فايز السراج بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في العاصمة الجزائر. الطرفان بحثا "تفاقم" الأزمة الليبية والسبل الكفيلة لتجاوز الظروف العصيبة. وفي نفس اليوم وصل وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو إلى الجزائر في إطار زيارة رسمية تستمر يومين، بحسب بيان للخارجية التركية. وخلال الزيارة تطرق وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادم ونظيره التركي إلى "كل محاور العلاقات الثنائية بين الجزائر وتركيا" و"الوضع في المنطقة" سيما الملف الليبي مع المسؤولين الجزائريين، بحسب بيان الخارجية التركية. وتأتي الزيارات بعد بضعة أيام من موافقة البرلمان التركي على مذكرة تقدّم بها الرئيس رجب طيب أردوغان تتيح إرسال قوات إلى ليبيا طبقا للاتفاق الذي جرى التوصل إليه بين انقرة وطرابلس. هذا ودانت الجزائر "بقوة" الاثنين، القصف الذي استهدف الكلية العسكرية بالعاصمة الليبية طرابلس، وأسفر عن مقتل 30 طالبا وإصابة 33 آخرين. وجاء في بيان للخارجية الجزائرية أن "العاصمة الليبية طرابلس خط أحمر نرجو ألا يجتازه أحد وأن مثل هذه الأعمال، مهما كانت الأطراف الضالعة فيها، من شأنها أن تنمي الأحقاد وتزيد الأزمة عمقا وتعقيدا". كما جدّدت الجزائر "رفضها القاطع لأي تدخل أجنبي في ليبيا" وناشدت "كافة المكونات ومختلف الأطراف الليبية لتغليب المصلحة العليا والعودة السريعة إلى مسار الحوار الوطني الشامل للتوصل إلى حلول كفيلة بإخراج هذا البلد الشقيق والجار من الأزمة التي يعاني منها" بحسب البيان. وفي كلمته أمام مجلس الوزراء، الأحد، شدد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على أن بلاده لن تحيد عن "واجبي التضامن وحسن الجوار"، في تليمح الى الوقوف بجانب الدول الجارة وعلى رأسها ليبيا. وجدد التأكيد على "رفض الجزائر التدخل في شؤون الدول الأخرى والتصدي بكل قوة لكل محاولة للتدخل في شؤونها الداخلية". كذلك، أعلنت الخارجية الجزائرية أن بوقادوم أجرى مشاورات هاتفية مع الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش ومع وزراء خارجية كل من مصر والإمارات وفرنسا ومالي والنيجر وتشاد.وسط توتر متزايد بعد قرار أنقرة إرسال قوات لليبيا: تعرف على القدرات العسكرية لمصر وتركيا مجلس الأمن الوطني الجزائري يجتمع ويبحث الأوضاع على الحدود مع ليبيا ومالي والخميس، أعلنت الجزائر وجود "مبادرات متعددة لصالح الحل السلمي للأزمة في ليبيا" وجدّد بوقادوم التأكيد أن الجزائر ترفض أي وجود عسكري أجنبي في ليبيا داعيا إلى "حل بين الليبيين" وحدهم. من جهة ثانية أجرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مكالمة هاتفية مع الرئيس تبون، من أجل دعوة الجزائر بشكل رسمي لمؤتمر حول ليبيا في برلين، بحسب الرئاسة الجزائرية. وتبادل زعيما البلدين خلال المكالمة الهاتفية "تحليلهما حول الوضع في ليبيا" وسجلا "تطابق وجهات نظرهما حول ضرورة التعجيل بإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية والوقف الفوري للنزاع المسلح ووضع حد للتدخلات العسكرية الأجنبية". وحذر الاتحاد الاوروبي الإثنين من "تصعيد وشيك للعنف" حول طرابلس، في وقت يتوقع أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا حول ليبيا الإثنين بطلب من روسيا كما دعا وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل "كل الأطراف إلى المضي في مسار سياسي برعاية الأمم المتحدة". وأطلق المشير خليفة حفتر في نيسان/ابريل هجوما عسكريا هدفه السيطرة على طرابلس، وأعلن في 12 كانون الأول/ديسمبر "معركة حاسمة" جديدة. كذلك، أعلنت قوات حفتر الاثنين سيطرتها الكاملة على مدينة سرت شرق العاصمة الليبية. ويلقى حفتر دعم مصر والسعودية ودولة الإمارات، وهي الدول المنافسة لتركيا في المنطقة ولقطر الداعمة لحكومة الوفاق الوطني. ومباشرة بعد تسلمه منصبه، عقد الرئيس عبد المجيد تبون اجتماعا للمجلس الأعلى للأمن الجزائري نهاية كانون الاول/ديسمبر لدراسة الأوضاع "على الحدود الجزائرية مع ليبيا". وقرر المجلس الذي يتشكل من القيادات العسكرية والمدنية للبلاد "جملة من التدابير يتعين اتخاذها لحماية الحدود" خصوصا مع ليبيا التي تبلغ اكثر من 1000 كلم.
مشاركة :